التهميش وانسداد الأفق يقودان الشباب لليأس
أعرب حقوقيو الرابطة المغربية للمواطنة وحقوق الإنسان، عن قلقها مما أسمته “اليأس وانسداد الأفق للشباب المغاربة أمام السياسة الحكومية التي تكرس الفقر والتهميش والفوارق الاجتماعية وغياب برامج الإدماج والتأهيل والمواكبة للشباب من ابناء الأسر الفقيرة”.
وقالت الرابطة في بيان لها، توصلت جريدة “العمق” بنسخة منه، إنها “تابعت محاولة مئات الشباب المغاربة ومن جنسيات أخرى، الهجرة سباحة من الفنيدق إلى مدينة سبتة المحتلة، حيث تم ضبط أزيد من 700 مرشح للهجرة السرية، من بينهم عدد مهم من القاصرين”.
وأدانت الهيئة ذاتها تفعيل المتابعة القضائية في حق الراشدين من الشباب الذين حاولوا الهجرة “نظرا لظروفهم الصعبة وعدم تمكن الدولة المغربية من توفير ظروف حياة كريمة لهم”، رافضة كافة أشكال التنسيق الثنائي بين السلطات المغربية ونظيرتها الاسبانية من أجل الإرجاع الفوري لجميع المرشحين الذين تمكنوا من الوصول الى الثغر المحتل.
إقرأ أيضا: تحت سطوة الضباب و”مافيا التهجير”.. المغرب وإسبانيا في سباق جديد ضد “الحراكة”
واستنكرت المنظمة الحقوقية ما أسمته بـ”الصمت الحكومي” حول هذه التطورات الخطيرة برغبة آلاف الشباب المغاربة الهجرة من المغرب، و”تزايد اليأس وانسداد الأفق أمام الشباب المغاربة، وبالأخص من فئة الأسر الفقيرة مع تزايد انتشار المخدرات وغياب برامج حقيقية وواقعية خاصة بهم”، وفق تعبير البيان.
وتشهد السواحل الشمالية للمملكة، خلال الأيام الجارية، تصاعدًا لافتًا في محاولات الهجرة السرية عن طريق السباحة نحو مدينة سبتة المحتلة.
وطيلة الأيام القليلة الماضية، أوقفت السلطات المغربية المئات من المرشحين للهجرة السرية، أثناء محاولتهم التسلل إلى سبتة سباحةً، مستغلين الضباب الكثيف بالمنطقة، إذ تم اعتراض مجموعة منهم في البحر من طرف فرق البحرية الملكية والدرك البحري قرب سواحل الفنيدق، وآخرين وسط المدينة وضواحيها ضمن حملات تمشيطية ودوريات أمنية متحركة وثابتة.
إقرأ أيضا: مسؤولون إسبان: تحركات المغرب على الحدود مع سبتة أنقذت المنطقة من أزمة إنسانية
بالموازاة مع ذلك، تتواصل عمليات تنسيق بين السلطات المغربية والإسبانية لإعادة المهاجرين الذين يتمكنون من الوصول إلى سبتة، فيما يتم التحقيق في ملفات التحريض على الهجرة واستغلال القاصرين، بالإضافة إلى تعقب المتورطين في الاتجار بالبشر، وفق ما ذكرته مصادر مطلعة لجريدة “العمق”.
وشددت مصادر ، على أن جميع المتورطين في هذه الجرائم سيتم تقديمهم إلى القضاء، حيث تنتظرهم عقوبات رادعة بموجب القانون، في إطار الجهود الرامية لمكافحة ظاهرة الهجرة السرية وملاحقة الشبكات الإجرامية التي تستغل أوضاع المهاجرين لأغراض غير مشروعة.
ولقيت هذه الجهود والتحركات التي تقوم بها السلطات المغربية للتصدي لموجة الهجرة السرية سباحةً صوب سبتة، خلال الأيام الجارية، إشادة المسؤولين الإسبان بالمدينة المحتلة، معتبرين أنها جهود المغرب أنقذت المنطقة من أزمة إنسانية كبيرة.
المصدر: العمق المغربي