متحاربو السودان يزعمون “الانفتاح” على الحلول السلمية
قال قائد الجيش السوداني أمس الأربعاء إن الحكومة تظل “منفتحة أمام كل الجهود البناءة الرامية إلى إنهاء هذه الحرب المدمرة”، وحذا قائد قوات “الدعم” حذوه معبراً عن الموقف نفسه في وقت مبكر من اليوم الخميس، فهل يجد الصراع محطته الأخيرة؟
قال الجيش السوداني وقوات “الدعم السريع” شبه العسكرية إنهما منفتحان على الحلول السلمية للحرب المستمرة منذ أكثر من 17 شهراً، وذلك رداً على دعوة الرئيس الأميركي جو بايدن للطرفين المتحاربين إلى الانخراط مجدداً في محادثات.
وقال قائد الجيش السوداني عبدالفتاح البرهان أمس الأربعاء، إن الحكومة تظل “منفتحة أمام كل الجهود البناءة الرامية إلى إنهاء هذه الحرب المدمرة”.
وفي وقت لاحق حذا قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو حذوه، معبراً عن الموقف نفسه في وقت مبكر من اليوم الخميس.
وقال دقلو على منصة إكس “نجدد التزامنا بمفاوضات وقف إطلاق النار، إذ إننا نؤمن بأن طريق السلام يكمن في الحوار، وليس في العنف العشوائي، وسنواصل الانخراط في عمليات السلام لضمان مستقبل خال من الخوف والمعاناة لجميع المدنيين السودانيين”.
وقال الوسطاء بقيادة الولايات المتحدة الشهر الماضي إنهم حصلوا على ضمانات من الطرفين خلال محادثات في سويسرا لتحسين وصول المساعدات الإنسانية، لكن غياب الجيش السوداني عن المناقشات أعاق التقدم.
وقال البرهان في بيان “نحن على استعداد للعمل مع جميع الشركاء الدوليين سعياً إلى التوصل إلى حل سلمي يخفف من معاناة شعبنا، ويضع السودان على الطريق نحو الأمن والاستقرار وسيادة القانون والتداول الديمقراطي للسلطة”.
مئات الآلاف مهددون في الفاشر
في سياق متصل حذر مسؤولون كبار في الأمم المتحدة أمس الأربعاء من أن أرواح مئات آلاف الأشخاص في الفاشر مهددة جراء القتال الدائر في المدينة الواقعة في غرب السودان والمحاصرة من جانب قوات “الدعم السريع”، معربين عن قلقهم من تصاعد حدة النزاع في إقليم دارفور.
وتجددت المعارك العنيفة السبت الماضي في الفاشر، حيث تشن قوات “الدعم السريع” هجوماً للسيطرة على المدينة الواقعة جنوب غربي البلاد.
والفاشر هي الوحيدة بين عواصم ولايات دارفور الخمس التي لم تسيطر عليها قوات “الدعم السريع”، على رغم أنها تحاصرها منذ مايو (أيار) الماضي.
وقالت وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة لشؤون أفريقيا مارثا بوبي أمام مجلس الأمن الدولي أمس الأربعاء إن “مئات آلاف المدنيين العالقين في الفاشر يواجهون الآن خطر عنف جماعي”، وأضافت أن “المعارك التي تمتد إلى سائر أنحاء المدينة تعرض للخطر هذه الفئات الهشة أصلاً، بما في ذلك عدد من النازحين الذين يعيشون في مخيمات ضخمة قرب الفاشر”.
من جهتها قالت القائمة بأعمال رئيس مكتب الأمم المتحدة الإنساني جويس مسويا إنه في الفاشر “استهدفت بنى تحتية مدنية، بما في ذلك مستشفيات ومخيمات للنازحين. مئات آلاف الأشخاص يواجهون تهديداً وشيكاً، بما في ذلك أكثر من 700 ألف نازح في الفاشر ومحيطها”، وأضافت أن المعارك الدائرة حصدت عدداً كبيراً من النساء والأطفال. وقالت “قلقنا زاد بعد ورود تقارير عن قصف طاول الأحياء الوسطى والغربية من المدينة، ونشر قوات مسلحة إضافية”.
وكان خبراء في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة دعوا في مطلع سبتمبر (أيلول) الماضي إلى “نشر فوري” لقوة “مستقلة ومحايدة” لحماية المدنيين في السودان، في توصية رفضها قادة البلاد.
اندبندنت عربية
المصدر: صحيفة الراكوبة