اضبط شبهة سرقة مسارب الضي
خالد فضل
الكوزنة سلوك , لا يقتضي بالضرورة أن يكون الشخص منظما في حزب الكيزان , وهو سلوك غير سوي على كل حال ؛ في تقديري , ومن أبرز سماته , الانتهاية , والتناقض , والكذب , والتحايل , وتزييف الحقائق , ونشر الإشاعات , والفساد المادي والمعنوي بمختلف ضروبه ومن ملامح هذا السلوك الإدعاء , وخلق الأوهام أو تصديقها ونكران الحقائق , وتقديم المصالح الذاتية دوما وجعلها هي المقياس للموافقة أو الإعتراض على حدث ما , واباحة السرقة والسطو على ممتلكات الآخرين , المادية والأدبية.
أمامي الآن نموذج واضح , هو عنوان العمود الأشهر للأستاذ الحاج وراق , مسارب الضي ؛ والذي ابتدره في صحيفة (الحرية) بداية الألفية , وواصله في صحيفة الصحافة عند تأسيس الترويكا المعروفة إعلاميا بالشراكة الذكية التي ضمت صحف الصحافة والحرية والصحافي الدولي , وصدرت باسم (الصحافة) ورئيس تحريرها عادل الباز , ومن أعمدتها , الحاج وراق وخالد التجاني ومحمد محجوب هرون والمرحوم سعدالدين ابراهيم وآمال عباس ونورالدين مدني وحيدر المكاشفي … إلخ , ثم ظل الحاج وراق يكتب عموده بذات العنوان في صحيفة أجراس الحرية (2008 _ 2011م) , وفي الفترة الانتقالية القصيرة جدا قبيل انقلاب البرهان/حميدتي في 25 أكتوبر 2021م كان عمود مسارب الضي ينشر في صحيفة الديمقراطي .
بالصدفة قابلت زميل صحفي , وأخبرني أنه يعمل في موقع الكتروني سوداني اسمه الحاكم نيوز وددت تصفح الموقع لأرى ماذا يقول الحاكم , أهو نسخة الكترونية من صحف الحرب , هذا لا يهم الحرية لنا ولسوانا فيما يرون , إذ ما يزال (البوم) على كل حال يعد من أنواع الطيور وضمن تصنيفها البيولوجي , وهو طائر لا يعيش إلا في الخرائب , ولا ينشط إلا في الظلام , لذلك يطلقون عليه طائر الشؤم الذي يعجبه الخراب . ولكن ما استوقفني هو عنوان عمود (مسارب الضي) قلت في سري ربما لتنويع الآراء يتم جلب هذا العمود للحاج وراق ونشره في موقع الحاكم !!! لكن وجدت العمود بتوقيع الدكتور محمد أحمد خضر يعقوب تبيدي . ولا أدري إن كان لفظ الدكتور هو اسمه أم الدرجة العلمية أو الصفة المهنية , وآخر عمود اطلعت عليه منشور بتاريخ 19أغسطس2024م. خلاصته تمجيد شخص ما لدوره في (الاستنفار) وعندما بحثت في قوقل عن مسارب الضي الأصلي وجدت مقالا للحاج وراق في العام 2020م يحذر فيه من نذر انلاع الحرب الإثيوبية في إقليم التيقري , ويناشد رئيس الوزراء الإنتقالي د. عبدالله حمدوك بأخذ زمام المبادرة لمنع وقوع تلك الحرب , معددا ما يمكن أن يترتب عليها من نتائج ضارة بالسودان , بصفة د. حمدوك رئيس لدورة دول الإيقاد في تلك الفترة , ولم ينس وراق التنويه بأهمية دور الفريق البرهان رئيس المجلس السيادي وقائد الجيش بحكم الشق الفني المتعلق بجوانب الأمن الوطني , ولكن الحرب قد وقعت مع الأسف كما هو معلوم . المكتولة ما بتسمع الصايحة , المهم ما بين مسارب الضي الذي ظلت خيوطه تتواتر بين ثنايا كتابة الحاج وراق , وظلمات الدكتور تبيدي بون شاسع , ولا أدري إن كان الدكتور قد أعجبه العنوان ؛ وبسلوك كيزاني يجيز السرقة والإستحواز , أم أنّه جاهل ولم يكلف نفسه البحث في قوقل ليرى إن كان ما أعجبه في حوزة شخص آخر ؟ وفي الحالة الأخيرة لا عتب على الجهل , فيمكن إزالته بالمعرفة !وكلمتي هذه تنبيه لسعادة الدكتور تبيدي , بالإعتذار عن جهله إن كان جاهلا وتغيير عنوان عموده حتى لا يحدث تضليل للقراء مثلي أو أن يكشف عن أحقيته بهذا العنوان , ربما كان يكتب بهذا العنوان من قبل ظهور عمود الحاج وراق , وشخصي هو الجاهل ؛ يحتاج دوما إلى المعرفة ويفتش عنها حتى وسط ركام الترهات والخزعبلات التي تسمم الفضاء العام والله غالب .
[email protected]
المصدر: صحيفة الراكوبة