فلاحون يستعجلون بناء محطة التحلية بفم زكيد.. والسلطات تنتظر الدراسات
رفع فلاحون من طاطا مطلب تسريع إنشاء محطة للتحلية بإحدى البحيرات بمنطقة فم زكيد التابعة لجماعة تيسينت، لمواجهة الإجهاد المائي وتوفير الماء الصالح للشرب والسقي وضمان عدم ضياع كميات كبيرة من المياه المالحة.
ويعتبر الفلاحون أن وصول هذه المياه، التي يعتقدون أن مصدرها المحيط الأطلسي، “معجزة طبيعية” في هذه الفترة. وسبق أن رفعوا المطلب ذاته سنة 2022، في وقت تؤكد فيه مصالح وكالة الحوض المائي درعة واد نون أن “الدراسات التقنية بخصوص هذه المحطة في مراحلها الأخيرة”.
وقال سعيد كوبي، مسؤول بالوكالة سالفة الذكر، في تصريح لهسبريس، إن “الدراسات، التي تم بالفعل إطلاقها لإنجاز محطة للتحلية ببحيرة تابعة لجماعة تيسنيت، وصلت إلى مراحلها الأخيرة”.
وأضاف كوبي أن هذه البحيرة مصدرها شلالات متوسطة الحجم نابعة من باطن الجبال عبر أودية نهرية جوفية، حيث تشكّل مصدرين للمياه؛ واحد حلو وصالح للشرب والآخر مالح، مبينا أن “الماء المالح هو النسبة الكبيرة”.
وهذه النسبة الكبيرة، وفق المتحدث عينه، “تجعل البحيرة كاملة ذات مياه مالحة، رغم أن هنالك مصدرا مائيا صالحا للشرب”، لافتا إلى أن “هذا الأمر لم يمنع بعض الدواوير من جماعة تيسنيت من استغلال هذه المياه”.
وعلى إثر ذلك، أفاد كوبي بأن “وكالة الحوض المائي درعة واد نون قامت بدراسات بناء محطة تحلية بهذه البحيرة؛ من جهة بهدف توفير مياه صالحة للشرب، ومن جهة ثانية للسقي”، مشددا على أن “هذه الدراسات هي في مراحلها الأخيرة، حتى يتم البدء في بناء المحطة”.
واعتبر الحسن مساعف، العضو في الجمعية الفلاحية لفلاحي وفلاحات طاطا، أن “وجود هذه البحيرة ذات الماء المالح والقادمة من المحيط الأطلسي، تحديدا من اتجاه أكادير، يعدّ معجزة طبيعية”.
وأضاف مساعف، في تصريح لهسبريس، أن بناء محطة لتحلية الماء بهذه البحيرة “سيوفّر كميات كبيرة من المياه الصالحة للشرب، وأيضا للسقي، خاصة في ظل الظرفية الحالية حيث الجفاف أصبح قاسيا”.
وأورد العضو في الجمعية الفلاحية لفلاحي وفلاحات طاطا أن توفير مياه السقي من خلال هذه البحيرة وحده كاف لـ”تحقيق الاكتفاء الذاتي من زراعات معيشية بالنسبة للمنطقة بأكملها”، مشيرا إلى أن “توفير مياه الشرب من جهة هو أيضا ممكن بنسب جد كبيرة بالنسبة للساكنة”.
وتابع: “سبق أن تلقى فلاحو المنطقة وعودا من الجهات المسؤولة ببدء الدراسات حول هذا المشروع سنة 2022؛ وهو ما لم يظهر بعد هل انتهت أم لا”، لافتا إلى أن “طيلة هذا الوقت بدأت العديد من الدواوير في استغلال هذه المياه بداعي الجفاف؛ لكن دون الحصول على مردودية بسبب ملوحتها”.
ومن خلال تتبّع مسار مصدر البحيرة، أورد الفلاح ذاته أن “الماء المالح قادم من نواحي إغرم، مرورا إلى أكادير حيث المحيط الأطلسي”، مؤكدا أن “هذه المعجزة، بالإضافة لشساعة الأراضي الصالحة للزراعة المحيطة بها، قادرة على توفير الاكتفاء الذاتي من العديد من المواد”.
وتوفّر هذه البحيرة، الموجودة تحديدا بواحة تيسينت، مياها للسقي؛ لكنها لا تنتفع بالشكل المطلوب حيث درجة الملوحة كبيرة، تابع المتحدث، مبينا أن “تحليتها في صالح الواحة أولا، وثانيا لفلاحي المنطقة، وثالثا للساكنة التي ستجد ماء صالح للشرب بالقرب منها”.
وعودة إلى سعيد كوبي، المسؤول بوكالة الحوض المائي درعة واد نون، فإن “فلاحي طاطا والمنطقة بشكل أجمع مدعوّن إلى نسيان الزراعات المستنزفة، والتركيز على الزراعات المعيشية غير المكلّفة للماء”، مشددا على أن “المنطقة التي تعرف إجهادا مائيا تحتاج، إلى جانب توفير مشاريع تحلية الماء، مساعدة من الفلاحين على الخصوص”.
المصدر: هسبريس