الموسم الدراسي ينطلق تدريجيا بالمغرب .. منح مالية للأُسر ودعمٌ للناشرين
من قلب مدرسة “المسيرة الخضراء” الابتدائية بتحناوت بالمديرية الإقليمية الحوز، أعطت وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، بإشراف من الوزير شكيب بنموسى، الأربعاء 04 شتنبر الجاري، شارة انطلاق الموسم الدراسي الجديد 2024/2025؛ فيما بدأ شُروع التلميذات والتلاميذ وأطفال التعليم الأولي في الالتحاق التدريجي بمؤسساتهم التعليمية، وفق التواريخ المقررة لكل سلك تعليمي ومستوى دراسي؛ وهو ما رصدته جريدة هسبريس الإلكترونية بثانويات إعدادية وتأهيلية بالعاصمة الرباط.
حسب بيان صحافي للوزارة الوصية على قطاع التربية الوطنية، صدر بعد زوال اليوم توصلت هسبريس بنسخته، فإن الموسم الدراسي 2024/2025 يعرف “التحاق أزيد من 8 ملايين و112 ألف تلميذة وتلميذ بالمؤسسات التعليمية”، مع التأكيد على “استمرار تقديم خدمات الدعم الاجتماعي ومواصلة العمل من أجل الحد من الهدر المدرسي”.
كما بسطت الوزارة، حسب الوثيقة، “تدابير متخذة من أجل توفير الكتب المدرسية واستقرار أثمنتها”، مشددة على “تعبئة شاملة من أجل تنزيل البرامج والأوراش الإصلاحية المتضمنة في خارطة الطريق 20222026”.
حوالي 7 ملايين تلميذ بالتعليم العمومي
وفق وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، فإن “الدراسة ستنطلق بشكل فعلي يوم الاثنين 9 شتنبر 2024 بكل الأسلاك والمستويات الدراسية بجميع المؤسسات التعليمية”، إذ سيلتحق أزيد من 8 ملايين و112 ألف تلميذة وتلميذ بمؤسساتهم التعليمية؛ فيما “سَيَسهر على تربية وتعليمهم بالتعليم العمومي، أكثر من 288 ألف أستاذة وأستاذ، من بينهم 18 ألفاً من الأستاذات والأساتذة الجدد”.
في تفاصيل الأرقام الرسمية، من المنتظر أن يستقبل التعليم العمومي حوالي 6 ملايين و976 ألف تلميذة وتلميذ، موزعين على ما يقارب 3 ملايين و716 تلميذة وتلميذ بالتعليم الابتدائي، بانخفاض في عدد المتمدرسين بهذا السلك بنسبة ناقص 1.3 في المائة، وحوالي مليونين و25 ألف تلميذة وتلميذ بالثانوي الإعدادي بنسبة زيادة تصل إلى زائد 5.5 في المائة، فيما يُحصي سلك “الثانوي التأهيلي” نحو مليون و235 ألف تلميذة وتلميذ بنسبة زيادة تصل إلى زائد 12.7 في المائة”.
وقدّرت “وزارة بنموسى” أن يصل عدد “المسجلين الجدد بالتعليم العمومي” أكثر من مليون و813 ألف تلميذة وتلميذ، مؤكدة أن “السنة الأولى ابتدائي بالتعليم العمومي تعرف التحاق حوالي 585 ألف تلميذة وتلميذ، مقابل 625 ألف تلميذة وتلميذ بالسنة الأولى من الثانوي الإعدادي. أما المسجلون الجدد الجذوع المشتركة فهم حواليْ 453 ألف تلميذة وتلميذ”.
وخلال هذه السنة مرت الوزارة، حسب معطياتها، إلى “تفعيل استراتيجيتها الرامية إلى تعميم وتطوير التعليم الأولي، خاصة بالوسط القروي، باعتباره مدخلا أساسيا لتجويد المنظومة التربوية؛ فقد التحق بالتعليم الأولي حوالي 984 ألف طفلة وطفل، منهم 642 ألف بالتعليم الأولي العمومي”.
“تقليص الاكتظاظ”
قالت الوزارة إنه “من أجل توفير مقعد دراسي لكل تلميذة وتلميذ بالتعليم العمومي، والتقليص من الاكتظاظ بالفصول الدراسية ومن الأقسام متعددة المستويات، فقد تعزز العرض المدرسي بإحداث 189 مؤسسة جديدة” (وطنيا).
وتنقسم المؤسسات الجديدة إلى 68 في المائة منها بالوسط القروي، من بينها 10 مدارس جماعاتية؛ ليرتفع بذلك عدد المؤسسات التعليمية على المستوى الوطني إلى ما يناهز 12 ألفا و300 مؤسسة تعليمية، لافتة في معطى دال إلى أن “56 في المائة منها في الوسط القروي”.
كما أُحدثت 3 آلاف و492 حجرة دراسية في إطار توسيع المؤسسات التعليمية، حوالي 60 في المائة منها بالوسط القروي؛ بينما “تعززت الفضاءات الخاصة بالإيواء بإحداث 15 داخلية جديدة بالوسط القروي، وهو ما رفع عدد الداخليات على المستوى الوطني ليصل 1103 داخليات، 68 في المائة منها في القرى”.
الدعم الاجتماعي
لم تغبْ خدمات الدعم الاجتماعي عن مستجدات هذا الموسم، خاصة في شق “التشجيع على التمدرس والرفع من مستوى التحصيل الدراسي والحد من الهدر المدرسي”.
وفي هذا الإطار، أفادت الوزارة بأن “الموسم الدراسي الحالي سيتميّز بتفعيل الصيغة الجديدة لتنزيل المبادرة الملكية ”مليون محفظة“، في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، التي من المرتقب أن يستفيد منها أزيد من 3 ملايين و53 ألف تلميذ(ة)، حيث سيتم صرف مبالغ مالية إضافية للأسر المستفيدة من نظام الدعم الاجتماعي المباشر، تصل قيمتها إلى 200 درهم بالنسبة للسلك الابتدائي وسلك الثانوي الإعدادي، علما أنه تم توسيع مجال الاستفادة ليشمل سلك الثانوي التأهيلي، لتخويل الأسر المستفيدة منحة مالية بقيمة 300 درهم”.
بدورها، ارتفع مستفيدو خدمات الإيواء، ليبلغ عدد المستفيدين من “خدمات الداخليات المدرسية” ما يفوق 147 ألف مستفيد(ة) بزيادة 9,5 في المائة، كما سيستفيد من النقل المدرسي حوالي 639 ألف تلميذ(ة)، 58 في المائة منهم من الإناث.
“دعم مالي للناشرين”
أشار القطاع الحكومي الوصي على التربية إلى أنه “من أجل ضمان استقرار أثمنة الكتب المدرسية المقررة بمناسبة الدخول المدرسي الحالي، تشجيعا للتمدرس وحفاظا على القدرة الشرائية للأسر، فقد عملت الحكومة على تقديم دعم مالي للناشرين بنسبة 25 في المائة من السعر المخصص لبيع الكتب المدرسية الموجهة إلى المستويات التعليمية بالسلكيْن الابتدائي والثانوي الإعدادي”.
وفي ختام بلاغها، تقدمت وزارة التربية الوطنية بـ”الشكر والثناء إلى مختلف الفاعلين التربويين والإداريين ولكل الشركاء على مجهوداتهم المبذولة، وعلى كل الإجراءات والتدابير التي تم الاشتغال عليها، في وقت مبكر، لتوفير كل الشروط الضرورية لضمان انطلاق الموسم الدراسي في موعده المحدد”، داعية الجميع إلى “مواصلة التعبئة والانخراط في تنزيل الأوراش الإصلاحية والمشاريع والمبادرات المهيكلة التي ستتميز بها السنة الدراسية الحالية، والتي تسعى إلى تحقيق التحول الشامل في أداء المؤسسات التعليمية، وتعزيز التحكم في الكفايات الأساس وتنمية التفتح لدى التلميذات والتلاميذ والحد من الهدر المدرسي، وفق الأهداف الاستراتيجية لخارطة الطريق 20222026، “من أجل مدرسة عمومية ذات جودة للجميع”.
المصدر: هسبريس