الهاجس الأمني يترك الملاعب فارغة في بلد يطمح إلى تنظيم مثالي لأبرز المسابقات اليوم 24
مع بداية الموسم الرياضي، شاءت الأقدار أن تشاهد الجماهير مباريات فرقها أمام التلفاز، بعدما كانت تمني النفس في الحضور إلى المدرجات، لتقديم المساعدة بغية تحقيق الانتصارات تلو الأخرى، وتسويق المنتوج الكروي المحلي، خصوصا مع اقتراب احتضان المملكة المغربية لملتقيات هامة، أهمها نهائيات كأس الأمم الإفريقية 2025، ونهائيات كأس العالم 2030.
مباريات بنسق متوسط أمام مدرجات فارغة
لم ترق مباريات البطولة الاحترافية في جولاتها الثلاث لتطلعات الجماهير المغربية، في ظل النسق المتوسط المقدم من قبل اللاعبين، ليزيد الطين بلة بعدما لعبت جل اللقاءات أمام مدرجات فاغة، في غياب أية عقوبات مفروضة على الفرق، ما يطرح الكثير من علامات الاستفهام حول منع الجماهير من الحضور للمدرجات، فهل أصبحت الهواجس الأمنية تتحكم في فتح الملاعب وإغلاقها؟.
قرارات تثقل كاهل الأندية المغربية ومدرب اتحاد طنجة « رسالتي هي فْتحُو البيبان لجمهورنا ونْكونُو لاعبين فالبحر غايْجِيو«
قرارات السلطات المحلية بتغييب الجماهير عن الحضور للملاعب لتقديم المساندة لفرقها بدون أية حجة، « لدواعي تنظيمية » « لأسباب أمنية »، لم تعد تشفي الغليل، كون أن مثل هذه القرارات تثقل كاهل الأندية بالنفقات، كونها لا تستفيد من عائدات التذاكر، جراء الجماهير الغفيرة التي تحضر للمدرجات.
مدرب اتحاد طنجة وبعد تحقيق فريقه لانتصار عريض على الرجاء الرياضي، كان واضحا في تصريحاته التي عقبت اللقاء، قائلا: « رسالتي هي فْتحُو البيبان لجمهورنا ونْكونُو لاعبين فالبحر غايْجِيو »، ما يفسر أن المدربين هم الآخرين اشتاقوا لهتافات الجماهير، والكل لا يزال يتذكر كيف أبدعت الجماهير الرجاوية والودادية في ديربي كأس محمد السادس « البطولة العربية »، وبكأس العالم قطر 2022، دون نسيان إبداعات جماهير الفرق الوطنية بأكلمها، سواء في القسم الأول أو الثاني من البطولة الاحترافية.
واقع يفرض تحديات جديدة على المسؤولين المغاربة
مشاهدة المباريات بدون جماهير تحكم عليها بالرتابة قبل بدايتها، خصوصا وأن نسق الفرق الوطنية يتمحور حول المتوسط والمستحسن، ما يجعل هذا الواقع يفرض تحديات جديدة على المسؤولين المغاربة، ويدعوهم للبحث عن حلول مبتكرة، لتجنب تغييب الجماهير عن المدرجات، كون أن حضورها يعطي رونقا وجمالية للمباريات، فإن غابت المتعة عن رقعة الميدان ظهرت بالمدرجات لنسيان الرتابة.
ويرى العديد من المتابعين للشأن الرياضي، أن هناك حلولًا بديلة يمكن تبنيها لتفادي إقامة المباريات بدون جمهور والإضرار بميزانيات الأندية التي تعول على مداخيل بيع تذاكر المباريات لإنعاش ميزانياتها التسييرية.
هذا، ويساهم الاعتماد على إقامة المباريات بدون جمهور في تراجع الحماس والشغف لدى الجماهير، وهو عنصر أساسي في نجاح أي بطولة رياضية، وفي الوقت الذي يتم فيه استثمار موارد ضخمة في تطوير البنية التحتية الرياضية وتكوين اللاعبين، يبدو من غير المنطقي أن تُقام المباريات بدون الجماهير، فهل من حلول من المسؤولين لتفادي الرتابة التي تظهر بها المباريات.