اخبار المغرب

دعوات جديدة لتكرار محاولة الهجرة الجماعية .. وخبراء يحذرون من عمليات مدبّرة

مع فشل محاولة “الهروب الجماعي” نحو سبتة المحتلة انطلاقا من الفنيدق بتاريخ 15 شتنبر برز على مواقع التواصل الاجتماعي موعد جديد في الثلاثين من شتنبر الجاري لتكرار المحاولة نفسها، ما أثار تساؤلات عن أسباب موجة الهجرة غير المسبوقة هذه، وعن تحوّلها من السرية إلى العلنية.

تاريخ الثلاثين من شتنبر هو موعد آخر يزعم بعض النشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي أنه تكرار لـ “الهروب الجماعي نحو سبتة”، الذي كانت نسبة من المقدمين عليه من القاصرين المنحدرين من الجزائر والمغرب وتونس وبلدان أخرى.

وطرح توالي محاولات المهاجرين غير الشرعيين اقتحام باب سبتة في تواريخ محدّدة، وفق خبراء في مجال الهجرة، كانت أولها وأكثرها قوّة السباحة تحت الضباب الكثيف أواخر غشت المنصرم، إمكانية وجود “تغييرات تكتيكية لشبكات الهجرة في سعيها إلى الوصول إلى إسبانيا”.

ووفق الخبراء أنفسهم “يصعب تفسير موجات الهجرة بالأوضاع الاقتصادية والاجتماعية فقط، دون استحضار رؤوس مدبّرة لهذه المشاهد، على اعتبار أن مواقع التواصل الاجتماعي كانت دائما تغري الباحثين عن الفردوس الأوروبي، لكن هذه المرة كانت أكثر حدة”.

وبحسب موقع ” ألفارو دي سيتا” قال المتحدث باسم حكومة سبتة المحتلة، أليخاندرو راميريز، إن “هذه الموجة لا يمكن أن تكون عفوية، ما يلزم البحث عمن وراء الدعوات عبر مواقع التواصل الاجتماعي”.

من جهة أخرى اتهم الوزير السابق محمد بنعبد القادر، عبر تدوينة على “إكس”، المخابرات الجزائرية بـ “الوقوف وراء عملية الهروب الجماعي نحو سبتة”.

وفي المقابل أكدت فعاليات سياسية وحقوقية يسارية “مسؤولية الحكومة في هذه المشاهد، بسبب غياب الظروف الاجتماعية والاقتصادية التي ستعزز الثقة في المجتمع، وخاصة لدى القاصرين”.

عمليات مدبّرة

عبد الرفيع التليدي، أستاذ متخصص في مجال السوسيولوجيا والهجرة والوساطة بجامعة ليريدا بكطالونيا، قال إن “موجات الهجرة هذه لا يمكن أن تكون دون جهات مدبرة، لأن شكلها علني ومفضوح”.

وأضاف التليدي متحدّثا لهسبريس أن “الهجرة السرية لا يمكن أن تتوقف”، مشيرا إلى أن “النقاش الحالي هو عن شكلها العلني، الذي يظهر للعيان أنه مدبّر بدقة”.

واعتبر المختص في الهجرة أن “الأسباب الاجتماعية حاضرة دائما لتفسير موجات الهجرة، وهي أمور لا يمكن أن ينكرها أحد”، مستدركا بأن “شكل الهجرة الحالي مدبّر ربما من جهات معادية للمغرب، لضرب صورته، وخلق جو من عدم الثقة”، وفقه.

وحول وجود قاصرين في هذه المجموعات شدّد التليدي على أن “هذه الفئة سهلة الإقناع عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وعلى الخصوص في المدن الشمالية حيث تبقى فكرة الهجرة متجذرة”، مبيّنا أن “ما حدث في الفنيدق تم تضخيمه لجعل الوضع بالمغرب خطيرا للغاية”، ولافتا إلى أن “الوضع حقا فيه مشاكل عديدة للغاية ترهق ثقة القاصرين والشباب في بلدهم، لكن فرص تحسينه موجودة”.

تكتيك مهاجري جنوب الصحراء

طرح عبد الحميد جمور، باحث متخصص في الهجرة والتنمية جنوبجنوب، اعتماد مهاجري “موجة الفنيدق” على نهج “حرّاكة” دول جنوب الصحراء في “التعبئة الجماعية لضمان دخول عدد محدّد إلى سبتة السليبة”.

وقال جمور لهسبريس إن “قاعدة التسلل سباحة، مع عمليات منظمة ليلا، بالإضافة إلى تحرر المهاجر من شبكات الهجرة المنظمة بخلقه شبكات عفوية واختيار الاندفاع على شكل موجات من المهاجرين، يدفعنا إلى افتراض وجود رأس مدبر يخطط ويحرض، لكنه لا يقود العملية؛ وبالتالي نحن أمام مستويات أخرى شبيهة بما تطرق له تقرير المجلس الوطني لحقوق الإنسان بخصوص أحداث سبتة ومليلية سنة 2005”.

وأورد المختص في الهجرة أن “العنصر البشري يمكن بشكل عفوي أن يخلق شبكة للهجرة غير النظامية، مفعلا بذلك دعوات الهجرة غير النظامية، بالإضافة إلى مواقع التواصل الإجتماعي وبعض الصفحات والمؤثرين؛ وكلها عوامل تنضاف إلى العوامل الكلاسيكية، كانت سببا في توالي الدعوات رغم فشل محاولة 15 شتنبر”.

وأشار المتحدث عينه إلى أنه “لا يمكن القول إن هذه أكبر أزمة هجرة يعرفها المغرب وأوروبا، بل هي بمثابة بداية الأزمة، إذ ستعمل شبكات الهجرة غير النظامية على تطوير قدراتها وتحسين أساليبها في المستقبل؛ وبالتالي يحتمل أن نعرف في السنوات المقبلة تكتيكات جديدة ودعوات للهجرة غير النظامية بوتيرة أكبر وحدة أكثر”.

وختم جمور قائلا: “الحلول الأمنية وتشديد إجراءات المراقبة بشمال المغرب، بالإضافة إلى عمليات الترحيل، لن تكون إجراءات كافية للحد من ظاهرة الهجرة غير النظامية، إذ سيعمل الطامحون إلى الهجرة في المستقبل على تغيير نقطة الانطلاقة؛ ما سيفرز ضغطا على المدن الأخرى عموما، وعلى المدن الساحلية على وجه التحديد، وهو الواقع نفسه الذي تعيشه الفنيدق والمدن المجاورة، لتبقى فعالية إدارة الهجرة وحركية الأفراد بشكل أفضل تحتاج، بالإضافة إلى الاستجابة للتحديات الأمنية، العمل مع بلدان خارج الاتحاد الأوروبي”.

المصدر: هسبريس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *