“التناقضات الدولية”.. ورقة البرهان الجديدة لإجهاض جهود السلام
قال محللون سياسيون، إن قائد الجيش السوداني عبدالفتاح البرهان، يحاول اللعب بورقة “التناقضات الدولية” واستغلال مواجهات بين قوى دولية لإفشال جهود إنهاء الحرب في السودان.
وبيّنوا في تصريحات لـ”إرم نيوز”، أن البرهان يحاول التهرب من الضغط الدولي والأمريكي لإنهاء الحرب، من خلال التقارب مع روسيا، مرجحين أن يحول ذلك السودان إلى ساحة صراع دولي بين واشنطن وموسكو وأطراف دولية أخرى.
وقال البرهان، أخيرًا، إن “السودان لن يتردد في تطوير علاقته مع روسيا، وإن أي خطوة تقدم منهم تجاهنا فنحن نتقدم 10 خطوات إلى الأمام”، وذلك بعد الكشف عن اقتراب التوقيع على اتفاقيات ثنائية.
وتشمل الاتفاقية “المرتقبة”، تزويد الجيش بأسلحة مقابل منح موسكو قاعدة على البحر الأحمر للتزود بالوقود، فيما رأى متابعون أن القاعدة ستكون أكثر من ذلك في ظل وجود اتفاقية سابقة بين الرئيس السوداني السابق عمر البشير وموسكو، تشمل إنشاء قاعدة روسية على البحر الأحمر.
مختطف القرار
وقالت المحللة السياسية السودانية رشا عوض، إن البرهان يلعب على “التناقضات الدولية” لإفشال جهود إنهاء الحرب وإطالة أمدها في ظل ما جرى مؤخرًا في محادثات استضافتها مدينة جنيف السويسرية.
وأضافت أن ذلك وثق مدى عدم امتلاك الجيش أي إرادة سياسية في ظل اختطاف قراره من “الإخوان”، الذين يراهنون على المضي قدمًا في التصعيد العسكري على أمل أن يتغير ميزان القوى من صالح قوات الدعم السريع، إلى صالح الجيش، وبالتالي يستطيع “الإسلاميون” فرض أجندتهم على طاولة التفاوض.
وحذرت عوض في تصريحات لـ”إرم نيوز” من مخاطر بناء القاعدة الروسية على البحر الأحمر، وعلى رأس تلك المخاطر “تقسيم” السودان، وستجعل البرهان في قبضة الضغوط الدولية أكثر، لأن وجود روسيا سيجلب حضور أطراف أخرى للتدخل، في ظل وجود توتر أمني في البحر الأحمر من الأساس، لا سيما على أثر عمليات ميليشيا الحوثي.
وبيّنت أن حديث البرهان عن التقارب مع روسيا “سيؤدي فعليا إلى تحويل السودان ليكون ساحة للصراعات الدولية والإقليمية”، مؤكدة أن واشنطن لن تقبل الوجود الروسي أو الإيراني في المنطقة، مما سيأتي بقلاقل جديدة في البحر الأحمر.
وأوضحت عوض أن مثل هذه المخططات، لن تقود البرهان والإسلاميين إلى ما يحلمون به من إلحاق الهزيمة بـ”الدعم السريع” وسيطرة الجيش على السودان، بل سيذهب ذلك إلى تقسيم البلاد إلى مناطق نفوذ متصارعة أكثر.
ونوهت إلى أن تمسك الجيش على أن يكون التفاوض بين حكومة بورتسودان والدعم السريع، رغم أن إعلان جدة حدد أطراف التفاوض بالقوات المسلحة السودانية والدعم السريع، يهدف لأن تكون حكومة بورتسودان بمثابة البوابة التي يدخل منها “الإخوان” إلى المفاوضات، ويفرضون أجندتهم في ظل استخدامهم في الوقت الحالي، الحركات المسلحة المتحالفة حاليًا مع الجيش؛ للضغط في هذا الاتجاه.
قرارات على الورق
بدوره رأى الخبير في الشأن الروسي راجح ميسور، أن “التناقضات الدولية”، ستكون “ورقة ذهبية” بالنسبة للبرهان لممارسة لعبة جديدة مع الغرب، يستخدم ذلك في محادثات تتم عبر قنوات خلفية معهم، لا سيما الولايات المتحدة عبر الملف الأهم لموسكو وهو الحرب في أوكرانيا وآخر التطورات المتعلقة بالتقدم المحرز للقوات الأوكرانية في كورسك بدعم تسليحي غربي.
واستبعد ميسور في تصريحه لـ”إرم نيوز”، أن تتحرك موسكو في الوقت الحالي إلى المنطقة لبناء قاعدة عسكرية لما لها من تكلفة كبيرة في ظل الحرب الأهم بالنسبة لها في أوكرانيا؛ مما يجعلها مشتتة في المواجهة على عدة جبهات.
وبيّن ميسور أن أقصى ما يمكن أن يحدث في الوقت الحالي، هو الإعلان عن قرارات على الورق تأخذ صيغاً إعلامية ودعائية عن قاعدة عسكرية روسية في محيط بورتسودان. أما التنفيذ فهو غير قائم في الوقت الحالي.
وأوضح أن روسيا ستعمل على استغلال هذا الأمر ببناء هيكلي لمحطة لوجيستية أو التزود بالوقود، ولكن الاستخدام الفعلي غير مطروح في الوقت الراهن.
ولفت ميسور إلى أن هناك تسليحا روسيا للجيش السوداني، ولكنه ليس بالحجم القادر على إحداث نقلة نوعية في أرض المعركة، فموسكو لا تستطيع الاستغناء عن أسلحة نوعية متطورة، وهي تواجه تحولات من جانب القوات الأوكرانية، لا سيما في “كورسك”، لذلك فإن موسكو في حاجة لكل قطعة سلاح.
إرم نيوز
المصدر: صحيفة الراكوبة