نيران الحقد تلتهم السودان ..!!؟؟
في خضم صراع مرير يمزق أواصر الوحدة الوطنية ، تحولت سماء السودان إلى ساحة حرب لا ترحم ، بين طاولات المفاوضات الدبلوماسية وأتون المعارك الدائرة ، تتسع هوة الخلاف ، وتزداد معاناة الشعب السوداني يوماً بعد يوم ، ففي الوقت الذي يتوق فيه العالم إلى حل سلمي للأزمة السودانية ، تتجدد المواجهات المسلحة بوحشية ، وتتساقط القنابل على رؤوس الأبرياء ، لقد تحولت مدن السودان إلى ساحات حرب حيث تتعرض البنية التحتية للتدمير ، وتنقطع الخدمات الأساسية عن السكان ، ويهدد الموت كل من يحاول الفرار من جحيم الصراع ، وفي مشهد مأساوي ، استهدف الطيران الحربي التابع للجيش السوداني ، بشكل مكثف ، مدن الفاشر والضعين والطويشة والحصاحيصا ، مطلقاً عليها حممه المتفجرة ، وقد أسفر هذا القصف عن سقوط عشرات القتلى والجرحى من المدنيين ، بينهم أطفال ونساء ، كما تسبب في دمار هائل للمباني والمرافق العامة ، بما في ذلك المستشفيات والمدارس ، ولم يسلم من بطش الحرب المستشفيات التي تمثل ملاذًا للمرضى والجرحى ، فقد تعرض المستشفى التعليمي في مدينة الضعين للقصف ، مما أدى إلى مقتل عدد من الطاقم الطبي والمرضى ، وتدمير أجهزة طبية حيوية ، كما استهدف القصف مركز غسيل الكلى وعنبر النساء والولادة في نفس المستشفى ، مما زاد من معاناة المرضى وألقى بظلال من الخوف على مستقبل الرعاية الصحية في المنطقة ، وتؤكد هذه الأحداث المأساوية أن الأطراف المتحاربة لا زالت عازفة عن وقف إطلاق النار ، وتصر على مواصلة الحرب على حساب أرواح المدنيين ومستقبل السودان ، لقد تحولت المدن السودانية إلى سجون مفتوحة ، حيث يعيش السكان في خوف ورعب من المستقبل ، ويتساءلون عن متى تنتهي هذه المأساة ، إن ما يحدث في السودان هو جريمة ضد الإنسانية ، تستدعي تدخلاً عاجلاً من المجتمع الدولي لوقف نزيف الدماء ، وحماية المدنيين ، وإيجاد حل سياسي للأزمة ، فالسودان يستحق أن يعيش في سلام ورخاء ، وأن يتمكن شعبه من تحقيق طموحاته وآمالهم .. هنا تحضرني طرفة فليسمح لي القارئ الحصيف بأن اوجزها في هذه المساحة وبهذه العجالة وهي: في مشهد يعكس عمق الأزمة السودانية وتشابك خيوطها ، أُجلت زيارة الوفد الحكومي السوداني إلى القاهرة ، والتي كانت تهدف إلى إجراء مباحثات حاسمة بشأن تنفيذ اتفاق جدة ، كان هذا الاتفاق قد أُبرم على أمل وقف إطلاق النار وإنهاء الصراع الدامي الذي يمزق البلاد منذ أكثر من خمسة عشر شهراً ، إلا أن التطورات الأخيرة تشير إلى تعثر مسار السلام وتفاقم الأزمة ، وكانت الحكومة السودانية قد أعلنت في وقت سابق عن عزمها إرسال وفد إلى القاهرة ، بناءً على دعوة من الحكومة المصرية وبالتنسيق مع الولايات المتحدة الأمريكية ، وقد عُلقت آمال كبيرة على هذه المفاوضات ، حيث كان يُنظر إليها على أنها فرصة ذهبية لإيجاد حل سياسي للأزمة السودانية ، وإنهاء المعاناة التي يتجرعها الشعب السوداني ولكن ، ولأسباب لم تُعلن بشكل رسمي ، تم تأجيل هذه الزيارة ، مما أثار تساؤلات حول جدية الأطراف المتحاربة في السودان في تحقيق السلام ، ففي الوقت الذي يعاني فيه السودان من دمار هائل وخسائر فادحة في الأرواح والممتلكات ، تتواصل المواجهات المسلحة بين الجيش السوداني ومليشيا الدعم السريع المتمردة ، وتزداد معاناة المدنيين ، ويأتي هذا التأجيل في أعقاب رفض الجيش السوداني المشاركة في مفاوضات جنيف التي دعت إليها الولايات المتحدة الأمريكية ، هذا الرفض يؤكد على تعنت الأطراف المتحاربة وتشبثها بمواقفها ، مما يهدد بجر السودان إلى مزيد من العنف والدمار ، إن تأجيل مفاوضات القاهرة يعد ضربة جديدة لآمال الشعب السوداني في تحقيق السلام والاستقرار، فبعد سنوات من الصراعات والحروب ، يتوق السودانيون إلى حياة كريمة وآمنة ، بعيداً عن الدمار والخراب ، إن المجتمع الدولي مطالب بالضغط على الأطراف المتحاربة في السودان للجلوس إلى طاولة المفاوضات والتوصل إلى حل سلمي للأزمة ، فالسودان يستحق أن يعيش في سلام ورخاء ، وأن يتمكن شعبه من تحقيق طموحاته وآمالهم..
Sudan deserves to live in peace and prosperity, and for its people to be able to achieve their aspirations and hopes
وعلى قول جدتي: “دقي يا مزيكا !!”.
خروج: حول احتجاز اللاجئين السودانيين في تشاد .. ففي خضمّ الظلمات التي حلت بالسودان ، حيث تتناحر الأحقاد وتستعر نيران الحرب ، يجد اللاجئون السودانيون أنفسهم في مهبّ رياح الشقاء ، فبعد أن فروا من ويلات الحرب وجدوا أنفسهم يواجهون معاناة جديدة في مخيمات اللجوء ، في تشاد دارة اللجوء التي لجأ إليها آلاف السودانيين هرباً من نار الحرب ، تحولت إلى ساحة جديدة للمآسي ، ففي مخيمات شرق تشاد ، حيث يعيش الآلاف في ظروف إنسانية صعبة ، اندلعت شرارة الاحتجاج ، فلم يعد صمت المعاناة يحتمل ، أبوبكر الضيف وعبدالقادر يحيى ، هما اثنان من هؤلاء اللاجئين الذين رفعوا صوتهم مطالبين بحياة كريمة ، فكان جزاؤهما الاعتقال والترحيل إلى سجن بعيد ، لمجرد أنهما شاركا في وقفة سلمية ، طالبوا فيها بتحسين الأوضاع المعيشية والصحية ، وحلموا بيوم يعودون فيه إلى ديارهم سالمين ، وفي ظل هذا الظلم ، تتساءل القلوب: أين المنظمات الحقوقية الدولية من كل هذا؟ أين ضمير الإنسانية من معاناة هؤلاء اللاجئين الذين فروا من نار الحرب إلى نار الظلم؟ إن قصة أبوبكر وعبدالقادر هي قصة مأساوية تعكس حجم المعاناة التي يعيشها اللاجئون السودانيون ، وهي دعوة عاجلة للعمل من أجل إطلاق سراحهما، وتحسين أوضاع جميع اللاجئين في مخيمات تشاد، إن الحرب في السودان قد دمرت البلاد وشردت العباد ، ولكنها لم تستطع أن تكسر إرادة الشعب السوداني ، فصوتهم سيظل يرتفع عالياً، حتى ينعموا بالسلام والأمان والكرامة ، ختاماً ، ندعو الله تعالى أن يفرج عن هؤلاء اللاجئين ، وأن يلهم العالم أجمع بالعمل من أجل إنهاء هذه الحرب، وإعادة السلام إلى السودان..
#أوقفوا الحرب
ولن أزيد ،، والسلام ختام.
المصدر: صحيفة الراكوبة