انتقادات رغم الفوز برباعية.. هل أقنع المنتخب المغربي أمام الغابون؟
رغم الفوز بأربعة أهداف لهدف واحد على المنتخب الغابوني في مستهل التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس أمم إفريقيا التي ستنظم بالمغرب السنة المقبلة، إلا أن الانتقادات مازالت متواصلة للمنتخب الوطني المغربي وناخبه الوطني، وليد الركراكي، قبل أزيد من سنة على نهائيات المحفل القاري.
ووجه عدد من المتابعين والجماهير انتقادات حول الهفوات الدفاعية القاتلة للمنتخب المغربي أمام الغابون، وسهولة اختراق الخط الخلفي للأسود، فضلا عن عدم تفاهم واضح بين حكيم زياش وابراهيم دياز، وتواصل إشكالية توظيف نصير مزراوي وأشرف حكيمي.
المتعة والإقناع
أكد المحلل الرياضي، عبد الرحيم أوشريف، أن المنتخب الوطني المغربي نجح في تحقيق الأهم وهو الفوز والظفر بالنقاط الثلاث في مستهل تصفيات كأس إفريقيا، فضلا على أن العناصر الوطنية قدمت عرضا ممتعا للجماهير الحاضرة بملعب أدرار في أغلب أطوار المواجهة.
وشدد أوشريف، في تصريح لجريدة “العمق”، أن المباراة عرفت مجموعة من المؤشرات الإيجابية لصالح المنتخب المغربي بداية بالتحسن على الصعود الهجومي وخلق مجموعة من الفرص السانحة للتسجيل مع الوصول بشكر متكرر ومن طرق مختلفة لمعترك المنافس الغابوني.
واعتبر المتحدث ذاته أن الكتيبة المغربية أظهرت تحسنا في طريقة بناء الهجمات مع ممارسة ضغط عالي على الخصم لاسترجاع الكرة بسهولة خاصة في المناطق الدفاعية للغابون، مبرزا أن الأسود فرضت نهجها وطريقة لعبها على الفهود الغابونية.
اختيارات الركراكي
وبخصوص اختيارات الناخب الوطني، وليد الركراكي، فأشار أوشريف إلى أن عددا من المتابعين كانوا يرغبون في مشاهدة لاعبي المنتخب الأولمبي الذين ظفروا بالميدالية البرونزية لضمان استمرارية تألقهم واكتاسبهم الخبرة والتجربة في مثل هذه المواعيد.
وذكر المتحدث ذاته أن الركراكي استعان بثلاثة لاعبين من الأشبال في التشكيلة الأساسية ويتعلق الأمر بسفيان رحيمي وبلال الخنوس وعبد الصمد الزلزولي فضلا عن حكيمي، غير أن هؤلاء اللاعبين كانوا على الدوام يلعبون رفقة المنتخب الأول، ملفتا أن الناخب الوطني لم يعتمد على أي لاعب شاب لتجربته في مواجهة الغابون.
وأبرز المحلل الرياضي ذاته أن الركراكي يحاول الحفاظ على ركائز المنتخب المغربي حتى وإن افتقروا، وفق تعبيره، للجاهزية البدنية، مقدما المثال على ذلك بحكيم زياش وعز الدين أوناحي ونايف أكرد، منوها بالمستوى الذي قدمه نصير مزراوي بعد وضعه في مكانه الأصلي على الجانب الأيمن، مقابل تراجع طفيف في مستوى أشرف حكيمي على الجهة اليسري.
واعتبر المتحدث ذاته أن زياش، رغم عدم الجاهزية الكاملة، إلا أنه قدم أداء مقبولا في وسط الميدان أفضل من وضعه كجناح أيمن، مقابل معاناته في العودة للتغطية الدفاعية، منوها بما قدمه كل من سفيان رحيمي وابراهيم دياز الذي وقع على هدفه الأول في مساره رفثة الكتيبة المغربية.
هفوات ونواقص
استعرض عبد الرحيم أوشريف مجموعة من النواقص والهفوات التي طبعت أداء المنتخب المغربي أمام نظيره الغابوني، خاصة من حيث التغطية الدفاعية والشوارع في الخط الخلفي للنخبة الوطنية وسهولة اختراق الخصم الغابوني لخطوط كتيبة الركراكي.
وأشار أوشريف إلى أن المنتخب المغربي عانى من التغطية الدفاعية مع ظهور عدم انسجام واضح بين ثنائي قلب الدفاع نايف أكرد وعبد الكبير عبقار، ملفتا أن كتيبة الركراكي مازالت تعاني من عدد من المشاكل الدفاعية سواء من حيث التوظيف أو التغطية مع غياب التوازن.
ونبه المتحدث ذاته أن عدم جاهزية نايف أكرد ساهمت في هذا الضعف الدفاعي، مسجلا ضعف تموقع عدد من اللاعبين من بينهم سفيان رحيمي وعزله كمهاجم وحيد، فضلا عن سهولة وصول الخصم الغابوني للمناطق الدفاعية للمنتخب المغربي.
وطالب أوشريف بتغيير خطة لعب المنتخب المغربي التي باتت، على حد قوله، مقروءة من عدد من المدربين الآخرين، داعيا لتنويع طرق اللعب وفق طبيعة المنافسين، مع ضرورة معالجة اللمسة الأخيرة وزيادة نسب النجاعة الهجومية، وضعف التغطية الدفاعية للأجنحة كعبد الصمد الزلزولي وابراهيم دياز.
كما حذر المحلل الرياضي من إشكالية الانضباط لدى عدد من اللاعبين خاصة اللقطة التي أثارت الجدل بين حكيم زياش وابراهيم دياز، مؤكدا ضرورة حل هذا المشكل بعيدا عن عدسات الكاميرا لتجنب وقوعها على أرضية الميدان.
وكان الناخب الوطني من أهمية بعض الانتقادات التي وجهت للمنتخب الوطني المغربي رغم الفوز برباعية أمام نظيره الغابوني لحساب الجولة الأولى من التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس إفريقيا، مؤكدا أن العناصر الوطنية قدمت أداء كبيرا خاصة على الصعيد الهجومي.
واعتبر الركراكي، في تصريحات عقب اللقاء، أن انتقادات بعض الجماهير والصحافيين لأداء المنتخب المغربي “غير مفهومة”، وقال بهذا الخصوص: “رغم فوزنا في المباراة برباعية، لا زلتم ترون كل شيء بشكل سلبي. تابعت أكبر المنتخبات في إفريقيا كلها فازت بنتيجة هدف أو هدفين لهدف أو تعادلت”.
وقص المنتخب الوطني شريط التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس أمم أفريقيا، بفوز كبير أمام الغابون برباعية مقابل هدف وحيد، وذلك خلال اللقاء الذي جرى على أرضية الملعب الكبير بمدينة أكادير، وبهذا الفوز يحتل أبناء المدرب وليد الركراكي، صدارة المجموعة الثانية، التي تضم منتخبات أفريقيا الوسطى، الغابون، وليسوتو.
ويواجه المنتخب الوطني المغربي، منتخب ليسوتو، يوم الإثنين المقبل، عند الساعة الـ20:00 (غرينيتش +1)، على أرضية الملعب الكبير لمدينة أكادير، لحساب الجولة الثانية من التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس الأمم الأفريقية، المغرب 2025.
المصدر: العمق المغربي