بيع ولاية الجزيرة تفسيرات لمن يفهم (الجزء الأول)
مجاهد بشرى
الدقة التي نُخرج بها ما ننشره من مقالات، او تسريبات تنبع من محاولاتنا شرح كثير من متفرقات الأحداث التي ترتبط ببعضها البعض بشكل وثيق، وتبسيط هذا الربط للمتابع الذي لديه المقدرة على الفهم، مع اعتراف صغير أننا لا نحفل، اًو نهتم برأي البلابسة الذين نعتبر تعليقاتهم مثل أصوات الدجاج في الحظيرة، ودعوتي للمتابعين أن ينتبهوا لكل إسم يرد في تسريباتنا، فسيكون جزء من قصة خيانة الجيش لكل الشعب السوداني، والتي سنرويها بالأدلة الدامغة التي ستغير نظرة الكثيرين لهذه المؤسسة العسكرية المجرمة و المتآمرة على بلد كامل.
ونعلم أن حديثنا يغضب الكثيرين، لكنهم يعلمون علم اليقين أن هذه الصفحة لا تورد إلا ماهو صحيح، وموثوق من صحته، وحتى لا أطيل عليكم، دعونا نفتح باب سبب بيع قادة الجيش لولاية الجزيرة و أهلها…
رد في تسريب يوم أمس على لسان الفريق الركن خالد عابدين الشامي إسم اللواء (محمد الامين) وهو قائد سلاح المدفعية عطبرة، ما لا يدركه المتابعون أنه ومنذ بداية الحرب، تحول سلاح المدفعية من سلاح عسكري إلى مصفاة لاستخلاص الذهب عوضا عن المشاركة في هذه الحرب، وتحولت ولاية نهر النيل المنكوبة لمنطقة تسيطر عليها الاستخبارات العسكرية، وتدير كافة انشطة تعدين الذهب الذي يتم تصديره، ويذهب مباشرة لجيوب قادة الجيش عبر شيطان الفساد محمد عثمان الذي يسيطر على الاستخبارات العسكرية و المخابرات العامة و بنك السودان الخ.. ويعمل تحت حماية كاملة من شمس الدين الكباشي و البرهان، و الغريب أنه يبيع معظم هذا الذهب في اسواق الدول التي يشتمها نشطاء الجيش المغيبين ومن ضمنهم الناشط الفريق أول ركن ياسر العطا..
معلومات الجيش في بداية الحرب عن تحركات الدعم السريع و توجهه نحو ولاية نهر النيل، هذا التحرك كان ليقضي تماما على المورد الوحيد الذي يُبقي عصابة العسكر في السلطة، وهو الذهب الذي أصبح لعنة على أهل نهر النيل الذين يموتون بالسرطان و تسمم كل مواردهم.
لم يكن قادة الجيش ليسمحوا بفقدان الذهب الذي يستخدمون جزء يسير منه في استيراد الوقود عبر القطط السمان الذين تحدثنا عنهم في ملفات سابقة، ويباع للمواطن بأعلى سعر، و تتولى الاستخبارات العسكرية صناعة الأزمات من قطوعات كهرباء وخدمات كما اعترف قادتها في تسريبات سابقة لخلق توازن السيطرة على المواطن.
الصور أدناه لمقر المدفعية عطبرة، والذي اصبح مجرد احواض كبيرة لمعالجة “الكرتة” او مخلفات الذهب، والتي يطلبها محمد الأمين قائد المدفعية بألاف الاطنان من شركات التعدين، و اجسام التعدين الأهلي تحت مسمى دعم الجيش الذي رأينا جنوده يأكلون القطط، و تمتلئ جيبوهم بالبصل من الجوع، و تتقرح رؤوسهم من القوب لانعدام الرعاية الصحية، و الحال البائس الذي نطالعه في فيديوهات أسرهم او القبض عليهم، وهو أمر يوضح مدى الفساد وعدم المهنية التي نخرت في جسد الجيش، الذي كان يمكن ان يكتفي بالدعم المالي دون الدخول في شبهة التعدين و استخلاص الذهب على حساب شركات التعدين و التعدين الأهلي، وهي ذات ممارسات شركة الاتجاهات المتعددة التابعة لمنظومة الصناعات الدفاعية والتي تتغول على مجالات الصادرات الزراعية و تصدير اللحوم على حساب شركات القطاع الخاص..
يدير البرهان عبر شقيقه حسن البرهان المحامي واحدة من اكبر شركات التعدين بنهر النيل،وكذلك كل واحد من قادة الجيش، ومع تصاعد احتمالية دخول الدعم السريع إلى نهر النيل، قرر البرهان وعصابته أن تكون ولاية الجزيرة هي أداة تخفيف الضغط على نهر النيل، وهو لم يفعل ذلك خوفاً او تفضيلاً لأحد في الولاية، بل كان يراعي مصلحته في المقام الأول، فالسيول و الفيضانات و الأمراض و الأوبئة التي ضربت نهر النيل تكشف لك عن ان البرهان لا يهمه أحد من السودانيين.
ومن هنا بدأت خطة لجر الدعم السريع إلى حرب في ولاية الجزيرة، لشغله عن نهر النيل التي يستخدمها قادة الجيش المجرمين كدجاجة تبيض ذهباً “حرفيا”، وهو أمر ستكشفه تسريبات غرفة القيادة التي سننشرها تباعاً، وهو السبب الذي دفعنا لنشر مقدمة للتسريبات يوم أمس ، لنترك الحكم للشعب على حجم تآمر و إجرام قادة الجيش في حق السودانيين المنقادين في حرب كرامة لم تمتهن إلا كرامتهم ، وشردتهم بسبب احلام و مطامع العسكر في السلطة و الثروة.
https://www.facebook.com/share/p/RhYmhHMZiQAHcusb/?mibextid=oFDknk
نحن في مرحلة اصبحنا ندرك بصورة واضحة أن العدو الحقيقي للشعب السوداني هو المؤسسة العسكرية الحالية، فلم نعد نهتم بحملات التخوين، او الاتهامات، ومن خلال هذا المدخل الكتابي، أرسل وصية لكل من يحمل صكوك وطنية يريد أن يمنعها عنّا او يمنحنا لها، أرجو ان تحتفظ بها لنفسك، نحن في غنى عنها، اعتبرنا ضد الجيش بصورة مؤكدة وواضحة، لكن نحن نقف مرفوعي الرأس لأنه في سجلاتنا لم تحقق معنا سناء حمد، ولم نغدر بشعبنا او نقتل شبابه، ولم نصنع مليشيات، ولم نختبئ في قبو هرباً من الموت، ولم نُفحّط كالنعام ونترك خلفنا المدن و الحاميات، و المال و العرض، ولم نهرب لدولة أخرى ونحمد لأنفسنا السلامة، ولم نصنع المليشيات ، ولم نستنجد بالرجال ليقاتلوا الحركات المسلحة عوضا عنا، وحين انعكست الكفة، عدنا للاستنجاد برجال الحركات ليقاتلوا الرجال الذين جلبناهم لمقاتلهم منذ البداية، نحن لم نسرق فلساً من اموال الشعب، ولم نرتشي يوماً، ولم نترك مثلثاً كاملا من بلادنا، او نجعلها مدفنا للنفايات المُشعّة ، لذلك كلما آتتك فكرة تخويننا تذكر أن جيش النعاج الذي تدافع عنه فعل كل ذلك ، فربما ، اقول ربما ينتابك بعض الخجل من غباءك، و بجاحة جهلك ..
ونواصل في التسريبات التي ستكشف كل شيء إن شاء الله.
المصدر: صحيفة التغيير