مهمة سموتريتش .. ومهمتنا الأبدية
11 سبتمبر 2024آخر تحديث :
مهمة سموتريتش .. ومهمتنا الأبدية
– الكاتب: موفق مطر – كل يوم يمر لا يصدر فيه امر من الجنائية الدولية باعتقال الثلاثي الأخطر على السلام في الشرق الأوسط والعالم، الأول: رئيس حكومة منظومة الاحتلال والاستعمار العنصرية بنيامين نتنياهو، والثاني: بتسلئيل سموتريتش، وزير المالية والوزير أيضا في وزارة الحرب، المكلف بتنفيذ خطة تهجير المواطنين الفلسطينيين من مواطنهم واراضيهم وبيوتهم وترسيخ جريمة الحرب (الاستيطان) في الضفة الغربية، وتهويد عاصمة فلسطين المحتلة (القدس)، أما الثالث: ايتمار بن غفير، المسمى وزير الأمن القومي الاسرائيلي، المكلف بمهمة تسليح المستوطنين، ومنح منظمات وجماعات المستوطنين الارهابية غطاء رسميا من حكومة الصهيونية الدينية، والدفاع عن جرائمهم بحق المواطنين الفلسطينيين، وتبريرها، وتقديم الدعم والمساندة القانونية لمرتكبيها!.. فالشرعية الدولية –عبر منظماتها – تتحمل مسؤولية تاريخية، عن غياب إرادة دول العالم وتحديدا الكبرى في ضبط الانفلات الاستعماري الصهيوني، ومنع الانفجار الكبير، فحكومة الصهيونية الدينية الاستعمارية معنية بنسف قواعد وأعمدة صرح القانوني الدولي، وتركها مجرد آثار خاوية تصفر بأركانها الرياح، ونعتقد أن هؤلاء الثلاثة المرضى (بجنون العظمة) يمكنهم اشعال حرب عالمية ثالثة بأسلحة حديثة في هذا القرن، لكنها ستكون الأفظع في تاريخ البشرية، ذلك أن المتطرفين في العالم كافة سيشاركون فيها تحت شعارات دينية، وستتجلى فيها الهمجية بأفظع صورها، لا قدرة لكتاب سيناريو أفلام الرعب على تخيلها.. لكن رغم هذا الكم الهائل من التشاؤم، فإن مهمة الشرعية الدولية ليست مستحيلة، كما ان قضية فلسطين ليست كأي قضية صراع أو نزاع في العالم، فالأمر هنا أن مؤامرة استعمارية صهيونية كبرى أنكرت الحق التاريخي والطبيعي للشعب الفلسطيني، ووجوده على ارض وطنه المقدسة (فلسطين)، وتطبق على ارض الواقع، لكن الشعب الفلسطيني اثبت أن خطط الغزاة والمستعمرين المسنودة بأعتى وأشد الاسلحة فتكا ليست قدرا، فمضى في ثورات متتالية، حتى صارت مهمة الكفاح والنضال الوطني لتحقيق هدف الحرية والتحرر والاستقلال أقدس مهمة، فالفلسطيني منذ فجر التاريخ ربط حياته ومستقبل أجياله بوجوده على أرض وطنه، ورغم تعاقب الغزاة والحضارات على حد سواء، ظلت هذه المعادلة أساس عقيدته الروحية والوطنية، وظلت مهمة إثبات الوجود الحضاري الانساني، وما تبعه لإثبات استقلال القرار السياسي معيارا للانتماء الوطني، ومصداقية الأداء والإخلاص في العمل.
اقرأ|ي أيضاً| كيف ساهم كثيرون في إضعاف السلطة الوطنية.. ولماذا؟
لذلك، لا غرابة أن يجعل “الامبراطور” المتوهم سموتريتش مهمة حياته منع قيام دولة فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة وعاصمتها القدس الشرقية، لأنه – كما ادعى – يرى فيها “خطرا وجوديا” على دولته التي انشئت تنفيذا لقرار استعماري دولي – حسب وثيقة كامبل 1905 م – وبهذا الاعلان يسبق سموتريتش نتنياهو المتفاخر بتعطيل امكانيات قيام دولة فلسطينية، لكن ما لا يعرفه اباطرة الصهيونية الدينية الثلاثة، أن الشعب الفلسطيني لا يخشى على وجوده بأرض وطنه، ولا وجوده بين الأمم، لأنه ليس شعبا مخترعا، وليس طارئا على هذه الأرض، كما أن شواهده الحضارية قائمة في عموم ثقافات الأمم والشعوب، وتحديدا الروحية الدينية، لكنه يخشى على مصير مجتمع دولي لا يعقل حتى اللحظة اسباب اندلاع حروب وصراعات ونزاعات وتوترات اقليمية في قارات الأرض، ولا يبحث عمن يقف وراء كل هذه المناطق المتفجرة، أو التي على قيد الانفجار، أما نحن الشعب الفلسطيني فنعرف، لأننا كنا ضحية حربين عالميتين كانتا ضروريتين لتمكين انشاء القاعدة الاستعمارية الصهيونية المسماة (اسرائيل) في قلب ومركز أهم منطقة استراتيجية في العالم، نخشى على الانسانية التي ننتمي اليها من تعاليم ومفاهيم الصهيونية التلمودية العنصرية، المنفصلة والمعادية لواقع الانسانية وقيمها وقوانينها، أما تطبيقاتها العنصرية الهمجية فماثلة للعيان ولأصحاب الضمائر والبصائر الحية لحظة بلحظة .. نخشى على جذور الثقافة الانسانية وعمادها السلام والتعايش والتآخي، فنحن جزء لا يتجزأ منها ومهمتنا دائما احياء شجرتها في بيئتها الأصلية، في فلسطين الحرة المستقلة ذات السيادة، في القدس مدينة السلام عاصمها الأبدية .