اعتراف الدومينيكان بالصحراء المغربية يربك البوليساريو ويعزز اختراق المغرب لأمريكا الجنوبية
تشهد قضية الصحراء المغربية تطورات جديدة أربكت حسابات جمهورية البوليساريو، وذلك بعد إعلان جمهورية الدومينيكان تأييدها المطلق لمغربية الصحراء، ودعها لمبادرة الحكم الذاتي المقترحة من قبل المملكة المغربية، خاصة بعد التعبير عن رغبها في فتح قنصلية لها بالأقاليم الجنوبية.
هذا التحول المفاجئ في موقف دولة كانت تعتبر من أبرز الداعمين للبوليساريو، أربك حسابات هذا الكيان الانفصالي، كما طرح معه العديد من التساؤلات مرتبطة أساسا بتأثير هذا الموقف على مسار القضية الصحراوية.
هذا، واعتادت البوليساريو على حشد الدعم الدولي، خصوصاً في أمريكا اللاتينية، معتمدة على خطابها القومي والتحرري، والدومينيكان، باعتبارها إحدى الدول اللاتينية التي كانت تتبنى هذا الخطاب، لطالما مثلت ركيزة أساسية في تحالفات البوليساريو، إلا أن هذا التحالف يبدو أنه قد اهتز بشكل كبير، مما يضع جمهورية البوليساريو الانفصالية في موقف دفاعي، ويقلص من قدرتها على المناورة على الساحة الدولية.
في هذا الإطار، أشاد محمد سالم عبد الفتاح، رئيس المرصد الصحراوي للإعلام وحقوق الإنسان، بالتحول الذي شهده موقف جمهورية الدومينيكان تجاه قضية الصحراء المغربية، معتبرًا إياه اختراقًا دبلوماسيًا كبيرًا في أحد أبرز معاقل الدعاية الانفصالية، خاصة في أمريكا اللاتينية ومنطقة الكاريبي.
وأكد عبد الفتاح في تصريح لـ “العمق” أن هذا التحول ينسجم مع النهج الدبلوماسي الفعال الذي تنتهجه المملكة، والذي يرتكز على تعزيز المصالح المشتركة مع الدول الشريكة ومحورية قضية الصحراء في العقيدة الدبلوماسية المغربية.
وأضاف أن هذا التوجه الدبلوماسي أتاح للمملكة تغيير مواقف بعض الدول التي كانت تدعم الانفصال على أساس أيديولوجيات متجاوزة تعود إلى فترة الحرب الباردة.
وأشار المحلل السياسي، إلى أن موقف الدومينيكان يتماشى مع المواقف الأخيرة التي اتخذتها دول كبرى، مثل الولايات المتحدة الأمريكية وإسبانيا، حيث يسهم ذلك في تعزيز الدعم الدولي للمبادرة المغربية للحكم الذاتي.
وحسب المتحدث فإن هذه المواقف تتناغم مع القرارات الأممية الأخيرة، التي باتت تعترف بواقع السيادة المغربية على الصحراء وتشيد بمبادرة الحكم الذاتي كحل نهائي للنزاع.
ويرى عبد الفتاح أن اعتراف جمهورية الدومينيكان سيسهم في تقويض ما تبقى من الدعاية الانفصالية في أمريكا اللاتينية، خاصة بعد تراجع دعم بعض العواصم التي كانت تدعم المشروع الانفصالي، وانهيار الأنظمة التي كانت تستغل شعارات اليسار والتحرر لأغراض سياسية، مشيرًا إلى أن النظام الفنزويلي يعد أبرز مثال على ذلك.
وأعرب عبد الفتاح عن أمله في أن يفتح موقف الدومينيكان الباب أمام دول أخرى في المنطقة لاتخاذ مواقف مشابهة، مما يعزز من إمكانية سحب الاعترافات بالكيان المزعوم المتبقية في أمريكا اللاتينية والكاريبي.
واختتم رئيس المرصد الصحراوي للإعلام وحقوق الإنسان، محمد سالم عبد الفتاح، تصريحه بالتأكيد على أن هذه المواقف المؤيدة للمبادرة المغربية تعزز من موقف المملكة داخل الأمم المتحدة، مما قد يمهد الطريق لحسم قضية الصحراء بشكل نهائي لصالح السيادة المغربية.
جدير بالذكر أن ممثل جبهة البوليساريو الانفصالية بجمهورية الدومينيكان، أصدرت بيان نددت فيه بالموقف الصادر عن الجمهورية معتبرا أن “حق الشعب الصحراوي في في تقرير مصيره غير قابل للتصرف”.
المصدر: العمق المغربي