يوميات أولا بأول.. الحرب العدوانية على قطاع غزة مستمرة.. مجازر ونزوح متواصل
أمد/ غزة: تواصل دولة الاحتلال حربها العدوانية على قطاع غزة منذ 340 يوميا، خلفت أكثر من 180 ألفا بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، ونحو 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين، جراء إغلاق المعابر، ورغم اعتزام المحكمة الجنائية الدولية إصدار مذكرات اعتقال دولية بحق رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو ووزير جيشها يوآف غالانت، لمسؤوليتهما عن “جرائم حرب” و”جرائم ضد الإنسانية”.
ارتفاع حصيلة الضحايا..
أعلنت مصادر طبية، يوم الاثنين، ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 40988، أغلبيتهم من الأطفال والنساء، منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.
وأضافت المصادر ذاتها، أن حصيلة الإصابات ارتفعت إلى 94825 منذ بدء العدوان، في حين لا يزال آلاف الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، حيث يمنع الاحتلال وصول طواقم الإسعاف والدفاع المدني إليهم.
وأشارت إلى أن قوات الاحتلال ارتكبت مجزرتين بحق العائلات في القطاع، أسفرتا عن استشهاد 16 مواطنا، وإصابة 64 آخرين، خلال الساعات الـ24 الماضية.
مجازر متواصلة..
استشهد ثمانية مواطنين وأصيب آخرون، مساء يوم الإثنين، في قصف للاحتلال الإسرائيلي جنوب مدينة غزة، وقرب معبر رفح.
وأفادت مصادر محلية باستشهاد خمسة مواطنين وإصابة آخرين جراء استهداف طيران الاحتلال الإسرائيلي شقة سكنية لعائلة أبو بكر في حي تل الهوى جنوب مدينة غزة، وجرى نقلهم إلى المستشفى المعمداني في المدينة.
كما استشهد ثلاثة مواطنين بعد قصف الاحتلال مجموعة من المواطنين قرب معبر رفح البري جنوب القطاع.
استشهد مساء يوم الاثنين، 6 مواطنين وأصيب آخرون، بعد استهداف طيران الاحتلال الإسرائيلي لمنزل في جباليا.
وأفادت مصادر طبية، باستشهاد 6 مواطنين بينهم سيدة وطفلتان وإصابة عدد آخر، بعد قصف الاحتلال لمنزل قرب مركز جباليا البلد شمال قطاع غزة.
واصل جيش الاحتلال الإسرائيلي هجماته البرية والجوية والبحرية على قطاع غزة، في اليوم الـ339 من العدوان المستمر، حيث استهدفت الغارات الجوية والقصف المدفعي مناطق متفرقة في القطاع، ما أدى إلى سقوط عشرات الشهداء والجرحى بينهم أطفال
وأفادت مصادر طبية باستشهاد 3 مواطنين وإصابة 7 آخرين في قصف إسرائيلي استهدف منزلاً شرقي مخيم النصيرات وسط القطاع.
كما استهدفت غارات أخرى منزلاً في شارع الدعوة شمالي المخيم، ما أسفر عن تدمير المنزل بالكامل.
وفي وقت سابق من مساء الأحد، استشهدت طفلة وأصيب عدد من المواطنين جراء قصف مدفعي استهدف منزلاً في حي التفاح شرق مدينة غزة. وأفاد مراسل “وفا” بأن فرق الإسعاف نقلت الشهيدة الطفلة والجرحى إلى مستشفى المعمداني في غزة.
من جهة أخرى، صرح الهلال الأحمر الفلسطيني بصعوبة التواصل مع غرف عمليات الطوارئ في غزة نتيجة تضرر شبكات الاتصالات بفعل الهجمات الإسرائيلية المتواصلة، ما يزيد من تعقيد جهود الإنقاذ والإغاثة.
استشهد 7 مواطنين وأصيب آخرون، فجر يوم الاثنين، في قصف الاحتلال استهدف منزلين في مخيمي البريج والنصيرات وسط قطاع غزة.
وأفادت مصادر محلية بأن طائرات الاحتلال الحربية قصفت منزلا لعائلة حجاب في مخيم البريج ما أدى لاستشهاد 4 مواطنين وإصابة آخرين، نقلوا إلى مسشتفى العودة.
وأضافت أن طائرات الاحتلال قصفت منزلا لعائلة أبو هويشل في شارع الدعوة شمال مخيم النصيرات، ما أدى لاستشهاد ثلاثة مواطنين وإصابة آخرين.
مستشفيا الإندونيسي وكمال عدوان يحذران من خروجهما على الخدمة بسبب نفاد الوقود
حذر مستشفيا “الإندونيسي” و”كمال عدوان” شمال قطاع غزة، اليوم الاثنين، من خروجهما على الخدمة، بسبب نفاد الوقود اللازم لتشغيل أقسامهما، في ظل استمرار حصار الاحتلال الإسرائيلي وقصفه، ومنع دخول الوقود.
وأفاد مدير المستشفى الإندونيسي، مروان السلطان، بأن قسم العناية المركزة وصل إلى طاقته القصوى ويمتلئ بالحالات الحرجة، إضافة إلى وجود 10 مرضى يعتمدون على أجهزة التنفس الصناعي.
وأضاف، أن غرف العمليات تعمل على مدار الساعة دون توقف، لكنه حذر من أن المستشفى يواجه نقصًا حادًا في الوقود، ما يهدد بوقف الخدمات الطبية بالكامل في حال استمرار منع الاحتلال إدخال الوقود، الأمر الذي قد يحكم على هؤلاء المصابين بالموت.
كما حذر مستشفى كمال عدوان من خروجه على الخدمة خلال 48 ساعة بسبب نفاد الوقود والمستلزمات الطبية.
وقال المستشفى في بيان مقتضب إن ذلك يشكل تهديدا كبيرا لحياة العديد من المرضى والمصابين الذين يتلقون العلاج في المستشفى.
وتأتي هذه التحذيرات في ظل أزمة حادة تعيشها المرافق الصحية في قطاع غزة، نتيجة استمرار العدوان المدمر والحصار المشدد والمتواصل على شمال قطاع غزة، ورفض الاحتلال إدخال الوقود والأدوية والمستهلكات الطبية.
العدوان يحرم غزة للعام الثاني من التعليم
انطلق، اليوم الإثنين، العام الدراسي الجديد 2024/2025، في مدارس الضفة الغربية، فيما حرمت حرب الإبادة المتواصلة على شعبنا في قطاع غزة، طلبة المدارس والجامعات من الالتحاق بالعملية التعليمية، للسنة الثانية.
ويلتحق اليوم أكثر من 806,360 طالبا وطالبة، في 2459 مدرسة حكومية وخاصة وتابعة لوكالة الغوث “الأونروا”، في الضفة بما فيها القدس، ويتلقون تعليمهم على يد 51,447 معلما ومعلمة.
وفي القطاع المنكوب، حرم عدوان الاحتلال أكثر من 630 ألف طالب وطالبة من حقهم في التعليم منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، يضاف إليهم أكثر من 58 ألفاً يُفترض أن يلتحقوا بالصف الأول في العام الدراسي الجديد، فضلا عن 39 ألفاً ممن لم يتقدموا لامتحان الثانوية العامة.
وخلفت الحرب على غزة أكثر من 25,000 طفل ما بين شهيد وجريح، منهم ما يزيد على 10,000 من طلبة المدارس، وسط تدمير 90% من مباني المدارس الحكومية البالغ عدد أبنيتها 307.
وتحولت غالبية المدارس التي تديرها “الأونروا” (نحو 200) في قطاع غزة، إلى مراكز إيواء للنازحين، كما تعرضت 70% منها للقصف، حيث تم تدمير بعضها بالكامل، وتضررت أخرى بشكل كبير، وحسب الأونروا فإن أربعة من كل خمسة مبانٍ مدرسية في غزة تعرضت لضربات مباشرة أو تضررت.
الأغذية العالمي: 2.2 مليون شخص بغزة بحاجة ماسّة إلى مساعدات
قال برنامج الأغذية العالمي، إن مليونين و200 ألف شخص في غزة لا يزالون بحاجة ماسّة إلى المساعدات بعد 11 شهرا من الحرب، مؤكدا أن أوامر الإخلاء الإسرائيلية تعيق جهوده في تقديم المساعدات لأهالي القطاع.
وأضاف البرنامج في منشور له عبر منصة إكس: “11 شهرا من الحرب في غزة، ولا يزال 2.2 مليون شخص في حاجة ماسّة إلى المساعدات الغذائية والمعيشية”.
وأكد أنه “رغم التزام برنامج الأغذية العالمي بتقديم المساعدات، فإن أوامر الإخلاء تعيق الجهود في وقت تتزايد فيه الاحتياجات”.
وختم برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة بالتشديد على الحاجة إلى وقف إطلاق النار في غزة.
مرض جلدي ينهش أطفال غزة
نازحة داخل خيمتها وسط قطاع غزة تحاول إبعاد الذباب عن جسد طفلها فايز الذي يعاني تقرحات جلدية وبثورا كبيرة بسبب مرض جلدي تفاقم تأثيره في بيئة ملوثة سببتها الحرب الإسرائيلية على القطاع.
ولا يكف فايز (4 سنوات) عن حك جسده المليء بالبثور والتقرحات التي تزداد اتساعا وانتشارا، بينما يعاني مهاجمة الذباب دون أي حلول فعّالة لتخفيف آلامه.
الطفل يعيش رفقة عائلته التي نزحت من مخيم جباليا شمال قطاع غزة إلى مدينة دير البلح وسط القطاع في ظروف صعبة داخل خيمة تفتقر إلى أدنى مقومات الحياة.
ويضطر الفلسطينيون خلال نزوحهم إلى اللجوء إلى بيوت أقربائهم أو معارفهم، والبعض يقيم خياما في الشوارع والمدارس أو أماكن مثل السجون ومدن الألعاب، في ظل ظروف إنسانية صعبة، وغياب الماء والأطعمة، وانتشار الأمراض.
نزوح ومرض
تتفاقم معاناة فايز مع ارتفاع درجات الحرارة إلى نحو 35 درجة مئوية داخل الخيمة المصنوعة من القماش والنايلون، وانتشار الأوبئة والملوثات من حوله، وعدم توفر العلاج المناسب.
والعائلة كسائر العائلات الأخرى في القطاع تفتقر إلى مواد النظافة الشحيحة في القطاع المحاصر نتيجة إغلاق الاحتلال للمعابر، كما يضطرون إلى الاعتماد على المياه الملوثة لغسل أجسادهم في ظل شح المياه النظيفة.
وفي أماكن النزوح المكتظة بالمواطنين في القطاع، انتشرت الأمراض الجلدية نتيجة غياب النظافة وشح المياه وانتشار مياه الصرف الصحي والنفايات، ما فاقم الوضع الصحي بسبب الحرب.
نهش الذباب
تقول أم فايز للأناضول: “نزحنا من شمال قطاع غزة إلى وسطه، ويعاني طفلي مرضا جلديا يُعتقد أنه جدري أصاب جسده بالكامل، حيث يحكّ جسده باستمرار دون توقف”.
وتضيف: “الذباب نهش جسد طفلي، ما تسبب في ظهور رائحة كريهة من البثور والحبوب المنتشرة فيه”.
وتتابع: “التقط طفلي العدوى عندما كان يلعب مع أطفال مصابين بأمراض جلدية في مخيم النزوح الذي نعيش فيه”.
وأشارت إلى أن فايز يعاني مضاعفات صحية وسوء تغذية وضعفا في الدم، ويحتاج إلى غذاء صحي غير متوفر، ولا يملكون ثمنه في ظل ارتفاع أسعاره، وعدم توفر مصدر دخل لهم لعدم وجود فرص عمل في ظل حرب الإبادة.
وأوضحت أن العلاجات التي تُعطى لطفلها لا تُجدي نفعا، إذ تزداد التقرحات والحبوب على جسده الضعيف.
وقالت: “نعيش في بيئة مليئة بالجراثيم والملوثات والقمامة، حيث المياه مالحة وملوثة، ولا توجد أدوات تنظيف”.
وتأمل أم فايز أن تنتهي الحرب الإسرائيلية عن قطاع غزة وتعود إلى منزلها مع عائلتها.
أمراض جلدية
بدوره، يقول مسؤول طبي بمدينة دير البلح إن “الأمراض الجلدية تفتك بأطفال قطاع غزة نتيجة عدم توفر أدوات التنظيف”.
ويضيف للأناضول: “بين الأمراض الجلدية التي ظهرت، الجدري المائي، إلى جانب أمراض غريبة ظهرت في القطاع بسبب الأوضاع البيئية والصحية المتدهورة”.
ويشير إلى أن “انتشار الحشرات، وتكدس النفايات، وتسرب مياه الصرف الصحي جراء الحرب، تسببت في ظهور تلك الأمراض بين الأطفال”.
الهلال الأحمر: نقص حاد في إمدادات الوقود في محافظتي غزة وشمالها وسط مخاوف من توقف عمل مركبات الإسعاف
قالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني “إن محافظتي غزة وشمالها تواجهان نقصا حادا في مخزون الوقود اللازم لتشغيل مركبات الإسعاف، والعيادات الطبية الطارئة، والخدمات الإغاثية، وسط مخاوف من خطر التوقف الكامل”.
وأوضحت الجمعية في بيان، صدر اليوم الاثنين، “أن فرق الجمعية في المحافظتين تعاني نقصا حادا في إمدادات الوقود منذ 3 أسابيع تقريبا، في ظل رفض الاحتلال المستمر إدخال كميات كافية من الوقود لمزودي الخدمات الصحية في غزة وشمالها”.
وأشارت إلى أن العمل جارٍ حاليا بأدنى قدرة تشغيلية، الأمر الذي يشكل عائقاً كبيراً أمام الطواقم في تقديم خدماتها، ويُعمّق الكارثة الإنسانية والصحية، التي تعانيها هاتان المحافظتان”.
ونوهت إلى أن توقف إمدادات الوقود سيمنع مركبات إسعاف الجمعية من الاستجابة في ظل الاستهداف المتكرر للمواطنين، وكذلك توقف العمل في العيادات الطبية التي تخدم الآلاف.