اخبار السودان

بعد تعثر مفاوضات جنيف.. هل تلجأ الإدارة الأمريكية لسيناريو الضغوطات مرة أخرى؟

 

تقرير: النعيم عبدالغني

بعد غياب وفد الجيش عن مفاوضات جنيف، بينما كان وفد الدعم السريع حاضرًا، لم يكن من الممكن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار. ومع ذلك، أسفرت الاتصالات الهاتفية مع قيادة الجيش عن التوصل إلى اتفاق بشأن معبري أدري والدبة
ومن ثم  إتهام الحكومة السودانية، للولايات المتحدة بالتحيز لصالح قوات الدعم السريع.

وأوضح جبريل إبراهيم، رئيس حركة العدل والمساواة ووزير المالية في حكومة البرهان، قائلاً: “لن نقبل بوساطة تُفرض علينا بالقوة، ولن نكون جزءًا من مفاوضات تهدف إلى الحفاظ على مكان للمليشيا في الساحة السياسية”، في إشارة إلى قوات الدعم السريع.
مراقبون سياسيون يروا أن تعثر مفاوضات جنيف قد ينتج عنه ممارسة الضغوط على الحكومة السودانية  من قبل الإدارة الأمريكية  خصوصا بعد الزيارات المتكررة بين السودان وروسيا الأمر الذي سبب بعض القلق للحكومة الأمريكية التي تحرص علي إبعاد التواجد الروسي من أفريقيا على وجه العموم و السودان خاصة  إضافة إلى تفويت أي فرصة لروسيا حتي لا تكون جزء من الشأن السوداني لذا فإن ممارسة الضغوط من قبل الولايات ستكون مستمرة.

في حديثه مع راديو دبنقا، أشار المختص في الشأن السوداني كاميرون هدسون إلى أن واشنطن تسعى إلى اعتماد استراتيجية تهدف إلى خلق زخم وتحقيق تقدم في عدة مجالات خلال المفاوضات. سواء كان ذلك يتعلق بالتوصل إلى هدنة، أو تسهيل وصول المساعدات، أو مناقشة المستقبل السياسي. كما أضاف أن هذا الزخم يُستخدم كوسيلة ضغط على البرهان، قائد الجيش النظامي، بمعنى أنه إذا لم يشارك في المفاوضات، فسيفوته الأمر، مما سيحرمه من القدرة على المشاركة في .اتخاذ قرارات تتعلق بمستقبله ومصالحه.
في حواره له مع الجزيرة نت قال رئيس وفد الحكومة المفاوض محمد بشير أبو نمو
إن إعلان جدة جاء بعد مجهود كبير بذله الوسطاء لحمل الأطراف على الوصول إليه وتوقيعه بقناعة الطرفين وبشهادة الوسطاء، الآن الأميركيون يلمّحون إلى فرض عقوبات على الحكومة السودانية فقط لعدم حضورها اجتماع جنيف الذي لم يتشاوروا معها بشأنه.. أليس من باب أولى فرض عقوبات على طرف رفض تنفيذ ما وقع عليه بقناعته وبوجود الوسطاء أنفسهم؟ ازدواجية المعايير وعدم الشفافية وفرض الإرادة من غير تفويض هي ما يفقد الوسيط حياديته، وواشنطن للأسف سائرة في هذا الطريق.
الكاتب الصحفي والمحلل السياسي  احمد يوسف التاي  في تقرير له علي موقع صوت السودان الإلكتروني يقول بعد فشل الخطة (أ) و(ب) من المتوقع أن تسير واشنطن في تعاملها مع السودان في خطين : إما المهادنة والسياسة والحيلة وتلطيف الأجواء مع السودان وترغيبه عوضا عن الترهيب لقطع الطريق أمام التقارب مع الدب الروسي والمعسكر الشرقي عموما، وإطلاق رسائل تعكس “تجاهلها” أو “تخليها” عن الدعم السريع لمزيد من الترغيب والإجراءات والتخدير… ووفقا لهذا السيناريو ربما تشهد الأيام المقبلة الحديث عن حوار سوداني أمريكي وتعاون عسكري وحديث مستقبلي ووعود عن الاستثمارات والهبات والمنح كل ذلك في إطار الخطة البديلة لاحتواء السودان وتعطيل مساره نحو الشرق…. وأما الخط الثاني، ربما تلجأ أمريكا إلى ممارسة الضغوط والتضييق والعقوبات والحظر ،والاستمرار في مساندة الدعم السريع عبر دول عربية وأفريقية ودعمه بالسلاح تحت لافتة المساعدات الإنسانية التي تسعى أمريكا للإشراف عليها. غير أن هذا الاتجاه تكتنفه كثير من الصعوبات التي يبدو معها أشبه بمغامرة خطيرة في ظل توجه السودان نحو الشرق، بخلاف المهادنة والسياسة والعمل الدبلوماسي.. قال المحلل السياسي عادل عوض الكريم: منذ بداية النزاع في السودان، اتبعت الولايات المتحدة الأمريكية سياسة تهدف إلى إطالة أمد الحرب دون أي تدخل، وذلك حتى تتعب الأطراف المتنازعة. وفي الوقت نفسه، كانت تسعى لكشف الشبكة المالية الخارجية لكل من طرفي الاقتتال. ويري المحلل السياسي
.
الآن، بدأت الإدارة الأمريكية بالتدخل، مما يعني أن الأطراف المتنازعة قد استنفدت مواردها الاقتصادية، وهذا قد يجبرها على التوصل إلى اتفاق لوقف القتال. وبالتالي، نحن في مرحلة المساومة حول مطالب كل طرف لإنهاء الحرب.
.
ويضيف . يمكننا أن نستنتج أن الإدارة الأمريكية ستعمل على إدخال المساعدات الغذائية للمواطنين، حتى لا يصبح الغذاء وسيلة للابتزاز لدفع المزيد من الأفراد إلي المعركة. وعند التوصل إلى اتفاق سلام، من المحتمل أن تدخل قوات أمريكية تحت مظلة الأمم المتحدة كقوات لحفظ السلم
وأكد  عوض الكريم: أنه لن تكون هناك عقوبات على الحكومة السودانية، لأن ضرب الميت يعتبر حراماً (بمعني ان الحكومة السودانية استنفذت أغراضها في شأن العقوبات منذ أمد بعيد ) . لكن سيكون هناك ضغوط لتنفيذ اتفاق جدة. ومن المثير للاهتمام أن الطرف الذي لا يرغب في تنفيذ اتفاق جدة هو الحكومة السودانية.

المصدر: صحيفة الراكوبة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *