هذا ما سيفعله تأييد تايلور سوفت للمرشحة كامالا هاريس
وطن في ليلة الثلاثاء، وبعد انتهاء المناظرة الرئاسية بين نائبة الرئيس كامالا هاريس والرئيس السابق دونالد ترامب، فاجأت نجمة البوب العالمية تايلور سويفت متابعيها البالغ عددهم 280 مليونًا على إنستغرام بإعلان تأييدها لهاريس ورفيقها في الترشح تيم والز. يأتي هذا التأييد بعد عام من التكهنات والانتظار من قبل المعجبين والمحللين السياسيين حول ما إذا كانت سويفت ستدخل ساحة السياسة مرة أخرى.
أظهر استطلاع للرأي أجرته مؤسسة YouGov يوم الأربعاء أن 53% من الأمريكيين، بما في ذلك 31% من الجمهوريين، يعتقدون أن تأييد سويفت سيعزز فرص هاريس في الانتخابات، في حين يعتقد 4% فقط أنه سيضر بها. ولكن في ظل الاستقطاب الحزبي المتزايد، يبقى السؤال: هل يمكن لتأييد سويفت أن يحدث فرقًا حقيقيًا في نتيجة الانتخابات؟
جمهور سويفت: قوة انتخابية كامنة
تتمتع تايلور سويفت بقاعدة جماهيرية ضخمة، ومعظمها يميل إلى الحزب الديمقراطي. في استطلاع أجرته Change Research في فبراير 2024، وُجد أن 62% من الديمقراطيين لديهم نظرة إيجابية تجاه سويفت، مقارنة بـ17% فقط من الجمهوريين و29% من المستقلين. والأكثر إثارة للاهتمام، أن الناخبين الذين لديهم رأي إيجابي عن سويفت فضلوا بايدن على ترامب بفارق 69% مقابل 21% في مواجهة افتراضية، مما يشير إلى تأثير محتمل لتأييدها على نتائج الانتخابات.
اقرأ أيضاً:
أصوات العرب والمسلمين الأميركيين.. مفتاح الفوز في الانتخابات المقبلة
نائبة بايدن “الكابوس الأكبر” لكل الجمهوريين.. تعرف على “كامالا هاريس” التي تعد “حصان طروادة” لهؤلاء
تعزيز المشاركة السياسية بين الشباب
على الرغم من أن معظم معجبي سويفت يميلون بالفعل إلى الديمقراطيين، إلا أن تأييدها يمكن أن يلعب دورًا حاسمًا في تحفيز الناخبين الشباب وغير المنخرطين سياسيًا على المشاركة. في ظل تدني نسبة مشاركة الشباب في الانتخابات تاريخيًا، يمكن لتأييد شخصية محبوبة مثل سويفت أن يشجعهم على التسجيل والتصويت.
قالت جيسيكا فيزيل، أستاذة العلوم السياسية بجامعة نيو مكسيكو: “إذا أشارت تايلور سويفت إلى أنه من الجيد التسجيل للتصويت والانخراط في السياسة، فقد يكون لذلك تأثير كبير على الناخبين الجدد أو المترددين سياسيًا“.
سابقة تأثير المشاهير في الانتخابات
ليست هذه هي المرة الأولى التي يؤثر فيها تأييد المشاهير على النتائج الانتخابية. في عام 2008، قدّر أن تأييد أوبرا وينفري لباراك أوباما جلب له حوالي مليون صوت إضافي في الانتخابات التمهيدية الديمقراطية. يمكن أن يعمل تأييد سويفت بطريقة مماثلة، خاصة مع وصولها إلى جمهور واسع ومتفاعل على وسائل التواصل الاجتماعي.
التركيز على القضايا المهمة
في تأييدها، أشارت سويفت إلى حقوق الإنجاب كأحد الأسباب الرئيسية لدعمها لهاريس. تعتبر هذه القضية مهمة بشكل خاص للناخبين الشباب والنساء، وهم جمهور رئيسي بين معجبي سويفت. تشير استطلاعات الرأي إلى أن 39% من معجبيها يعتبرون حقوق الإنجاب من أهم ثلاث قضايا تؤثر على تصويتهم.
التأثير على الناخبين غير المهتمين بالسياسة
في عصر يتجنب فيه العديد من الأمريكيين السياسة بسبب الشعور بالإرهاق، يمكن لتأييد المشاهير أن يجذب انتباه هؤلاء الناخبين غير المهتمين. يمكن أن يشجعهم على الانخراط والمشاركة في العملية الديمقراطية، خاصة عندما يأتي التأييد من شخصية يثقون بها ويحبونها.
التأييد في عصر وسائل التواصل الاجتماعي
تعكس حالة سويفت ضغوطًا متزايدة على المشاهير لاتخاذ مواقف سياسية، خاصة في عصر وسائل التواصل الاجتماعي حيث يتوقع المعجبون من نجومهم المفضلين التعبير عن قيمهم ومعتقداتهم. في ظل انتشار المعلومات المضللة والذكاء الاصطناعي، قد يشعر المشاهير بالحاجة إلى توضيح مواقفهم وتقديم التأييد الصريح لتجنب الالتباس.
هل سيكون لتأييد سويفت تأثير حقيقي؟
بينما من الصعب قياس التأثير الدقيق لتأييد سويفت على نتيجة الانتخابات، يبدو أنه يمكن أن يلعب دورًا في زيادة المشاركة والتوعية بالقضايا المهمة. قد لا يغير التأييد من تفضيلات الناخبين المتحزبين، لكنه قد يحفز أولئك الذين لم يقرروا بعد أو الذين يشعرون بالبعد عن السياسة.
خاتمة
تظل الانتخابات الأمريكية لعام 2024 واحدة من أكثر الانتخابات ترقبًا وتنافسًا في التاريخ الحديث. في هذا السياق، يمكن لتأييد شخصيات مثل تايلور سويفت أن يضيف بعدًا جديدًا للسباق الانتخابي، من خلال تحفيز المشاركة وإلقاء الضوء على القضايا المهمة. يبقى السؤال: هل سيكون لتأييد سويفت تأثير كبير على النتيجة النهائية؟ الأيام والأسابيع القادمة ستكشف لنا المزيد.