اخبار

الدبلوماسية الأمريكية مستمرة للتوصل إلى اتفاق هدنة في غزة وسط تواصل القصف الإسرائيلي

8 سبتمبر 2024آخر تحديث :

تتسارع الجهود الدبلوماسية الأمريكية لإيجاد صيغة توافقية للتوصل إلى هدنة في غزة ووقف الحرب، حتى مع إصرار رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتانياهو على عدم تقديم أي تنازلات وبالرغم من الاحتجاجات الجماهيرية من الإسرائيليين.

في غضون ذلك، يتواصل القصف الإسرائيلي على القطاع المحاصر، إذ أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية أن حصيلة الحرب المستمرة منذ 11 شهرا ارتفعت إلى 40972 شهيداً على الأقل.

على الرغم من أسابيع من التعثر والانتكاسات، تعمل إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن التي لم يتبق لها سوى أربعة أشهر على تكثيف جهودها الدبلوماسية للتوصل إلى اتفاق بشأن غزة مع إبداء تفاؤلها في العلن.

ولا شك أن تحقيق اختراق في المحادثات سيمثل دفعة كبيرة لحظوظ المرشحة الديموقراطية كامالا هاريس في السباق إلى البيت الأبيض.

ويرى خبراء على أي حال أن واشنطن ليس لديها من خيار سوى الاستمرار في المحاولة.

ومنذ إعلان إسرائيل في الأول من ايلول/سبتمبر استعادة ستة رهائن قالت إن حماس قتلتهم في جنوب غزة، أحدهم يحمل الجنسية الأمريكية، شددت إدارة بايدن على ضرورة التوصل إلى هدنة، حتى مع إصرار بنيامين نتانياهو على عدم تقديم أي تنازلات على الرغم من الاحتجاجات الجماهيرية من الإسرائيليين الذين يؤيدون التوصل إلى اتفاق.

وحض وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الخميس كلا من إسرائيل وحماس على إبرام اتفاق قال مسؤولون أميركيون إنّه أنجز بنسبة 90%.

وأكد “من واجب الطرفين التوصل لاتفاق بشأن القضايا العالقة”.

وأقر الوزير الأمريكي بأنه لحين الحصول على موافقة نهائية من كلا الجانبين، فإن الاتفاق الذي يتم التفاوض عليه لوضع حد لأحد عشر شهرا من إراقة الدماء قد ينهار في أي لحظة.

وقال إن كل يوم قد يجلب “حدثا فاصلا يتسبب ببساطة بإبطاء الأمور ويخاطر بإفشالها نظرا لحساسية الوضع”.

عرض الرئيس الأميركي في 31 أيار/مايو خطة لوقف القتال لستة أسابيع في المرحلة الأولى وتتضمن إطلاق سراح عدد من الرهائن بمن فيهم النساء والمسنون والجرحى مقابل “إطلاق سراح مئات الأسرى الفلسطينيين” لدى إسرائيل.

وتعثرت المحادثات للتوصل إلى هدنة في الأسابيع الماضية بسبب خلافات أبرزها الشريط الحدودي بين قطاع غزة ومصر المعروف باسم “محور فيلادلفيا” الذي يصرّ رئيس وزراء إسرائيل نتانياهو على إبقاء قوات إسرائيلية فيه، في حين تتمسك حماس بانسحاب إسرائيلي كامل من القطاع.

وسعت الولايات المتحدة، بالتعاون مع الوسيطين القطري والمصري، في الأسابيع الأخيرة إلى العمل على جسر الفجوات المتبقية.

ويبحث الوسطاء الأمريكيون عن صيغة تحدد أين ومتى تنسحب القوات الإسرائيلية، حيث يتحدث الاتفاق عن الانسحاب من المناطق “المكتظة بالسكان”؛ ولكنهم بحاجة أيضا إلى تهدئة غضب مصر، أول دولة عربية وقعت اتفاق سلام مع إسرائيل.

ورقة سياسية

ترى ميريسا خورما، مديرة برنامج الشرق الأوسط في مركز ويلسون في واشنطن أنه على الرغم من الدبلوماسية الأمريكية المكثفة، وارتفاع حصيلة القتلى، ومطالبة الشارع الإسرائيلي بالتوصل لاتفاق، يعتقد نتانياهو وزعيم حماس يحيى السنوار أن بقاءهما السياسي على المحك في حال قبولهما الاتفاق.

وقالت “بصراحة لا أتوقع أي تقدم كبير. وأعتقد أن نتانياهو على وجه الخصوص يدرك تمام الإدراك الاستحقاقات السياسية الأمريكية والمكونات المحلية لديه”.

قدم بايدن دعما قويا للدولة العبرية بعد هجوم السابع من تشرين الأول/اكتوبر الذي شنته حماس وأسفر عن مقتل 1205 أشخاص في الجانب الإسرائيلي، معظمهم مدنيون، حسب تعداد لوكالة الأنباء الفرنسية يستند إلى بيانات رسمية. ويشمل الرهائن الذين قضوا خلال احتجازهم.

وانتقد إسرائيل أيضا بسبب عدم بذل مزيد من الجهود لحماية المدنيين في حملتها العسكرية المتواصلة في غزة التي خلفت ما لا يقل عن 40939 قتيلا على الأقل، وفق وزارة الصحة التابعة لحماس.

لكن بايدن، باستثناء مرة واحدة، لم يلجأ لاستخدام ورقة الضغط الرئيسية وهي الحد من مليارات الدولارات من الأسلحة الأمريكية لإسرائيل – مما أثار غضب البعض في الجناح اليساري لحزبه.

بينما يؤيد الحزب الجمهوري إسرائيل بشكل ساحق.

وبحسب المعهد العربي الأمريكي الذي يدعو إلى دعم أكبر للفلسطينيين، فإن استطلاعات الرأي التي أجراها أظهرت بأن كامالا هاريس قد تكسب أكثر مما تخسر حال اتخذت موقفا أكثر صرامة تجاه إسرائيل، في حين أن العكس صحيح بالنسبة لترامب.

“أمر صعب”

ويتفق غيث العمري، وهو زميل بارز في معهد واشنطن، على أن نتانياهو وحماس غير مهتمين بسد الفجوات، وأشار إلى صعوبة القضايا المتبقية.

وقال “مجرد أننا أنجزنا 90 % لا يعني أننا أقرب إلى التوصل إلى اتفاق”.

وبحسب العمري الذي شغل في السابق منصب مستشار للسلطة الفلسطينية “لا أعتقد أن المفاوضين الأمريكيين ساذجون. فهم يدركون صعوبة الأمر. ولكنني أعتقد أن ما نراه الآن هو محاولة من جانب الولايات المتحدة لإبقاء المفاوضات حية”.

وقال بلينكن الخميس إنه لا يزال يأمل في إبرام اتفاق تطبيع بين إسرائيل والسعودية قبل انتهاء ولاية بايدن، آملا في تحفيز نتانياهو.

وقال “أعتقد أنه إذا تمكنّا من التوصّل إلى وقف لإطلاق النار في غزة، فيمكننا المضيّ قدماً على مسار التطبيع”.

لكن بحسب العمري فإنه يتوجب على واشنطن أيضا مواصلة الدفع باتجاه وقف لإطلاق النار لإعادة الاستقرار في منطقة البحر الأحمر ومنع تصعيد النزاع في المنطقة بما في ذلك اندلاع حرب بين اسرائيل ولبنان.

وقال “هذا الشرق الأوسط. يمكن أن يزداد الأمر سوءا دائما، وهذا ما يحدث عادة”.

دعوات لوقف الحرب

في سياق تصاعد الأصوات الداعية إلى وقف الحرب، تظاهر نحو ألف شخص بعد ظهر الأحد في باريس.

وهتف المتظاهرون، وأغلبهم من الشباب، في ساحة “لاناسيون” وسط العاصمة الفرنسية “يا إسرائيل غادري، فلسطين ليست لك” و”أطفال غزة، أطفال فلسطين، الإنسانية تتعرض للاغتيال”.

وشاركت النائبة اليسارية الفرنسية-الفلسطينية في البرلمان الأوروبي ريما حسن في التظاهرة، ولوحت بالعلم الفلسطيني وسط هتافات ولافتات تدعو إلى مقاطعة إسرائيل وصور لأطفال قتلى في غزة.

جاء كليمان هوشيه وميلو كروز (15 و16 عاما) للتظاهر للمرة الأولى دون والديهما، “للتنديد بالإبادة الجماعية المستمرة” و”التشويش الإعلامي” المحيط بالوضع في القطاع الفلسطيني المحاصر.

وأوضح الطالب في المدرسة الثانوية كليمان هوشيه “نحن هنا قبل كل شيء لأنهم بشر ما زالوا يموتون في ظل لامبالاة”.

وقالت ديانا، وهي طالبة من أصل فلسطيني تبلغ 27 عاما وتشارك في التظاهرات منذ نحو عام، “أرفض أن أفقد الأمل في رؤية غزة محررة قريبا، حتى لو كان الضرر فظيعا وسيستغرق تعافي الفلسطينيين عقودا”.

قتال متواصل

توازيا مع الجهود الدبلوماسية، يتواصل القصف والقتال بغزة حيث أعلنت وزارة الصحة في القطاع الأحد أن حصيلة الحرب المستمرة منذ 11 شهرا ارتفعت إلى 40972 شهيداً على الأقل.

وقالت الوزارة في بيان إن 33 شخصا على الأقل إستشهوا خلال الساعات الـ 24 الماضية، لافتة إلى أن عدد الجرحى الإجمالي ارتفع إلى 94761 في قطاع غزة منذ بدء الحرب في 7 تشرين الأول/أكتوبر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *