حيث يكثر الكذب والزيف تتيه الحقيقة
أمد/ من يحكم الفلسطينيين ؟ من يصنع قياداتهم ؟ وهل يختلف من يحكمهم في الظاهر والعلن عمن يحكمهم فعليا في الباطن والخفاء ؟!
ولما يعيش القادة وأبناؤهم وعوائلهم في رفاهية ورغد وغنى ، وعموم الناس في فقر وبؤس ومعاناة وضنك ؟! ولما هؤلاء فوق النظام والقانون ؟! وإذا كان هذا حالنا اليوم والمحتل جاثما على الصدور فكيف يكون حالنا غدا إن تغيّر الحاضر وصارت خربة العدس إمارة أو مملكة ؟!
وهل يحق لقيادة تنظيمية خاصة منتخبة بالسر في ظروف لا يعلمها إلا الله أن تفرض نفسها كقيادة شرعية عامة لشعب كامل حي متعدد القوى مختلف المشارب متباين الثقافات وأن تسوق الناس فرادى وجماعات إلى حتفهم في معارك مفتعلة غير متكافئة على الإطلاق ؟!
ولما يتهرب الخاطفون مالكو الحقيقة المطلقة ويتنصلون من إجراء انتخابات عامة دورية لأسباب واهية شتى وفي ذات الوقت يتمسكون بتلابيب نتائج انتخابات سابقة منتهية الأجل والصلاحية ؟!
ولما لم يجتمع الفلسطينيون عن بكرة أبيهم على برنامج سياسي واقعي واضح المعالم ممكن التطبيق؟!
ولما فشلوا في تحقيق أي هدف استراتيجي كبير خلال مشوارهم النضالي الطويل الذي دام قرنا من الزمان ؟!
وهل تحتاج فلسطين القضية العادلة والشعب الصغير إلى قرابة عشرين حزبا وتنظيما وفصيلا ؟!
ومن يمول تنظيماتهم وفصائلهم ؟ وما مدى تأثير ذلك التمويل على توجهاتهم وقراراتهم وبرامجهم السياسية ؟!
وكيف ننجح في مناهضة جبروت قوى دولية عظمى تتدخل بشؤوننا وبعضنا مرتهن بإرادته لقوى إقليمية مغرضة تتاجر بنا وبمعاناتنا ولدويلات مجهرية عميلة تافهة تبحث لوجودها عن معنى ولنفسها عن دور؟!
ولما فاقت الجهود المبددة هباء في صراعات الفصائل البينيّة الجهود النضالية التي بذلت في الصراع مع المحتل ؟!
وما هي الفرص التي أضاعها الفلسطينيون للوصول إلى حل قضيتهم ؟ وهل سبب ضياعها كونها دون الطموح الوطني أو إدراك القيادات عدم جاهزية الجماهير لتقبلها وتحسبها من ردات فعل غير محسوبة لا يمكن السيطرة عليها ؟!
وهل كان علينا لخلل في جيناتنا وقصور في وعينا أن نعيش نكبات ونكسات وهزائم ومذابح وإخفاقات ومرارات عديدة كثيرة لنصل أو يتم إيصالنا إلى رؤى سياسية قميئة معينة ؟!
وهل نحن مؤتمنون حقا على رقاب بعضنا أو جاهزون لنحكم أنفسنا حكما إنسانيا راشدا أو مؤهلون لممارسة الديمقراطية ؟! وهل عشنا تجارب ديمقراطية حقيقية سابقة في الوطن أو في الشتات ؟!
ولما همشت مؤسساتنا الوطنية الكبرى كمنظمة التحرير ومجلسها الوطني وغاب دورها الفاعل المرجعي والرقابي ؟!
ولما لم نستشر كشعب في محطات مصيرية كبرى كمدريد وأوسلو وعوملنا معاملة الجاهلين والقصر ؟!
ولمصلحة من تحولنا لما يشبه الجيش في نظر أنفسنا وفي نظر العالم الخارجي ، رغم أننا لا نملك البتة ما يؤهلنا لخوض معارك كبرى أو صغرى والانتصار ؟!
ولما تجرحنا الصراحة وتصدمنا الحقائق وتدغدغ مشاعرنا الأحلام والأوهام ؟!
لما نفكر ونتعلم بنفس الأساليب البدائية البالية التي عفا عليها الزمن وتجاوزها العصر ؟
لما واقعنا يتبدل من سيئ إلى أسوأ وخطنا البياني دائما في انحدار ؟!
ونختم بالتساؤل الكبير : هل تكفي صكوك الملكية التاريخية المفترضة لإثبات الحق في زمن طغيان القوة ؟! وهل يكفي الاعتقاد الغيبي الجليل لإنجاز الحلم الجميل أو الوصول للغايات البعيدة وتحقيق الأهداف الوطنية الكبرى ؟؟!!