خبير موريتاني يشيد بتجربة المغرب في تحلية المياه والاستمطار الصناعي
تتابع أطراف موريتانية مختصة في مجال الماء باستمرار الحرص المغربي على إيجاد أكبر عدد من التقنيات الكفيلة بالتجاوب مع تداعيات توالي سنوات الجفاف وتراجع الموارد المائية، بما فيها تحلية مياه البحر والاستمطار الصناعي، وكذا تقنية الربط بين الأحواض لضمان توزيع المخزون المائي وتفادي وصول مدن إلى مرحلة العطش.
وبقدر تأكيدات هذه الأطراف الموريتانية المهتمة بمجال الماء والاستدامة على أهمية مختلف التدابير التي قام بها المغرب خلال السنوات الأخيرة في هذا المجال بقدر تأكيدها على ضرورة وجود تعاون بين الرباط ونواكشوط، يُمكّن الأخيرة بدورها من الاستفادة من أبرز التقنيات بغرض تجاوز مشاكل المياه بمدن كبرى وداخلية.
في هذا الصدد قال محمد عينين أحمد، مهندس خبير في الشؤون المائية والمناخية، إن “ما يقوم به المغرب في مجال تحلية مياه البحر يعد تجربة ملهمة في القارة الإفريقية، تستوجب استفادة موريتانيا منها بهدف تنويع المصادر المائية لبلد يعاني من شح المياه بشكل شديد، خاصة هذا العام، على مستوى العاصمة نواكشوط والعاصمة الاقتصادية انواذيبو ومدن أخرى كبرى”.
وأكد عينين أحمد، في تصريح لهسبريس، أن “التجربة المغربية في هذا الجانب جديرة بالاهتمام، وتركز على التقليل من الاعتماد على المياه الجوفية مقابل اللجوء إلى المياه السطحية والسدود والأحواض المائية والربط بينها”، مردفا: “مطالبنا في هذا الصدد هي ضرورة وجود انفتاح من الوزير الأول المختار ولد أجاي، ووزيرة المياه، على التجربة المغربية بشكل عاجل، والاستفادة منها في إطار تعاون مغربي موريتاني يؤسس لتكامل اقتصادي يخلق الفائدة لكلا الجانبين، خاصة مع وجود أول تجربة ناجحة في استمطار السحب بموريتانيا”.
وزاد المتحدث ذاته: ” يجب إيجاد مصادر مائية متعددة وتسييرها بحكمة، بالموازاة مع تطلع المغرب إلى تحلية أكثر من مليار متر مكعب سنويا من مياه البحر لاستخدامها في أغراض الشرب والري، وتلبية احتياجات القطاعات؛ فالمملكة تريد توفير المياه لحوالي 35 مليون نسمة، في حين نريد نحن في موريتانيا توفير المياه لساكنة تصل إلى 4 ملايين نسمة”.
وبيّن خريج جامعة عبد المالك السعدي بتطوان أن هذه الوقائع “تقتضي التأسيس لشراكات مغاربية تنموية، وخلق أقطاب ومشاريع اقتصادية”، مردفا: “لنا في الاتحاد الأوروبي قدوة حسنة. وعموما تقتضي الاستجابة للمتطلبات التنموية الموريتانية توفير الاحتياجات الكافية من المياه، وهو ما يمكن أن ننطلق فيه مع وجود جوار مغربي ذي تجربة مهمة في مجال تحلية مياه البحر، إذ تمكن المغرب موازاة مع معاناته من الإجهاد المائي من إيجاد مصادر مياه تعتمد على المياه السطحية، إلى جانب تجربته المهمة في مجال الاستمطار الصناعي لما يصل تقريبا إلى 40 سنة”.
وأشاد المهندس الموريتاني بـ”تنوّع طرق التعامل المغربي مع إشكالية الندرة المائية، من خلال اللجوء إلى السدود وتكثيف عددها، ما مكّن المملكة من التأسيس لنموذج في التنمية المائية”، مضيفا: “بعض المدن الموريتانية اليوم تعرف مشاكل في المياه، كانواذيبو ونواكشوط ومدن داخلية أخرى، ما يستوجب العمل عليه بكثافة موازاة مع وجود جار مغربي يمكننا التعاون معه والاستفادة من تجربته في تحلية المياه والاستمطار الصناعي كذلك”.
وواصل الخبير نفسه حديثه عن هذا الموضوع بتأكيده على “أهمية أن يقوم الوزير الأول بتوجيه وزيرة المياه الجديدة والطاقم المعاون لها إلى المغرب من أجل الاستفادة من التجربة المغربية في تدبير مشاكل المياه، وطلب التعاون مع المملكة في هذا الصدد؛ فهي تسعى إلى التأسيس كذلك لتجربة الربط بين الأحواض التي تساهم هي الأخرى في توفير المياه وتوزيعها على الأقاليم الأكثر حاجة إلى المياه”.
وأكد رئيسُ الجمعية الموريتانية للسلامة والصحة المهنية والمحافظة على البيئة في الختام على تقنية تحلية مياه البحر كـ”تقنية مهمة لفائدة موريتانيا التي تتوفر على واجهة أطلسية مهمة يمكن استغلالها، وعدم الاكتفاء ببعض الأنهار التي تعاني من التوحل في بعض فترات السنة، خصوصا في الخريف، ما يعكر صفو المياه الموجهة للاستهلاك”.
المصدر: هسبريس