سلطات إسبانيا ترفض استخدام الثكنات العسكرية كملاجئ لإيواء مهاجرين مغاربة
تشهد مدينة سبتة المحتلة أزمة تدفق أعداد كبيرة من المهاجرين المغاربة القُصّر، الأمر الذي دفع السلطات الإسبانية إلى البحث عن حلول عاجلة لاستقبالهم وتوفير مأوى لهم. ومع ارتفاع هذه الأرقام، كانت هناك محاولات لاستخدام بعض الثكنات العسكرية المهجورة في المدينة كمراكز إيواء مؤقتة لهؤلاء القاصرين.
ووفقاً لتقرير نشرته صحيفة “El Faro de Ceuta”، فإن الحكومة الإسبانية تواجه ضغوطاً كبيرة للبحث عن حلول عاجلة لاستيعاب أعداد متزايدة من القاصرين المغاربة الذين وصلوا إلى سبتة المحتلة خلال شهر غشت الجاري، والذي شهد دخول أكثر من 300 قاصر إلى المدينة.
وحسب الصحيفة، رفضت وزارة الدفاع الإسبانية هذه الفكرة، مما دفع السلطات المحلية في سبتة المحتلة إلى البحث عن بدائل أخرى لاستيعاب هؤلاء القاصرين، مشيرة إلى رئيس المدينة، خوان فيفاس، أجرت محادثة هاتفية مع وزيرة الدفاع الإسبانية، مارغاريتا روبلز، لمناقشة هذا الموضوع، إلا أن الوزارة رفضت استخدام الثكنات لأسباب لم يتم الإفصاح عنها.
وأشار ذات المصدر، إلى أن عدد المهاجرين القُصر الوافدين إلى سبتة قد ارتفع بشكل ملحوظ خلال الأشهر الأخيرة، مما أدى إلى تجاوز طاقة استقبال المراكز الحالية، موضحا أن السلطات المحلية تبذل جهوداً مكثفة للعثور على أماكن مناسبة لإيواء المهاجرين القُصر، مع اقتراب فصل الشتاء وتدهور الأحوال الجوية.
وتأتي هذه التحركات في ظل ضغوط متزايدة على الحكومة الإسبانية من قبل منظمات المجتمع المدني وقوات حرس الحدود، التي تشكو من قلة الدعم والموارد في التعامل مع تدفق المهاجرين.
وفي هذا الصدد، أشارت تقارير صحفية إسبانية إل زيارة مرتقبة لوزير الداخلية الإسباني، فيرناندو غراندي مارلاسكا، إلى المغرب في المستقبل القريب، وذلك في ظل تصاعد الهجرة غير النظامية، ودعوات بعض الأصوات الإسبانية إلى مطالبة المغرب بالتعاون لوقف تدفق المهاجرين غير النظاميين.
جاء هذا بعد دعوة من جمعية (JUCIL) ذات الصلة بالحرس المدني الإسباني، التي حثت الوزير على التوجه فوراً إلى المغرب لمناقشة الوضع المتأزم الناجم عن تدفق المهاجرين إلى مدينة سبتة، والذي بات يؤثر على الأوضاع الأمنية والإنسانية في المنطقة.
وأبدت رابطة “JUCIL” قلقها من تأثير هذه الأزمة على قوات حرس الحدود، الذين يعملون تحت ضغط كبير وبموارد محدودة لحماية حدود إسبانيا، مشيرة إلى أن غياب الدعم من الحكومة الإسبانية ومن السلطات الدولية يزيد من تعقيد الوضع.
من جانبها، قالت المتحدثة باسم الرابطة، ميلا سيفيكو، إن “الوضع أصبح غير قابل للتحمل”، وأن “الحكومة الإسبانية يجب أن تتحمل مسؤولياتها وتطالب السلطات المغربية بالتعاون لوقف هذا التدفق”. مضيفة أن هذا الوضع ليس فقط خطيراً على المهاجرين الذين يخاطرون بحياتهم، ولكنه أيضاً يضع عبئاً كبيراً على قوات حرس الحدود.
في سياق متصل، أعربت الجمعية عن استيائها من عدم وجود دعم كافٍ من الإدارة الإسبانية ومن الاتحاد الأوروبي، مشيرة إلى أن هناك حاجة ماسة لإجراءات فعالة لحل الأزمة قبل تفاقمها. ودعت إلى تعاون أوثق بين إسبانيا والمغرب، وإلى تعزيز الحوار الدبلوماسي بين البلدين للحد من هذه الظاهرة التي تهدد الاستقرار الأمني في المنطقة.
من جانبه، لفت مرصد الشمال لحقوق الإنسان إلى أن محاولات الهجرة غير النظامية بالسواحل الغربية للمغرب ارتفعت بنسبة 300% خلال شهري مايو ويونيو 2024، مشيراً إلى نجاح ما بين 1200 و1300 مهاجر غير نظامي، جلهم من الشباب في الفئة العمرية بين 15 و24 سنة، في الوصول إلى سبتة المحتلة، وأغلبهم مغاربة.
المصدر: العمق المغربي