الشرطة الألمانية تنجح في اعتقال المتهم بتنفيذ حادث طعن بعد مطاردة ليوم كامل

الشرطة الألمانية تنجح في اعتقال المتهم بتنفيذ حادث طعن بعد مطاردة ليوم كامل

أعلنت الشرطة الألمانية، السبت، أنها تمكنت من اعتقال المتهم بتنفيذه هجوماً بالسكين، خلال مهرجان بشوارع مدينة سولينغن بولاية “شمال الراين ويستفاليا” غربي ألمانيا مساء الجمعة.

وقال وزير داخلية شمال الراينوستفاليا، هربرت رويل، على التلفزيون العام في وقت متأخر من مساء السبت: “لقد ألقينا القبض للتو على المتهم الحقيقي”.

وأضاف: “الرجل الذي كنا نبحث عنه طوال اليوم كان محتجزا منذ فترة قصيرة”، مؤكداً أن الشرطة عثرت على أدلة لإدانته.

يأتي الاعتقال بعد مطاردة المتهم ليوم كامل، في هجوم أعلن تنظيم ما يُعرف بالدولة الإسلامية مسؤوليته عنه، وأسفر عن مقتل ثلاثة وإصابة ثمانية آخرين.

ونشر التنظيم بياناً على وكالة أعماق التابعة له على تليغرام، جاء فيه أن الهجوم “استهدف تجمعاً للمسيحيين” في المدينة، وأن منفذه “كان جندياً في تنظيم الدولة الإسلامية”.

وأضاف البيان أن الهجوم جاء “انتقاماً للمسلمين في فلسطين وفي كل مكان”، في إشارة واضحة إلى حرب إسرائيل في قطاع غزة.

وكان مسؤولون ألمان قد قالوا في وقت سابق إنه “لا يمكن استبعاد الدافع الإرهابي” وراء الحادث.

وكانت الشرطة الألمانية قد أعلنت في وقت سابق اعتقال مراهق يبلغ من العمر 15 عاماً، في مداهمة لنزل لطالبي اللجوء على مقربة من موقع الحادث، تشتبه في أنه كان على علم مُسبق بالهجوم ولم يبلغ الشرطة.

وأكدت الشرطة مقتل ثلاثة؛ رجلين يبلغان من العمر 67 و56 عاماً، وامرأة تبلغ من العمر 56 عاماً، مضيفة أن ثمانية آخرين أصيبوا، أربعة منهم في حالة خطرة.

كما كشفت الشرطة أنها عثرت على “سكاكين متعددة”، وتبحث فيما إذا كان أحدها قد استخدم في الهجوم، وحثت السلطات الناس على عدم التكهن على وسائل التواصل الاجتماعي.

وقع الهجوم أثناء مهرجان في وسط المدينة مساء الجمعة؛ حيث قال موقع بيلد الإلكتروني إن رجلاً طعن المارة بشكل عشوائي.

وجرت عملية مطاردة ضخمة، حيث شوهدت مروحيات الشرطة تحوم فوق المدينة الصناعية التي كانت تحتفل بمرور 650 عاماً على تأسيسها.

وطلبت سلطات المدينة من السكان مغادرة منطقة سوق فرونهوف، حيث أقامت الشرطة أطواقاً أمنية، في أعقاب الهجوم الذي وقع حوالي الساعة 22:00 بالتوقيت المحلي (21:00 بتوقيت غرينتش).

ونشرت الشرطة لاحقاً 40 مركبة تكتيكية في إطار البحث عن المشتبه به في الطعن، وفقاً لموقع بيلد.

وتولى قيادة المركبات ضباط من قوة المهام الخاصة. وجرى إغلاق الطرق، وطُلب من السكان البقاء في منازلهم بينما يقوم رجال القوات الخاصة بالبحث.

وقال فيليب مولر، أحد منظمي المهرجان، إن طواقم الطوارئ كانت تقاتل لإنقاذ حياة تسعة أشخاص، وفقاً لصحيفة زولينغر تاغبلات.

وقال مولر: “الناس مصدومون، لكنهم غادروا الساحة بسلام”.

وقال شاهد العيان لارس بريتزكي للصحيفة إنه علم أن شيئاً ما كان ليس على ما يرام عندما رأى مغنياً على خشبة المسرح بتعبير غريب على وجهه.

وقال: “ثم سقط شخص على بعد متر واحد فقط مني”.

في وقت سابق، دعا المحققون السكان، على منصة إكس، إلى تزويدهم بأي معلومات تتيح المساعدة في اعتقال المشتبه به الفار، بما يشمل صور وأشرطة فيديو.

ويُعتقد أن المهاجم طعن ضحاياه عمداً في الرقبة، بحسب ما ذكرت وسائل إعلام ألمانية.

ونقل موقع شبيغل عن المتحدث باسم الشرطة ألكسندر كريستا قوله “نفترض حالياً أنه شخص واحد” بعد التحدث إلى عدد كبير من شهود العيان.

وفي بيان على فيسبوك، قال عمدة زولينغن تيم كورتزباخ: “الليلة، جميعنا في زولينغن في حالة صدمة ورعب وحزن شديد. أردنا جميعاً الاحتفال بذكرى مدينتنا معاً، والآن يتعين علينا الحداد على القتلى والجرحى”.

وأضاف: “ينفطر قلبي لوقوع هجوم في مدينتنا. تتساقط الدموع من عيني عندما أفكر في أولئك الذين فقدناهم. أصلي من أجل كل أولئك الذين ما زالوا يكافحون من أجل حياتهم.

“كما أعرب عن تعاطفي العميق مع كل من عايشوا هذه التجربة، فلا بد أن هذه الصور كانت مروعة”.

وفي حديثه إلى هيئة الإذاعة البريطانية في وقت لاحق من يوم الجمعة، قال نائب رئيس تحرير صحيفة سولينغر تاغبلات، بيورن بوخ، إن الاحتفالات “كان من المفترض أن تستمر لمدة ثلاثة أيام، وكانت المدينة تتوقع حضور 25 ألف شخص كل ليلة.

وأوضح أن المدينة كانت مكتظة بالناس”، وقدر أن “بضعة آلافٍ” كانوا في الاحتفال المجاني يوم الجمعة.

والآن، ألغيت الاحتفالات.

سولينغن مدينة في ولاية “شمال الراين ويستفاليا” وتشتهر بصناعة الصلب. يبلغ عدد سكانها نحو 160 ألف نسمة، وتقع على بعد نحو 15 ميلاً (25 كم) شرق دوسلدورف وشمال شرق كولونيا.