اخبار المغرب

مغاربة يتشبثون بالطب الأصيل للتداوي .. وتسويق الأعشاب يتطلب التقنين

تواصل شرائح واسعة من المغاربة تشبثها بالتداوي ببعض الأعشاب والمستحضرات النباتية الطبيعية بالموازاة مع لجوئها إلى خبرة الأطباء واقتناء الأدوية التي توفرها الصيدليات، إذ تعتبر أن الوصول إلى مرحلة الشفاء رهين بسلك جميع الطرق بالنظر إلى أن خطة التعافي ليست محصورة على أي طرف.

وعادة ما يلجأ المغاربة إلى ما توفره المعشبات والنشطاء في هذا المجال من أعشاب طبيعية ما تزال تحظى بثقتهم كأدوية وطرق للتداوي والوصول إلى الراحة الجسمانية، خصوصا ممن يعانون من المشاكل الجنسية وأمراض الجهاز الهضمي والمفاصل، الأمر الذي جعل ممتهني هذا النشاط يلجؤون إلى محاولة اقتحام العالم الرقمي لعرض بضاعتهم للبيع، سواء كانت أعشابا منفردة أو مزيجا منها في شكل مستحضرات طبيعية.

يقول النشطون في تجارة الأعشاب ومزاولة الطب البديل إن “شرائح مهمة من المغاربة لا تزال ترى في الأعشاب والمستحضرات الطبيعية حلا لوضع حد لآلامها بعد عدم توصلها إلى نتيجة فعالة من ارتيادها المستشفيات وتناولها أدوية كيميائية”، مؤكدين أنه “لا يمكن تجاهل وجود الطب الأصيل كمُوفر لنسبة معينة من حظوظ التداوي للمرضى”.

الأخذ بالأسباب

رشيد بن عمر، “عشاب” بمدينة سيدي إفني، قال إن “عددا من المغاربة مازالوا يرون في الأعشاب والطب البديل طريقا من أجل الوصول إلى الغاية الرئيسية المتمثلة في الشفاء من كل داء أو مرض يلم بهم، إذ يتم عادة استخدام كل الوسائل، بما فيها الأعشاب والمستحضرات النباتية”.

وأضاف بن عمر، في تصريح لهسبريس، أنه “يتم توفير أعشاب تصلح لمعالجة عدد من الأمراض، بما فيها حرقة المسالك البولية ومشاكل الجهاز التناسلي كالبرد القديم، فضلا عن أعشاب تصلح لمداواة مشاكل الجهاز الهضمي”، مشيرا إلى أن نسبة مهمة من المغاربة لا تزال تؤمن بوجود حظوظ للشفاء عبر استخدام هذه التقنية بعد التعب من طرق أبواب المستشفيات والصيدليات”.

“نستقبل أناسا من مختلف الأعمار، بينما تبقى الفئة العمرية أكثر من 40 سنة هي التي تتردد علينا بكثرة وتتمسك بالبحث عن التداوي عبر استخدام كل ما يوفره العشابون والمتخصصون من الأعشاب والمستحضرات الدوائية النباتية الطبيعية”، يورد المتحدث ذاته، مبيّنا أن “هناك دائما أولوية للطب الرسمي والمتخصص، حيث يلجأ إليه المواطن قبل أن يقبل علينا بحثا عن مواد يُمكنها أن تخلصه من آلام مختلفة يعاني منها”.

وزاد: “تمسُّك المغاربة باستخدام الأعشاب للتداوي لا يجعلنا أبدا نقول بأننا نستطيع توفير الحلول لجميع الأمراض والالتهابات؛ فالأمر في نهاية المطاف عبارة عن بحث عن الأسباب وطرق جميع الأبواب بحثا عن الهناء البدني، ومن ثم حاولنا أن نعزز حضورنا على مستوى الإنترنت والاستفادة من ميزات التجارة الإلكترونية من أجل تلبية طلبات زبائننا بربوع المملكة”.

إيمانٌ بإمكانية الشفاء

الحسين أسداد، خبير باحث في مجال الطب الأصيل مهني بمدينة مراكش، أكد من جهته أنه “على الرغم من تطور تقنيات الاستشفاء بالمغرب، إلا أن وجود طب بديل يوفر حلولا أخرى لفائدة المواطنين المرضى لا يمكن نكرانه بتاتا أو تجاهله، فهو قائم من أزمنة طويلة ويتوافق مع ثقافتنا المغربية والإسلامية كذلك؛ فالعادات الغذائية المعاصرة جعلت عددا من المغاربة يشتكون من أمراض مختلفة تجعلهم يبحثون عن الشفاء باتخاذ جميع الأسباب”.

وأضاف أسداد، في تصريح لهسبريس، أن “الدولة لم تقنن بشكل كامل هذا النشاط، حيث لدينا اليوم عدد من الذين ليست لديهم خبرة في هذا المجال يقومون بتوفير أعشاب غير مناسبة لعلاج أمراض معينة. فعلى الرغم من كل ما يتم فرضه اليوم من رخص لمزاولة هذا النشاط، إلا أن هناك ثغرات جديدة تتعلق بتوجه بعض الشباب إلى تسويق أعشاب من دون أن يعرفوا الأغراض التي تصلح لها”، مشيرا إلى أن “الأساس هو أن يعرف المختص أن هناك حالات لا يمكنها أن تأخذ الأعشاب لارتباط ذلك بإمكانية حدوث التهابات أو مضاعفات جانبية سلبية”.

وتابع متحدثا عن طبيعة نشاطه: “نحن نحاول عصرنة هذا النشاط نوعا ما من خلال جلب أعشاب ومحاولة استخراج تركيبات طبيعية منها ومزجها بمكونات أخرى، وهذا يفرض دائما الحصول على تراخيص من وزارة الصحة والمكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية، ويتم ذلك بالموازاة مع اطلاعنا على التحاليل المختبرية للزبائن والتأكد من إمكانية أخذهم لهذه المستحضرات أو وجود موانع لديهم”.

وشدد المتخصص في الطب الأصيل على أن “المغاربة يتمسكون بهذا النوع من الطب لوجود إيمان لديهم بإمكانية توفيره الحلول لأمراض ربما حاولوا معالجتها عبر المستشفيات والصيدليات لكن دون جدوى؛ إذ نلاحظ أن شرائح واسعة تذهب أولا إلى الطب الرسمي قبل أن تفد علينا بحثا عما ينهي آلامها ومعاناتها النفسية والبدنية”، لافتا في الأخير إلى أن “هناك حاجة ملحة إلى المزيد من التقنين لهذا النشاط ودحر الذين لا يتوفرون على خبرة أو شواهد معترف بها”.

المصدر: هسبريس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *