اخبار السودان

لابد من تفكيك مركزية وعسكرية الدولة لبناء سودان جديد

م. نزار خضر محمد

دولة بحجم السودان من الأراضي الشاسعة الخصبة ورصيد هائل من القوى البشرية الشبابية ذات الطاقة الغير مستغلة وتنوع بالثقافات كان من الممكن ان يجعل من السودان دولة متقدمة لو صلحت النوايا وكانت هنالك عدالة بتوزيع الثروة وعدم الاستئثار بالسلطة والظلم البين الذى شمل كافة انحاء البلاد .
دولة عمرها شارف على السبعين عاما منذ ان خرجت من مظلة الحكم البريطاني تعانى تخلفا بكافة المجالات فمدينة مثل الخرطوم عاصمة البلاد كان المفروض الان تكون بها كافة الخدمات والبنى التحتية من طرق ذات مواصفات عالمية من مسارات تفصل الحركة بعرض حارات تلائم كل طريق مع جزر وسطية وتخطيط ارضى للمسارات مع عواكس أرضية واضاءة وكباري وحقيقة الحوادث التي أودت بحياة الناس ترجع اغلبها لرداءة وتهالك الطرق وافتقارها لأبسط قواعد السلامة المرورية وحتما من مسؤولية الدولة تسوية الطرق وتمهيدها ورصفها حسب المواصفات العالمية ولذلك اعتبر إدارة الدولة الفاشلة أسهمت في ازهاق أرواح هؤلاء الضحايا على هذه الطرق التي اقل ما يقال فيها بانها متهالكة
مدينة مثل الخرطوم يفترض بها شبكة مترو انفاق يغطى كامل ارجاء الولاية ويصل للأطراف لتقليل الضغط على الطرق وامتصاص جزء من الازدحام المرورى الذى تحدثه السيارات الصغيرة هذا غير التلوث والضجيج واستهلاك الوقود .
يفترض كل مدينة من ولايات السودان بها شبكة للمياه النظيفة المفلترة جيدا الخالية من الشوائب وشبكة للكهرباء خطوط أرضية بمواصفات عالمية وشبكة للصرف الصحي وأخرى لصرف مياه الامطار ومحطات معالجة متطورة لمعالجة مياه الصرف الصحي وإعادة تدويرها لري المزروعات وخلافة .
يجب ان تحتوى كل مدينة بالإضافة لهذه الخدمات مستشفيات متكاملة وبعدد اسرة كافي تكملها مراكز صحية أولية بأطراف المدينة يجب ان تحتوى المدن على مجمعات تعليمية مدرسية حكومية تصميم مدرسي به كل المناشط الرياضية من ملاعب ومسارح وصالات للألعاب الرياضية وليس عمارة يحشر بها الطلاب كما يفعل الكيزان هذا تجارة فاسدة وتلاعب بالمرافق التعليمية ، يجب ان تحتوى كل مدينة على حدائق ومسطحات خضراء وملاعب تكون متنفس للناس
يجب ان تكون بكل مدينة مدن متكاملة ومخططات بها وحدات سكنية حسب افراد الاسرة من نموذج الوحدة السكنية يكون من 1 الى 3 كل وحدة سكنية تحتوى على عدد غرف كافي وحمامات وعلى الأقل صالتين واحدة للرجال وأخرى للنساء وليس كنموذج الإسكان الشعبي المتهالك الذى اخترعه الكيزان الذى لا يلبي ابسط متطلبات الاسرة في سكن مريح ومتين
هل يكفى ذلك يا حضرة الجنرال ياسر هذا شكل الدولة الذى نريده نحن المدنيين ونسعى الية بل نريد اكثر من ذلك فنحن لا تنقصنا الموارد ولا العقول التي تنتظر فرصتها لتشارك في بناء السودان الجديد من شباب الثورة المتطلع لغد مشرق ونحن المدنيين اعطونا فرصة لبناء هذا السودان على أسس جديدة فقد صبرنا عليكم سبعين عاما ولا مجال للصبر من جديد
وها هو الوطن قد اصبح خرابا في عهدكم البائس وحتى القليل الذى شيد في عهدكم صار دمارا بسبب هذه الحرب فليس لنا خيار الان الا ان نبدأ من جديد بوضع قواعد الدولة السودانية الجديدة بإذن الله
فالان وضع السودان لا يحسد عليه اقتتال ونزوح وتشرد وتخلف بجميع المجالات هل احد يصدق ان دولة بهذه الإمكانيات تنتهى الى ماهي علية الان فلا خدمات ولابنى تحتية ولا مشاريع استراتيجية ولا صناعات تحويلية نحن تقريبا صفر كبير ليست لدينا إنجازات تذكر ، هل يصدق احد ان انجازاتنا الرياضية كاس وحيد للأمم الافريقية عام 1970م وكاس وحيد للمريخ كاس الكووس الافريقية 1989م وميدالية فضية اولمبية وحيدة ببكين حققها البطال إسماعيل احمد إسماعيل عم 2008م دولة بهذا الحجم هذه إنجازاتها رياضيا دولة صغيرة حجما طبعا مثل تونس مثلا لها سجل مشرف بالكووس والميداليات مما يوضح الخلل الهيكلي بالدولة السودانية الذى لابد من تفكيكه وبناءة من جديد
يجب تفكيك كل شي فكل شي صار خرابا الان وليس العقلية العسكرية فقط يجب تفكيك مركزية وتسلط حكم المركز لصالح الأطراف كل ولاية تتمتع بصلاحيات واسعة بانتخاب البرلمان الذى يمثلها والدستور والتشريعات التي تناسبها ووضع الخطط التنموية التي تلائم هذه الولاية وتستثار كل ولاية بنصيب الأسد من موارها بنسبة لا تقل عن 75 بالمائة من مواردها وتشارك بما يتبقى مع المركز هذا سيودى الى تنمية الولايات فكل ولاية ادرى بنفسها ومتطلبات مواطنيها وسيقل نتيجة لذلك التنازع مع المركز بسبب التهميش والتسلط فصيغة الحكم الفدرالي اللامركزي هي التي تنساب دولة تملك كل هذا التنوع وحتما بعد كم سنة سنرى الفرق بين هذا الوضع القاتم والمستقبل الذى سيصبح افضل ان شاء الله .
هذا هو الدواء الناجع لدولة كبيرة الحجم متعددة الموارد متباينة الثقافات مثل السودان ولابد ان يعي العسكر ان محاولة حكم السودان بالطرقة المتسلطة الفاشلة القديمة لن يرضى بها احد خصوصا بعد ان انتهى بنا الامر الى كل هذه المجازر والقتل والى كل هذه الدماء التي اريقت بغير وجه حق وكل هذا التخلف والبؤس والشقاء .
نحن المدنيين قد عقدنا العزم على على بناء سودان جديد متطور ومتقدم خالي من العنصرية والتعالي متسلح بالعلم والعمل من اجل رفاهية شعبنا ومن اجل الأجيال القادمة .
لا للحرب نعم للسلام .

 

[email protected]

المصدر: صحيفة الراكوبة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *