السودان بين الحرب والسيول.. كارثة تكشف فشل الحكومة؟
تقرير: رشا حسن
بينما تشتعل الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، يجد المواطن نفسه محاصرًا بين الموت والجوع، وسط صراع لا يرحم والسيول التي اجتاحت البلاد مؤخرًا. في شرق السودان، تتفاقم الكارثة الإنسانية مع انهيار سد أربعات الذي أودى بحياة عشرات المواطنين وتسبب في تدمير آلاف المنازل. في ظل هذه الأحداث المأساوية، يبرز سؤال ملح: هل يكشف ما يحدث فشل الحكومة في حماية مواطنيها وتلبية احتياجاتهم؟
انهيار أربعات
ويقول القيادي في تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية “تقدم”، شريف محمد عثمان، إن معاناة السودانيين والسودانيات تراكمت جراء السيول والأمطار الغزيرة التي ضربت عددًا من الولايات، مثل نهر النيل والشمالية، وأخيرًا ولاية البحر الأحمر، بعد انهيار سد خور أربعات الذي أدى إلى غرق عدد كبير من القرى وفقدان العديد من الأرواح.
وأوضح محمد في حديثه لـ”الراكوبة” أن عدد القتلى بلغ حتى هذه اللحظة ثلاثين شخصًا، بينما هناك مئات من المفقودين ومن تقطعت بهم السبل بين الجبال. وأضاف أن هذه الكارثة الإنسانية تتحمل مسؤوليتها جهات “لم يسمّها”، لافتًا إلى أن انهيار السد يؤكد على عدة حقائق، من بينها أن عمليات الصيانة للسد والمراقبة لمناسيب المياه لم تتم بالصورة المطلوبة.
وأشار إلى أن المعلومات الأولية تفيد بوجود جهات تعمل في التعدين في مناطق بالقرب من السد، وبالرغم من أن موجات هطول الأمطار أُعلن عنها من قبل عدد من الجهات المعنية بالتنبؤ بحالة الطقس ومستويات هطول الأمطار، إلا أن السلطات لم تقم بتحذير المواطنين أو رفع درجة الخطر ووضع الخطط اللازمة للتعامل مع أي طارئ. وأضاف أن التعامل بعد وقوع هذه الكارثة يوضح ضعف الاستجابة من السلطات في ولاية البحر الأحمر مع هذه الكارثة، مشيرًا إلى أن تراجع مناسيب المياه لا يعني انتهاء الكارثة.
ويرى محمد أن هناك مخاطر عديدة يجب التعامل معها، مما يستدعي تفعيل الطاقة في العمل الطوعي أثناء الكوارث، ودعا المنظمات العاملة في المجال الإنساني إلى تقديم المساعدات للمتضررين من انهيار السد في البحر الأحمر.
أزمة ومطالب
أما أستاذ العلوم السياسية بجامعة النيلين، مصعب محمد، فيرى أن انهيار سد أربعات هو إحدى الأزمات التي تحدث أثناء موسم الأمطار، مما يحتم على الدولة القيام بمعالجات ضرورية تجاه هذه الأزمة المفاجئة، وطالب بالتعامل معها وتلافي كل الأضرار الممكنة.
وقال مصعب في حديثه لـ”الراكوبة” إن السلطات تتحمل في هذه الفترة مسؤولية كبيرة، خصوصًا وأن البلاد تمر بفترة حرب تجعل كل الاهتمامات منصبة نحو المجهود الحربي، مما ينعكس على احتياجات المواطنين. ويعتقد أن الحكومة هذا العام فشلت في الاستعداد لموسم الخريف في كل الولايات، مما أدى إلى تدهور الوضع.
وشدد أستاذ العلوم السياسية بجامعة النيلين على ضرورة المطالبة بالمساعدة واستنفار كل القدرات الحكومية والشعبية لمجابهة كوارث السيول والفيضانات هذا العام.
وتشهد ولاية البحر الأحمر في شرق السودان كارثة حقيقية بعد انهيار جزء من سد أربعات، الذي يقع على بُعد حوالي 20 كيلومترًا من مدينة بورتسودان، نتيجة السيول والأمطار الغزيرة التي اجتاحت المنطقة خلال الأسابيع الماضية.
ويُعد سد خور أربعات أحد المصادر الرئيسية لتزويد مدينة بورتسودان الساحلية بالمياه، حيث تبلغ سعة بحيرته 25 مليون متر مكعب.
المصدر: صحيفة الراكوبة