من هي مارغريتا سيمونيان أكبر مسؤولة دعائية للكرملين؟
من هي مارغريتا سيمونيان أكبر مسؤولة دعائية للكرملين؟
- Author, كاترينا خينكولوفا
- Role, بي بي سي نيوز
مارغريتا سيمونيان، رئيسة تحرير قناة روسيا اليوم RT، من بين رؤساء وسائل الإعلام الروسية الذين فرضت عليهم الولايات المتحدة عقوبات بسبب عمليات تدخلهم المزعوم في الانتخابات الرئاسية لعام 2024.
ووُصفت سيمونيان البالغة من العمر 44 عاماً بأنها أبرز دعاة الكرملين وأيديولوجيته، وبأنها “بوتينية” أكثر من بوتين نفسه.
وأعلنت وزارات العدل والخارجية والخزانة الأمريكية يوم الأربعاء الموافق للرابع من أيلول/سبتمبر، عن إجراءات “للتصدي بقوة” للعمليات المذكورة.
وردت سيمونيان على ظهور اسمها في قائمة العقوبات عبر حسابها على منصة إكس، تويتر سابقاً، بالقول: “أوه، لقد استيقظوا”، في إشارة إلى الجانب الأمريكي.
وقالت معلقة على موظفي روسيا اليوم المذكورين في القائمة: “أحسنت يا فريق”.
ما هي التهمة الموجهة لروسيا اليوم؟
قال المتحدث باسم الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي، خلال توجيهه الاتهامات لروسيا اليوم، إن الشبكة الإعلامية “لم تعد مجرد ذراع دعائية للكرملين. بل إنها تُستخدم للترويج لأعمال النفوذ الروسي السرية”.
ورفضت روسيا اليوم الاتهامات في بيان لـ بي بي سي، بقولها إن هذا تكرار لما قيل في الانتخابات الأمريكية لعام 2016، عن التدخل الروسي على حساب فرص المرشحة الرئاسية آنذاك هيلاري كلينتون.
وأضافت القناة الحكومية في سخرية: “ثلاثة أمور مؤكدة في الحياة: الضرائب، والموت، وتدخل روسيا اليوم في الانتخابات الأمريكية”.
من هي سيمونيان وكيف وصلت إلى الشهرة؟
وُلدت مارغريتا سيمونيان في منطقة كراسنودار في روسيا لعائلة أرمنية، وساعدتها إنجازاتها الأكاديمية في الحصول على مكان في برنامج تبادل طلابي مرموق إلى الولايات المتحدة، حيث وصلت إلى ولاية نيو هامبشاير عام 1995.
وعادت لاحقاً إلى روسيا وأصبحت صحفية تلفزيونية.
وبدأ اسمها يبرز في عام 2004 عندما عملت على تغطية حصار مدرسة بيسلان من قبل مسلحين شيشانيين، والذي انتهى بعد ثلاثة أيام بتدخل دموي من الدولة أسفر عن مقتل المئات، من بينهم 186 طفلاً.
وقد أدى هذا الحدث إلى تقدم سريع في مسيرة سيمونيان المهنية. وبعد فترة وجيزة اختيرت في سن الخامسة والعشرين لإنشاء وإدارة شبكة “روسيا اليوم” الدولية، التي أعيد التسويق لها باسم RT.
كبيرة الأيديولوجيين
منذ ذلك الحين، وعلى مدار أكثر من عقدين، أصبحت سيمونيان ناقدة صريحة للغرب وداعمة قوية لبوتين، وأشرفت على شبكة إعلامية نمت من بداياتها لتصبح وفقاً للولايات المتحدة، “المنفذ الرئيسي للدعاية الدولية للكرملين”، وهو أمر تعده واشنطن أساساً لمحاولات مزعومة لتعطيل الانتخابات الرئاسية الأمريكية.
ومع مرور السنوات، أصبحت خطابات سيمونيان وقناة روسيا اليوم أكثر حدة.
تدهور العلاقات بين روسيا والغرب
وفي أواخر العقد الأول من القرن الحادي والعشرين وأوائل العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين، ومع تدهور علاقة روسيا بالغرب، بدأت الشبكة الإعلامية تواجه اتهامات بالدعاية المؤيدة للكرملين والتقارير المتحيزة.
وفي عام 2014، بعد أن ضمت روسيا شبه جزيرة القرم بشكل غير قانوني واحتلت أجزاء من شرق أوكرانيا، أصبح الخطاب عدائياً بشكل علني تجاه أوكرانيا والغرب.
كما بدأت روسيا اليوم بالإشارة إلى الحكومة المنتخبة ديمقراطياً في أوكرانيا بـ “نظام كييف”، واتهمت الدول الغربية بالتحريض على ثورة الكرامة المؤيدة للاتحاد الأوروبي في البلاد، ومحاولة تقويض روسيا أو حتى تدميرها.
لكن سيمونيان ليست فقط على رأس الدعاية الخارجية لروسيا، فهي تشارك أيضاً بشكل كبير في الرسائل الداخلية، وتظهر بانتظام في البرامج الحوارية السياسية التلفزيونية الروسية، وهي جزء لا يتجزأ من آلة الدعاية للدولة.
الحرب في أوكرانيا والخطاب المتشدد
ثم جاء الغزو الشامل لأوكرانيا في عام 2022.
وبعد سنوات من التهديدات، حظرت المملكة المتحدة قناة روسيا اليوم أخيراً. وفي روسيا، استقال العديد من كبار الصحفيين والمحررين، فيما بدا أنه نزوح جماعي بسبب الخلاف مع الحرب.
واتهمت سيمونيان زملاءها السابقين، وكل من يعارض الحرب، بأنهم “ليسوا روسيين حقاً”.
ولعبت دوراً محورياً في واحدة من أكبر قصص التجسس في حرب أوكرانيا، حيث نشرت تسجيلاً مسرباً لضباط القوات الجوية الألمانية وهم يناقشون الأسلحة بعيدة المدى التي يمكن إعطاؤها لأوكرانيا، وكيف يمكن استخدامها.
ودافعت عن الكرملين بأن المناطق الأوكرانية المحتلة من قبل روسيا يجب أن تعقد استفتاءات، “وتسمح للناس بالبقاء مع أولئك الذين يريدون البقاء معهم، إنه أمر عادل”.
ودعت إلى التعامل مع أعضاء المعارضة الروسية “بالشنق” واقترحت “إرسال القوات” إلى أوروبا.
الموقف من الغرب: “نحن لا نحبكم”
إن آراء مارغريتا سيمونيان تجاه الغرب يمكن تلخيصها في تعليقاتها عبر آخر مقابلة لها مع بي بي سي في مارس/آذار، عندما كان فلاديمير بوتين يستعد للفوز بولاية خامسة كرئيس في انتخابات لم تشهد أي منافسة تذكر.
وعندما سُئِلت عما إذا كان هناك منافس جاد، أجابت: “هل هناك حاجة إلى خصم جاد؟ لماذا؟ لأننا لسنا مثلكم، ونحن حقاً لا نحبكم كثيراً”.
المصدر: صحيفة الراكوبة