فيسبوك يتحايل على “أخلاقياته” بشكل انتقائي لتحقيق أهداف تجارية
كشف دراسة جديدة حول “شبكات التواصل الاجتماعي: من أخلاقيات المحتوى إلى التصميم الأخلاقي.. فيسبوك نموذجًا”، أن منصة فيسبوك تتحايل على أخلاقياتها بشكل انتقائي، بما يعكس توجهًا تجاريًا يفوق التزامها بالمعايير الأخلاقية المعلنة.
الدراسة المعدة من قبل أستاذ الإعلام والتواصل، هشام المكي، والتي نشرها معهد الجزيرة للدراسات، سلطت الضوء على التباين بين ما تدعيه منصة فيسبوك من تبني لمعايير أخلاقية وما يتم تطبيقه فعليًا، مشيرة إلى أن منصة فيسبوك لا تلتزم فعليًا بأخلاقياتها إلا عندما يكون ذلك في مصلحتها التجارية.
وبيَّنت الدراسة أن هناك 4 مستويات لمعالجة أخلاقيات استخدام مواقع التواصل الاجتماعي، تشمل أخلاقيات النشر الإعلامي، وأخلاقيات الاستخدام الشخصي للإعلاميين، وأخلاقيات استخدام عموم الناس، بجانب المعايير الأخلاقية التي تتبناها وتعلن عنها منصات التواصل الاجتماعي.
وتكشف الدراسة أن أخلاقيات فيسبوك ليست نتيجة لالتزام المستخدمين بتلك المعايير، وإنما هي نتيجة لرغبة المنصة ذاتها في تحقيقها عبر إعدادات تقنية تتماشى مع توجهاتها التجارية. إذ تعتبر الدراسة أن الأخلاقيات على فيسبوك أصبحت عملية تقنية تهدف إلى خدمة المصالح التجارية للشركة.
أحد أبرز الانتقادات التي وجهتها الدراسة لفيسبوك، هو أنها تفترض بشكل غير دقيق أن مستخدميها مؤهلين للاستخدام الواعي والصائب، لكن الحقيقة، وفقًا للدراسة، هي أن منصات التواصل الاجتماعي تم تصميمها بشكل غير أخلاقي يهدف إلى دعم الأهداف التجارية لمالكيها على حساب مصلحة المستخدمين.
وفي هذا الصدد، اقترحت الدراسة ما أسمته “التصميم الأخلاقي لشبكات التواصل الاجتماعي”، والذي يقوم على إعادة تصميم هذه المنصات بشكل يسهّل الاستخدامات الأخلاقية للمستخدمين.
ويشمل هذا التصميم الأخلاقي 6 مبادئ رئيسية تشمل إبراز الحوافز، وفهم المطابقات، وسلوك المسار الأقل مقاومة، وتقديم التغذية الراجعة، وتوقع الأخطاء، وتنظيم الخيارات المعقدة.
ووفقًا للدراسة، فإن هذه المبادئ يمكن أن تساعد فيسبوك في تعزيز الاستخدامات الإيجابية والأخلاقية، وتطبيقها يمكن أن يمتد إلى منصات أخرى مشابهة.
وتناولت أيضًا الإشكالات المرتبطة بتطبيق التصميم الأخلاقي. أحد هذه الإشكالات هو ما أسمته “أبوية التصميم الأخلاقي”، حيث يمكن أن يقيد هذا التصميم حرية الاختيار عند الأفراد ويفرض عليهم اتخاذ خيارات أخلاقية.
بالإضافة إلى ذلك، أشارت الدراسة إلى إشكالية أخلاقية التصميم الأخلاقي، والذي قد يفرض على الأفراد اختيارات محددة بمعناها التقليدي، وهو افتراض اعتبرته الدراسة غير دقيق، محذرة الدراسة من أن تطبيق التصميم الأخلاقي قد يكون صعبًا، نظرًا لأنه يهدد التوجه التجاري لمنصات التواصل الاجتماعي.
المصدر: العمق المغربي