ماذا بعد استشهاد سماحة السيد حسن نصر الله؟!.
أمد/ كان استشهاد سماحة السيد حسن نصر الله حادثاً مؤثّراً بلا شكّ، وسيكون له تداعياته في المنطقة بصورة مؤكّدة، ومن المحتمل أن تحدث تغييرات كبيرة في المشهد السياسي والعسكري في لبنان والمنطقة، وقد يتأثر “حزب الله” بشكل كبير، سواء من ناحية القيادة أم الاستراتيجية، ومن الممكن أن يظهر قياديون جدد، مما قد يؤدي إلى صراعات داخلية أو تغييرات في التحالفات، وقد تتأثر العلاقات مع إيران والدول الأخرى، خصوصاً بعدما أشيع عن تخلّي إيران عن حزب الله وفق ما يتم تناقله مؤخّراً، وعلى المستوى الأمني، قد يحدث تصعيد في التوترات مع إسرائيل، وقد تؤثر الأحداث على الاستقرار الداخلي في لبنان، وهذا كله يعتمد على ردود الفعل المحلية والإقليمية.
وقد يؤدي استشهاد سماحة السيد حسن نصر الله إلى تأثيرات كبيرة في سياق الحرب، منها: تغيير القيادة، فقد يواجه حزب الله تحديات في القيادة، رغم أنّ الأمور الداخلية للحزب لا تشير لهذا، ولكن ذلك لن يغير التنسيق العسكري والاستراتيجيات، وأتوقع وربما أكون جازماً أن أقول: إنّ الاستشهاد سيعمل على تسريع المواجهات، وستتصاعد الاشتباكات مع إسرائيل، خصوصا إذا تم اعتبار الاستشهاد ضربة موجعة للحزب.، ويمكننا القول :
إنّ تأثيراً معنوياً سيشهده الحزب إبان ذلك الاستشهاد، ولن يسبب ارتباكًا داخليًا ضمن صفوف الحزب، رغم أننا قد نشهد تغييرات في التحالفات، التي يمكن أن تؤدي إلى إعادة تقييم التحالفات الإقليمية والدولية، مع ظهور قوى جديدة أو تراجع أخرى، كما يمكن أن ينعكس على الوضع الداخلي، مما يزيد التوترات السياسية والاقتصادية، وسيكون للأحداث المرتبطة باستشهاده تداعيات معقدة تحتاج إلى متابعة دقيقة.
وحول الردود العسكرية المتوقّعة، فيمكن توقع بعض الأحداث العسكرية البارزة، مثل:
قد نشهد تصعيداً عسكرياً فوريا، ومن المحتمل أن يقوم حزب الله بتنفيذ عمليات انتقامية ضد أهداف إسرائيلية، سواء عبر الحدود أم من خلال هجمات صاروخية، خصوصاً أنّ خليفته سيكون أشدّ تصميماً على تحقيق النصر والثأر لسماحة السيد حسن نتيجة عملية الاغتيال، وقد نجد زيادة الأنشطة في الجبهات الأخر، ذلك أنّ حزب الله قد يسعى لفتح جبهات جديدة، مثل الضغوط على القوات السورية أو استهداف مواقع أمريكية في المنطقة، ومن الممكن أيضاً أن نشهد حرب عصابات، مما قد يؤدي إلى مواجهات غير تقليدية، وبالتالي وجود تدخلات إقليمية، مما يزيد الوضع تعقيداً.
ومن المرجح تسلم هاشم صفي الدين أمانة حزب الله، وهذا ما يعني توليه منصباً قيادياً مهماً داخل الحزب، وقد تشير تلك الخطوة إلى تغييرات في القيادة أو الاستراتيجية، وتعكس ثقة الحزب في قدرات السيد هاشم صفي الدين في مواجهة التحديات الداخلية والخارجية.
وقد يؤثر ذلك في جوانب عدة، منها : استراتيجية الحزب، فقد يتم تغيير أو تعديل الاستراتيجيات العسكرية والسياسية، بناءً لرؤيته الخاصة، وقد نشهد تغييرات في العلاقات الإقليمية، ومن المحتمل أن تسعى القيادة الجديدة إلى تعزيز العلاقات مع حلفاء أو تحسين التوترات مع خصوم، مما يؤثر في توازن القوى في المنطقة، ومن المحتمل أن تكون هناك تغييرات في كيفية تعامل إسرائيل مع حزب الله، سواء من حيث التهديدات العسكرية أم الاستراتيجيات الأمنية، والوضع الداخلي اللبناني سنشهد فيه تغييرات في الديناميكيات داخل لبنان، مع تأثير في العلاقة بين حزب الله والجهات السياسية الأخرى، إضافة إلى تعزيز المقاومة والتأهب في مواجهة أي تهديدات جديدة، وأعتقد أنّ ردّ الحزب على اغتيال أمينه العام سيكون قريباً إبان أول خطاب يلقيه الأمين العام الجديد لحزب الله، ولكن لن تكون هناك حرب شاملة سواء من إيران أم سورية، حتى لو قصفت إسرائيل مواقع لحزب الله في سورية، فربّما نجد اعتراضا لصواريخ الاعتداء أو رشقات صاروخية محدودة، وسنشهد في العام القادم تغييرات جمة بخروج القوات الإيرانية من سورية وسواها حتى ضمن الداخل السوري، وهذا ما أتوقعه، فلننتظر ونترقّب قادم الأيام وما تحمله.