انتقادات تطال الوضع المزري لدار الثقافة “الخمار الكنوني” بالقصر الكبير
لا حديث في مدينة القصر الكبير هذه الأيام إلا عن الحالة المزرية التي باتت عليها دار الثقافة التي تحمل اسم شاعر المدينة الكبير الخمار الكنوني، إذ تحولت في ظرف وجيز إلى مكان مهجور مليء بالقمامة والقاذورات يعكس إلى حد كبير وضع المدينة وحال الثقافة فيها.
الوضع “الكارثي” لهذه المنشأة الثقافية خلف حالة من الاستياء العارم في صفوف أبناء المدينة الذين عبروا عن رفضهم المطلق للإهمال الذي تعاني منه، وطالبوا بمحاسبة المسؤولين عن الوضع الذي آلت إليه.
وأكد نشطاء من أبناء القصر الكبير، في تدوينات على حساباتهم بمواقع التواصل الاجتماعي، ضرورة تدخل السلطات المعنية لتدارك الوضع وتصحيحه، في الوقت الذي ذهب آخرون إلى المطالبة بسحب اسم الشاعر محمد الخمار الكنوني من البناية، حتى لا تتم الإساءة إليه بصفته شاعرا كبيرا يرتبط ببناية مهجورة ومتهالكة.
في تعلقيه على الموضوع، قال رشيد الجلولي، فاعل مهتم بالشأن الثقافي بمدينة القصر الكبير، إن دار الثقافة التي تحمل اسم الراحل محمد الخمار الكنوني، وهو من رواد الشعر العربي الحديث، ساهمت بشكل كبير في النهوض بالشأن الثقافي لمدينة القصر الكبير.
وأضاف الجلولي، ضمن تصريح لهسبريس حول الموضوع، أن الوضع الذي صارت عليه دار الثقافة التي ساهمت في تنشيط المجال الثقافي بالمدينة، “فيه الكثير من الإجحاف، ويجعل المواطن القصري يشعر بالإحباط والرفض لهذا التعامل غير المقبول”.
ودعا الجلولي، باسمه وباسم مثقفي المدينة، المجلس الجماعي وباقي المسؤولين والسلطات المعنية إلى “الاهتمام بدار الثقافة محمد الخمار الكنوني، وإخراجها من النسيان وتجنيبها الوقوع في المصير الذي آلت إليه مجموعة من المنشآت والمؤسسات الأخرى التي تطلب إحداثها ميزانيات مهمة من المال العام وكان مآلها النسيان”.
جريدة هسبريس الإلكترونية تواصلت مع عدد من المسؤولين عن الشأن الثقافي بإقليم العرائش للاستفسار حول الإهمال الذي يطال دار الثقافة محمد الخمار الكنوني، إلا أنهم نفوا وجود أي صلة لهم بالمنشأة الثقافية، وأكدوا أنها تابعة لجماعة القصر الكبير.
تبعا لذلك، اتصلت هسبريس برئيس المجلس البلدي لمدينة القصر الكبير، محمد السيمو، للاستفسار حول موضوع الإهمال والانتقادات التي يعبر عنها أبناء المدينة بسبب وضعية دار الثقافة، الذي أقر بأن الجماعة هي المسؤولة عنه، مؤكدا أن المنشأة الثقافية جرى بناؤها في عهد “المجلس السابق برئاسة سعيد خيرون، وسلمها لنا المقاول خلال سنة 2018”.
وأضاف السيمو: “لما بدأنا ننشط في دار الثقافة تكسرت الكراسي بشكل سريع وظهرت بعض الشقوق فأعلنا صفقة وأصلحناها”، وتابع: “ثم تفاجأنا بظهور تشققات في البناية وطلبنا من العمالة إيفاد لجنة لمعاينة الأضرار قبل أن يتم اتخاذ قرار إغلاقها باعتبارها بناية آيلة للسقوط”.
وزاد رئيس المجلس البلدي لمدينة القصر الكبير أن “دار الثقافة بناية آيلة للسقوط، وقد قمنا بدراسة مولتها وزارة الثقافة وخلصنا إلى حل من اثنين: إما هدمها وإعادة بنائها، أو إنجاز دعامات بقيمة 4 ملايين درهم مع احتمال حدوث مشاكل في المستقبل”، مبرزا أن التحريات أثبتت أن أصل المشكل يوجد في “الأساس الذي قامت عليه البناية، والذي يعود إلى عهد الاستعمار الإسباني”، وفق تعبيره.
المصدر: هسبريس