البرهان وغول الصين العظيم
محمود الدقم
غير مصدّق لنفسه ومثل صعيدي في الجامعة الامريكية ، حلّ البرهان ضيفا ثقيلا علي المنتدي الصيني الافريقي للاستثمار بالعاصمة بكين ، الحزب الشيوعي الصيني استدعي البرهان الرئيس الاسبق لحزب المؤتمر الوطني بمحلية جنرتتي بدارفور ورئيس اطلال مجلس السيادة الحالي بصفته جنرالا كبير في الجيش ، وليس بصفته رئيسا للسوادن في بورتسودان.
القمة الصينية الافريقية تبحث خيارات الاستثمار الصيني في افريقيا وتوسيع النفوذ الصيني هناك ، وسحب البساط من الفرونكفونية وانياب الدب الروسي عبر شركة فاغنر ، وبالطبع تقليم اظافر اليانكي الامريكي مستقبلا ، وبالتالي هي قمة اقتصادية صرفة.
وصل ابوزيد الهلالي البرهاني لبكين وكان في استقباله عمدة مقاطعة تيناجيج ببكين ، ورهط من اقطاب السفارة السودانية ببكين ، يعني عمدة يستقبل عمدة ، علي ما يبدو ، وكان علي البرهان ان ينتظر قرابة اثنتا وسبعين ساعة ليكون اخر الافارقة الذين يقابلون الزعيم الصيني ، سنتجاوز سير البرهان علي البساط الاحمر كانه قصّاص دروب في بطن الصحاري يحدق في بعر بعير هارب ، وليس ضابط كبير يمشي علي بساط احمر موشّي ، ويبدو والله وحده اعلم ان الزعيم الصيني ندم علي دعوة البرهان هذا ، لو فرضنا جدلا ان الزعيم الصيني لديه وقت اصلا ومن اساسو كي يفهم ماذا يدور في السودان واين يقع السودان.
لكن بشكل عام المشروع الصيني الجديد لافريقيا والذي حمل اسم الحزام والطريق يبحث بالدرجة الاولي في المصالح الصينية الصينية البحتة ، ولقد مشت بكين في هذا الاتجاه افريقيا وبقوة ، حيث السياسة الصينية تقوم علي فلسفة واحدة ومحددة وهي الاستدانة او الاقراض ، مقابل السداد او بيع الاصول ، يعني تقوم الحكومة الصينية باقراضك مليارات الدولارات مقابل الشراكة او الاستدانة ، بخصوص الشراكة تقوم الصين بالتكفل ببناء المشاريع الضخمة ثم تقذف لك بشيء من الفتات بينما تحتفظ هي بالارباح الضخمة كما في مشروع سد الالفية كما ذكرت بعض الروايات.
اما بخصوص الاستدانة فتقوم الصين باغراضك مليارات الدولارات مقابل السداد في الوقت المعلوم او تبيع لها اصولك في حالة العجز بعدم الايفاء كما حدث في الكثير من الاراضي السودانية ، والتي ربما تشكل ارثك الثقافي والوطني.
البرهان الحلمان في سبيل ان يكون رئيسا حتي ولو علي بورتسودان ذهب كي يشحد الحزب الشيوعي الصيني ان ياتي وياخذ السودان كله مقابل ان تساعد الصين الحزب الاخونجي السوداني .
في ازالة الدعم السريع من المشهد العسكري والسياسي.
وطالب السيد البرهان امام زعماء الافارقة والصينين بان يتبّنون قرارا بادارج الدعم السريع كجماعة ارهابية.
البرهان لم يفهم لا هو ولا سدنته ولا مستشاريه انه لا الصين ولا روسيا او بيرطاينا او امريكا الان لديهم الرغبة في ادانة الدعم السريع ، لسبب بسيط هو ان الغرب والتنين الصيني خاصة يؤمنون بالقوي والقوة ، يعني اذا كنت انت قوي عسكريا في بلدك فانت قادرا اذن علي حمايات مصالحهم المختلفة خصوصا البرتوكلات الاقتصادية المختلفة وعلي راسها الاستثمارات ، اما في حالة البرهان فاي استثمار صيني يعني بالمختصر المفيد انتحار ، يعني الصين لن تدين الدعم السريع وستنتظر حتي ان ينتصر احد طرفي النزاع وهما كتائب البرهان الكرتاوية وقوات الدعم السريع وحتي وقتها ستكتفي الصين بتشجيع اللعبة الحلوة في السودان.
فعليه يمكن القول ان الفائدة اليتيمة التي كسبها البرهان هي نسمات الهواء العليل التي شمّها الرجل في الصين ودعاية اعلانية مجانية بان الصين قد طلبته في المؤتمر علما ان الصين وجهت الدعوة للرؤساء ورجال الاعمال يعني منتدي اقتصادي بحت وليس حوليّة شحتة وتكيّة تجعل البرهان ينظر اليها بانها ماكلة جديدة.
يعني الجولة لم تؤتي اوكلها للبرهان غير ان الصين قالت بانها سوف تساهم في بناء محطات طاقية شمسية مستقبلا في السودان وليس الان كما يحلم البلابصة وود الحلمان.
[email protected]
المصدر: صحيفة الراكوبة