ماذا ينتظر أهل الشرق ؟
إبراهيم عمر
من الواضح أن جنيف لن تؤتي أكلها قريباً وأن ثمة مرحلة جديدة ندخلها في ظل الصراع في السودان.
بعد أن قررت الحركة الإسلامية إعلان حالة الحرب الشاملة وعدم الركون لصوت العقل من أجل إيقاف معاناة الشعب وهذا جلي من خلال ما يجرى على الارض…
أن استمرار الحرب هو. قرار اتخذته عناصر النظام وتفرضه على جمهور الشعب بعد أن هربوا أسرهم لخارج الحدود ، وتصطف معهم مجموعات انتهازية من أبناء دارفور والنيل الأزرق وجنوب كردفان الذين اغرتهم السلطة والمال رغم انهم بلا سند في حواضنهم الاجتماعية… ولكنهم ديكور للقول بأن الحكومة ذات طابع قومي ، أما الحديث عن أنهم يمثلون استحقاق ما جاء في إتفاق جوبا فهذا نفاق وكذب صريح ..
السؤال الذي جعلناه عنوانا لهذا المقال… ماذا ينتظر الشرق ؟؟؟ هو سؤال جوهري وملح عقب عام ونصف من الحرب ظل شرق السودان ملاذا امنا لكل النازحين من ١٣ولاية عصفت الحرب باستقرارها وأمنها ، استقبلهم الشرق وانسانه في كل مدنه وريفه وظل يتقاسم مع أبناء شعبه الزاد والمسكن وكل الخدمات العامة على قلتها ورداءتها دون من أو أذى وهو مؤمن بأن هذا واجب يمليه الضمير والشرف قبل كل شيء…
لم يتوقف الأمر هنا بل استقبلت مدينة بورتسودان حكومة الخرطوم وفتحت مؤسساتها لهم حتى استطاب لهم المقام رغم سوء الطقس وارتفاع درجة الحرارة في الصيف في مدينة تعاني ٣٠ عاما من ضعف خدمة الكهرباء ومياه الشرب ، ولكن أموال هيئة الموانئ البحرية لم تدخر الا لتأمين الحياة الكريمة لمنسوبي هذه المؤسسات القومية فلم يعد حديث الصيف وآثاره سوى “ونسه قهوة” بالنسبة لهم …
كل هذا الكرم وهذا التعامل وهذه القيم النبيلة والشرق وانسانه خارج المنظومة التى تحكم سواء في السيادي أو مجلس الوزراء الاتحادي ، بل يرزح تحت نار الانقسامات والمشاحنات القبلية بين قياداته ومكوناته الكبيرة ففتنة الحركة الإسلامية ما تزال تعتمل فيه بجهل تارة وانتهازية تارة أخرى ، وحينما يطالبون بالتمثيل يطالبونهم بالوحدة والاتفاق وهم نفسهم من يضربون وحدته…!!
هذا الواقع المعيب لا يمكن أن يستمر ابدا ، وأن سياسة الاستغباء والاستعلاء والتجاهل هي سياسة مجربة وقد اثبتت فشلها بفصل الجنوب وبقيام هذه الحرب التى يتبجح البعض في رغبته بأن تمتد لعشرات السنين !!
لذا على الشرق وأهله أن يحسموا امرهم لاسيما قياداته السياسية والأهلية التى تتصدر المشهد ، وعلى الفاعلين بإسم السلطة في الدولة أن يتعقلوا أكثر ، وإلا فإن غضبة الحليم قادمة ، وغضبة الحليم تحذر كما يقول المثل.
المصدر: صحيفة الراكوبة