تفادي الكارثة : كيف تهدد السياسات الأمريكية “والتي هي على غرار بريمر” استقرار السودان
إتحاد دارفور بالمملكة المتحدة
*استراتيجيات مضللة*: تعكس سياسات الولايات المتحدة فشل الماضي ، مما يهدد بتفاقم عدم الاستقرار في السودان من خلال فرض حلول خارجية غير فعالة.
*شراكات متواطئة* : يؤدي تورط الإمارات إلى تفاقم الأزمة من خلال دعم ميليشيا الدعم السريع المسؤولة عن جرائم الحرب المرتكبة ضد المدنيين والتسبب في المجاعة الضاربة في بعض أجزاء البلاد.
*صوت الشعب السوداني* : لا بد من إشراك كافية اطلاق المجتمع السوداني بشكل فعال في أي حل سياسي ، فصوته هو صوت الحقيقة والتغيير. سياسة الإقصاء لم تعد مجدية.
*محاسبة عاجلة* : يجب محاسبة مرتكبي جرائم الحرب والإبادة الجماعية في السودان ، ووضع حد لدورهم في تأجيج الحرب.
*عمل جماعي من أجل سلام مستدام*: يتطلب إنهاء الأزمة السودانية تضافر الجهود الدولية للضغط على الأطراف المتورطة في العنف ودعم المبادرات *الحقيقية* الساعية إلى السلام.
في الأشهر الأخيرة ، تدهورت الأوضاع في السودان بشكل كبير ، مما أثار القلق الدولي والحاجة إلى تدخل إنساني عاجل. يعبر اتحاد دارفور في المملكة المتحدة عن قلق عميق بشأن مسار التدخل الدولي الحالي ، مشيرًا بشكل خاص إلى دور الولايات المتحدة والإمارات العربية المتحدة في تفاقم الأزمة.
**واقع مرير على الأرض**
الصحفية ليلى مولنا ألين ، التي تعمل مع PBS ، عادت مؤخرًا من السودان ، وهو أحد أكثر الأماكن تحديًا للوصول إليها بسبب الوضع الامني المتدهور المستمرة . تكشف تقاريرها أن الواقع على الأرض أكثر سوءًا وتعقيدًا مما يُصوَّر في اللقاءات الدولية ، خاصة تلك التي تقودها الولايات المتحدة في جنيف . استطاعت ليلى تسليط الضوء على الظروف القاسية التي يواجهها الشعب السوداني وكيف ان الخرطوم اصبحت مناطق اشباح وان الدعم السريع يواصل في الانتهاكات في ظل عدم المساءلة الدولية بل يقوم المجتمع الدولي باعطاء منصاته لجنيف لتقنين عمل هذه المجموعة.
**مسار خطير للأجندات الدولية**
تم انتقاد المبعوث الخاص للولايات المتحدة إلى السودان ، توم بيرييلو ، لاقتراحه أجندة “على غرار بريمر”. يشير هذا إلى الاستراتيجية التي اتُبعت في العراق بعد الغزو ، والتي أدت إلى مزيد من عدم الاستقرار. مثل هذا النهج في السودان يخاطر بتعميق الأزمة من خلال فرض حلول خارجية دون فهم كافٍ للديناميكيات الداخلية واحتياجات الشعب السوداني.
**تورط الإمارات ودورها**
تطور مقلق بشكل خاص هو إدراج الإمارات كمراقب في محادثات جنيف. وفي نفس الوقت تقوم الإمارات بتسليح الدعم السريع ، حيث تعتبر هذه المجموعة المسؤول الاول عن العديد من الفظائع وجرائم الحرب وجرائم ضد الانسانية ضد المدنيين السودانيين . هذا التواطؤ لا يقوض جهود السلام فحسب ، بل ينتهك أيضًا الثقة وسلامة الشعب السوداني . يرى اتحاد دارفور أن مشاركة الإمارات تعد إهانة لأولئك الذين يعانون على الأرض ومكافأة على تواطئها في استمرار العنف.
**الحاجة إلى نهج شامل**
معالجة الأزمة في السودان تتطلب استراتيجية متعددة الأوجه :
1. **المساعدات الإنسانية**: يجب إعطاء الأولوية للمساعدات الإنسانية الفورية والجوهرية . يشمل ذلك الغذاء والإمدادات الطبية وتأمين ممرات آمنة للمدنيين المحاصرين في المناطق المتأثرة خصوصاً مدينة الفاشر المحاصرة ، غرب دارفور ، ومن المهم هو انه قد تم فتح ممر أدرى المهم لتمرير المساعدات ، مقارنة مع الطوق الذي يفرضه الدعم السريع على المدنيين في الفاشر والذي ادى بدوره الى مجاعة ، بسبب منع ناقلات الاغاثة التابعة للمنظمات الدولية من الدخول الى المدينة . ايضاً مناطق متعددة داخل ولاية الخرطوم ، ومناطق في جنوب كردفان والحصار المفروض على كادوقلي وضرورة استخدام مرونة من جميع المجموعات كي يتم تمرير المساعدات للمواطنين . يجب على المنظمات الدولية العمل مباشرة مع المنظمات المحلية لضمان وصول المساعدات إلى المحتاجين .
2. **الحوار الشامل** : يجب أن تتضمن محادثات السلام المجتمع المدني السوداني ، ليس الجيش والدعم السريع ، الحكومة السودانية بما اطرافها وايضاً القادة المجتمعيون ومجموعات النساء ومنظمات حقوق الإنسان . استبعاد هذه الأصوات يكرس الأجندات الخارجية التي تفشل في معالجة الأسباب الجذرية للصراع.
3. **المساءلة والعدالة**: يجب بذل جهد متضافر لمحاسبة ميليشيا الدعم السريع وشركائهم الدوليين ، مثل الإمارات ، على أفعالهم. يشمل ذلك العقوبات والإجراءات القانونية الدولية وتدابير مستهدفة ضد المسؤولين عن جرائم الحرب.
4. **التعاون الدولي**: موقف دولي موحد ضروري للضغط على الجهات المتواطئة ودعم مبادرات بناء السلام الحقيقية. يشمل ذلك استخدام القنوات الدبلوماسية لعزل المجموعات والدول التي تساهم في العنف.
**الخاتمة**
النهج الحالي للولايات المتحدة، كما انتقده اتحاد دارفور ، يخاطر بمكافأة المسؤولين عن الفظائع بدلاً من محاسبتهم . لدعم الشعب السوداني حقًا ، يجب على الجهات الدولية إعادة التفكير في استراتيجياتها ، وإعطاء الأولوية للاحتياجات الإنسانية وضمان العدالة لضحايا الابادة الجماعية وحرائق الحرب. فقط من خلال الجهود الصادقة والشاملة يمكن استعادة السلام والاستقرار في السودان.
[email protected]
المصدر: صحيفة الراكوبة