من هم النازيون الجدد الذين يهددون المساجد والمسلمين في ولاية مينيسوتا الأمريكية؟ تعرف عليهم وطن
وطن تشهد ولاية مينيسوتا تصاعدًا في المخاوف من تزايد نشاط النازيين الجدد واستهدافهم للمساجد والمسلمين، مما يثير القلق لدى المجتمع المحلي. وفي هذا السياق، أدان مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية (CAIRMinnesota) أعمال التخريب التي قام بها النازيون الجدد على جسر ومسار للمشاة في مدينة كلوكيت (Cloquet).
وفقًا لما أعلنته شرطة المدينة، يتم التحقيق في رموز النازيين الجدد وغيرها من الشعارات العنصرية التي تم رسمها على الجسر القريب من متنزه سبافورد، وعلى مسار المشي شمال نهر سانت لويس. تشمل هذه الرموز اسم منظمة عنصرية بيضاء، مما يزيد من حدة المخاوف.
وفي تعليق على هذا الحدث، أكد جيلاني حسين، المدير التنفيذي لمنظمة CAIR في ولاية مينيسوتا، أن هذه الأعمال التخريبية مرفوضة تمامًا، داعيًا جميع سكان الولاية إلى التكاتف ورفض الإيديولوجيات المتطرفة. وأكد حسين أن المجتمع الإسلامي يقف متضامنًا مع كل من يتحدون معاداة السامية، والعنصرية، وكراهية الأجانب، وكراهية الإسلام، والتفوق الأبيض، وجميع أشكال التعصب الأخرى.
تصاعد الهجمات على المساجد
في الوقت نفسه، تزايدت الهجمات على المساجد والمسلمين في مينيسوتا، مما أثار القلق من انتشار مشاعر “الإسلاموفوبيا”. ووفقًا لتقرير نشرته صحيفة “مينيسوتا ستار تريبيون”، طلب زعماء الجالية المسلمة من المجتمع المحلي تقديم أي معلومات حول الحريق الذي دمر مرآب مسجد الرحمة في 2647 بلومنجتون أفينيو ساوث. هذا الحادث هو واحد من العديد من الهجمات التي استهدفت المساجد في مينيسوتا منذ أواخر العام الماضي.
كما أشار جيلاني حسين إلى حادثة أخرى تمثلت في تلقي مسجد دار القلم في شمال شرق مينيابوليس أكثر من اثنتي عشرة مكالمة تهديدية خلال عطلة نهاية الأسبوع، من بينها رسالة نصية تحتوي على مقطع فيديو لإطلاق النار الجماعي الذي وقع في نيوزيلندا عام 2019. هذه الحوادث تعد جزءًا من موجة متزايدة من الأعمال العدائية ضد المجتمع المسلم في الأشهر الأخيرة.
وأشار حسين إلى أنه تم تسجيل حوالي 8 حوادث عنف وترهيب ضد المسلمين في مينيسوتا خلال الأشهر الاثني عشر الماضية، وهو رقم قياسي لا مثيل له في الولايات الأخرى. وأعرب عن خيبة أمله من قلة التفاعل والدعم الذي تلقاه المجتمع المسلم من السكان المحليين بعد هذه الحوادث.
ضرورة الدعم والتعاطف
وأوضح حسين أن المجتمع المسلم كان يتوقع المزيد من الدعم والتعاطف من سكان مينيسوتا بعد هذه الهجمات، مشيرًا إلى أن ردود الفعل كانت ضعيفة جدًا. وشدد على أهمية تقديم الدعم المعنوي والتعاطف في مثل هذه المواقف، مشيرًا إلى أن هذا الأمر يعكس مدى اهتمام المجتمع الأكبر بمشاكل وأوجاع الجالية المسلمة.
وفي مقال نُشر في صحيفة “مينيسوتا ستار تريبيون”، أشار الكاتب إلى أن المجتمع المسلم هو جزء من المجتمع الأكبر في مينيسوتا، ويجب أن تكون مخاوفه محل اهتمام الجميع. وأوضح أن أزمة مقتل جورج فلويد أظهرت قوة التضامن في مواجهة المأساة، لكنها كشفت أيضًا عن حاجة المجتمع إلى رؤية ضحايا واضحين قبل أن يشعر بالحاجة إلى التصديق على معاناة المجموعات المهمشة.
واختتم المقال بالتأكيد على أنه لا يجب علينا اختيار من ندعمهم بناءً على هويتهم، بل يجب أن نكون جميعًا متضامنين عندما تلوح الكراهية في الأفق. يجب أن يكون هناك دعم حقيقي وملموس للمجتمع المسلم في مينيسوتا، ويجب أن يكون هذا الدعم قويًا ومستدامًا في مواجهة التحديات التي يواجهها.
كيفية تقديم الدعم
وفي تعليق على طبيعة الدعم المطلوب في مثل هذه المواقف، أوضح جيلاني حسين أن أول خطوة هي الاستجابة الفورية للحوادث. يجب على المجتمع الحضور والتواجد بجانب المتضررين، ومعرفة ما يحتاجون إليه من دعم. يشمل ذلك تقديم الدعم المعنوي والمساعدة الملموسة من قِبَل الجيران، وقادة المجتمع، والمنظمات غير الربحية، ورجال الدين، والمسؤولين المنتخبين.
وأكد الكاتب أن “الكراهية هي حديقة تُزرع وتُروى قبل أن تزهر”، مشيرًا إلى أن كل أشكال الإسلاموفوبيا تغذي هذه الحديقة. واختتم بتأكيد الحاجة إلى معالجة هذا التحدي بشكل شامل لضمان تقديم الدعم الذي يستحقه المجتمع المسلم في هذه الأوقات الصعبة.