تصريحات “الحوثي” تطاول على المغرب وسيادته
نددت “الأمانة العامة للمنظمة المغربية لحقوق الإنسان ومحاربة الفساد”، بالتصريحات التي وصفتها بالعدائية والتي أصدرها الأسبوع الماضي، زعيم “جماعة أنصار الله” في اليمن، عبدالمالك الحوثي، وصف فيها الموقف الرسمي المغربي من قضية فلسطين بـ”العميل والخائن والمتواطئ مع العدو الإسرائيلي”.
واعتبرت الأمانة العامة في بيان لها، تصريحات زعيم الجماعة المصنفة لدى العديد من الدول في خانة الجماعات الإرهابية “مناورات يائسة ومغرضة تستهدف المغرب وتتدخل في شؤونه الداخلية ومواقفه السيادية”.
وأعلنت الأمانة العامة للمنظمة المغربية لحقوق الإنسان ومحاربة الفساد عن إدانتها لهذه التصريحات العدائية، معتبرة إياها “تطاولا على الخيارات الاستراتيجية للمملكة المغربية، التي قامت بأدوار طلائعية في نصرة القضية الفلسطينية تحت قيادة الملك محمد السادس”.
وقال البيان إن “هذا التصعيد يأتي في إطار الهجوم الممنهج على مؤسسات المملكة المغربية الذي تتزعمه الدول التي تهدف إلى المس بالأمن والإسقرار الدولي والإقليمي”، داعيا “جميع القوى الحية للأمة إلى التصدي بكل حزم لمثل هذه الأبواق المستأجرة، والرد المناسب في إطار الدفاع عن الثوابت التي تستند عليها الأمة الأمة المغربية”.
وكان رئيس المركز الأطلسي للدراسات الإستراتيجية والتحليل الأمني، عبدالرحيم المنار اسليمي، قد أشار ضمن تصريح أدلى به لجريدة “العمق” في الموضوع ذاته، إلى أنه لفهم مارواء الخطاب الهجومي لعبد المالك الحوثي زعيم مليشيا الحوثيين يجب استحضار مجموعة من السياقات.
ويتمثل السياق الأول، بحسب ما أوضح اسليمي، ضمن تصريح لجريدة “العمق”، في دفع إيران لأذرعها المتمثلة في الحوثيين وحزب الله والحشد الشعبي إلى إنتاج خطاب هجومي على الدول العربية السنية التي لها تأثير في القضية الفلسطينية.
وسجل اسليمي، أن إيران ورطت حماس في هجمات السابع من أكتوبر، لكي تهيمن على القضية الفلسطينية وتجعلها خارج المنظومة العربية، مؤكدا أن الخطاب الهجومي لعبد المالك الحوثي ضد المغرب يندرج في هذا الإطار، خاصة أن المغرب يرأس لجنة القدس وله تأثير كبير في القضية الفلسطينية.
أما السياق الثاني، يضيف أستاذ العلوم السياسية بجامعة الرباط، فيتمثل في أن الخطاب الهجومي التحريضي لعبد المالك الحوثي ضد المغرب، يأتي في وقت يدعم فيه المغرب المفاوضات لوقف إطلاق النار، حيث كانت هناك إشارة مغربية واضحة أن هناك أطرافا متطرفة لاتريد أن تنتهي الحرب في غزة، وهذا ينطبق على إيران والحوثيين وحزب الله وجناح إيران الذي يسيطر على حماس بعد اغتيال هنية.
وقال اسليمي، وهو يتحدث عن السياق الثالث، إن الخطاب الهجومي التحريضي لعبد المالك الحوثي ضد المغرب يأتي في وقت تدفع فيه إيران الذراع الحوثي إلى التوسع خارج البحر الأحمر، موضحا أن الخطاب الهجومي يأتي بعد أسابيع من إعلان قيادات للمليشيات الحوثية، أنهم قادرون على الوصول للبحر الأبيض المتوسط، وإعلان رئيس الحرس الثوري الإيراني قبل أشهر، وأن إيران قادرة على إغلاق مضيق جبل طارق.
ويتمثل السياق الرابع، في الانزلاقات التي عرفتها بعض التظاهرات المتضامنة في المغرب مع قطاع غزة والتي رفعت شعارات مؤيدة لإيران، وأحيانا صور مقتدى الصدر بوعي أو بدون وعي، مشيرا إلى أن السياق الخامس هو تزامن الخطاب التحريضي للحوثي مع الخطاب الحربي الإنتخابي للرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، لما طلب فتح الحدود لنقل الجيش الجزائري نحو قطاع غزة.
وأوضح رئيس المركز الأطلسي للدراسات الإستراتيجية والتحليل الأمني، أن التداعيات الخطيرة التي تركها هذا الخطاب الحربي على الجزائر جعلت الحاجة ملحة لتشتيت الأنظار نحو خطاب أخر، وهو الدور الذي يلعبه هذا الترويج لخطاب عدائي تحريضي لعبد المالك الحوثي ضد المغرب.
وأضاف اسليمي، أن العلاقة بين الجزائر والحوثيين كبيرة باعتبارهما ينتميان معا لمحور إيران، وأورد: “يمكن الرجوع إلى تحليل مضمون الرسائل المتبادلة بين عبد المالك الحوثي وقادة الجزائر في مناسبات الأعياد الدينية واحتفالات الجزائر بفاتح نونبر”.
وخلص المحلل السياسي ذاته، إلى أنه بجمع كل هذه السياقات المتكاملة يجب استحضار متغير جديد، وهو انضمام البوليساريو الى اجتماعات أذرع إيران بحضور الحوثيين والدليل على ذلك الاجتماع الذي احتضنه الحشد الشعبي العراقي منذ شهرين بحضور البوليساريو والحوثيين والحرس الثوري الإيراني.
المصدر: العمق المغربي