الجماعة الإسلامية في أندونيسيا.. أهدافها وطموحاتها لإقامة الخلافة
25 أغسطس 2024آخر تحديث :
– الجماعة الإسلامية في أندونيسيا هي جماعة جهادية في جنوب شرق آسيا، تسعى إلى إقامة الخلافة الإسلامية في المنطقة من خلال الجهاد العنيف. وقد برزت في الإعلام العالمي لأول مرة بعد تنفيذ التفجيرات في بالي في عامي 2002 و2005، والتي أسفرت عن مقتل 202 ثم 20 شخصاً (أغلبهم من السائحين الأجانب) على التوالي.
ومن بين العمليات العنيفة الأخرى، بحسب “المركز العربي لدراسات التطرف”، تُعرف الجماعة الإسلامية بصلتها بتفجير مركز التجارة العالمي عام 1993 بالإضافة إلى مؤامرة “بوجينكا” الفاشلة عام 1995، وهي محاولة لتفجير 12 طائرة تجارية أمريكية في غضون يومين.
وللجماعة الإسلامية، وفق التعريف الذي أورده المركز، صلات بتنظيم القاعدة وجماعة أبو سياف، وهي منظمة إرهابية مقرها الفلبين. وقد تعهد المؤسس المشارك للجماعة الإسلامية وزعيمها السابق أبو بكر باعشير بالولاء لتنظيم داعش في تموز/يوليو 2014. ومع ذلك، تزعم بعض التقارير أن الجماعة لا تدعم داعش وما زالت مرتبطة بتنظيم القاعدة.
وفي تموز/ يوليو 2008، أنشأ باعشير جماعة جديدة تسمى أنصار التوحيد، والتي تورطت منذ ذلك الحين في العديد من الهجمات الإرهابية. وكان باعشير قد سعى إلى إحياء “الحركة الإسلامية” في إندونيسيا من خلال التوعية العامة والدعوة.
ومن أجل خدمة هذا الغرض، أسس جماعة أنصار التوحيد، بوصفها منظمة “مفتوحة وتعمل فوق الأرض”، على عكس “السرية” التي ميزت الجماعة الإسلامية. وتسبب تأسيس أنصار التوحيد في حدوث صدع داخل الجماعة الإسلامية، حيث اتبع بعض أعضائها باعشير فيما ظل آخرون ملتزمين بالجماعة الأصلية. واختلفت الجماعة الإسلامية وجماعة التوحيد حول الإستراتيجية والتكتيكات.
اقرأي أيضاً| قبيل الانتخابات النيابية : خلافات كبيرة تعصف بجماعة الإخوان في الأردن
وعينت الجماعة الإسلامية بارا ويجايانتو زعيماً لها في عام 2008، نظراً لخبرته في الجماعة ومعرفته العملياتية. وكان ويجايانتو متورطاً في أسوأ تفجيرات الجماعة الإسلامية التي يعود تاريخها إلى عام 2000 وفقاً للشرطة الإندونيسية.
وتشير تقارير عديدة إلى تجدد التهديد من جانب الجماعة الإسلامية. فيما تخشى السلطات الإندونيسية من عودة الجهاديين الإندونيسيين إلى ديارهم بعد التدريب مع المجموعات الجهادية في الشرق الأوسط. ويزعم المحلل سيدني جونز “أننا جميعاً نشعر بالقلق من أنه مع وجود ما يقرب من 200 مقاتل أو أفراد دعم في سوريا والعراق من إندونيسيا، يمكننا أن نرى دفعة حقيقية للحركة الإرهابية إذا عادوا”.
وقد صرح محلل الإرهاب توفيق أندري أن عودة المقاتلين الأجانب الإندونيسيين يمكن أن تؤدي أيضاً إلى تفاقم التوترات بين الأغلبية السنية في إندونيسيا والأقلية الشيعية.
كما تفيد التقارير أن الجماعة الإسلامية سعت إلى إعادة بناء جناحها العسكري منذ عام 2010. ومن المفترض أن الجماعة أبقت على نشاطها العسكري تحت الأرض تحسباً لمواجهة مستقبلية. ومع ذلك، نصحت الجماعة مجنديها بعدم القيام بأي عمل عنيف. ووفقاً لمعهد تحليل سياسات الصراع، فإن مثل هذه الديناميكية يمكن أن تؤدي إلى انشقاق داخل الجماعة الإسلامية وظهور منظمة أكثر عنفاً.