واحة أمتضي..سواعد السكان تؤازر جهود السلطات لتجاوز أضرار الفيضانات
السبت سابع شتنبر 2024 هو يوم سيبقى محفورا في ذاكرة ساكنة واحة أمتضي بإقليم كلميم، التي أمست على وقع الهلع وأصبحت على واقع العزلة والمعاناة بعد ليلة بيضاء قضتها في العراء هربا من سيول جارفة قد تعود في أي لحظة.
لم يسبق لنا أن شهدنا فيضانات كهاته، هذا هو التعليق الأبرز لساكنة أمتضي على السيول التي ضربت المنطقة مخلفة انهيار منزل وتضرر ثان وغمر المياه منازل أخرى ومدرسة ابتدائية، وجرف المئات من الأشجار والأراضي وسيارات ودراجات، وغيرها من الأضرار التي لحقت مختلف مناحي الحياة بالواحة وحولتها إلى بلدة معزولة عن العالم الخارجي لأيام.
ومكن تضافر جهود السلطات التي باشرت تدخلاتها في اليوم الموالي من فك العزلة عن واحة أمتضي بعد إصلاح مجموعة من المسالك وصيانة شبكات الكهرباء والهاتف للمنطقة التي شمرت ساكنتها على سواعدها عبر مبادرات تطوعية تروم من خلالها المساهمة في إعادة الحياة للواحة، وتنشد عبرها المزيد من تدخلات الجهات المسؤولة، خصوصا منها وزارات الفلاحة والتعليم وإعداد التراب الوطني، ومصالح المكتب الوطني للماء، وغيرها من المؤسسات التي لها صلة بمجالات تضرر المنطقة.
خوف وصدمة
محمد أكينو، فاعل جمعوي بالمنطقة، قال إن “ساكنة جماعة أمتضي عاشت الفيضانات الأخيرة في أجواء من الهلع والصدمة لأن الواحة لم يسبق تاريخيا أن شهدت سيولا من هذا الحجم، تسببت لها في عزلة كبيرة بعدما جرفت المحطة الكهربائية وقنوات الماء وشبكة الصرف الصحي، فانقطعت المسالك وشبكة الهاتف وغيرها من الأضرار التي لحقت كافة ضروريات العيش بالواحة”.
وتابع المتحدث ذاته: “ليلة الفيضان انقطعت الواحة بشكل كامل عن العالم الخارجي، لكن ولله الحمد لم تسجل أي خسائر في الأرواح، في حين انهار منزلان وجرفت السيول مئات أشجار النخيل والخروب واللوز والزيتون، ومساحات شاسعة من الأراضي الفلاحية التي تستغلها الساكنة للزراعات المعيشية”.
مجهودات فك العزلة
عن الوضعية الحالية للمنطقة أوضح أكينو في حديثه لهسبريس أن “السلطات بمختلف تلاوينها بذلت مجهودات كبيرة لفك العزلة عبر ربط الدواوير بمسالك طرقية مؤقتة، وبشبكتي الهاتف والكهرباء، لكن مازالت خدمات الماء معطلة وشبكات الصرف الصحي أيضا”.
“السكان يقومون حاليا بمبادرات تطوعية لإصلاح السواقي جراء ما لحقها من أضرار، لأن ما تبقى من الواحة يحتاج الماء، ومن أجل ذلك تقوم الساكنة المحلية بمجهودات ذاتية للإصلاح في انتظار تدخل مصالح وزارة الفلاحة قصد تمكين السواقي من إصلاحات جذرية من شأنها المساهمة في إعادة الحياة للواحة من جديد”، يورد الفاعل الجمعوي ذاته.
مطالب جبر الضرر
دعت جمعيات المجتمع المدني بأمتضي رئاسة الحكومة إلى إعلان الجماعة منطقة منكوبة، وإيلاء أهمية كبيرة لإعادة الحياة للواحة، وفق منظور جديد يستحضر شروط السلامة والأمن لأهاليها، وتوفير مستلزمات الحياة والاستقرار بها، من خلال إعادة تأهيلها بشكل تشاركي مع السكان وحمايتها من الفيضانات مستقبلا.
وأكد المجتمع المدني بأمتضي، في بيان توصلت به هسبريس، على ضرورة تدخل مصالح وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، بالإسراع في تفعيل برامج التدخل لاستصلاح الأراضي والسواقي والآبار والحقول في الواحة، ومساعدة الفلاحين في غرس الأشجار وإعادة الحياة إلى المنطقة، ومراعاة المعايير البيئية وإنشاء أسوار قوية ومقاومة للفيضانات على جنبات الوادي، لحماية الواحة من الفيضانات مستقبلا؛ مع ضرورة إشراك السكان والمجتمع المدني في وضع التصور للإصلاح.
وطالبت الجمعيات ذاتها بتفعيل أدوار صندوق مكافحة الكوارث الطبيعية لضمان جبر الضرر الفردي والجماعي للمناطق المتضررة بجماعة أمتضي، عبر إنشاء السدود والعتبات المائية وتوفير وسائل الإغاثة وكل معدات التدخل في مثل هذه الحالات، مشددة على ضرورة مراعاة المعايير البيئية والإيكولوجية والتسويق السياحي في كل برامج التدخل لإعادة الواحة إلى الواجهة في الجهة كمنطقة رائدة في السياحة الواحاتية والإيكولوجية، تستقطب سنويا السياح داخل المغرب وخارجه منذ ستينيات القرن الماضي.
المصدر: هسبريس