نازحو قرى القطينة يواجهون أوضاعاً إنسانية كارثية
بحسب شهود عيان فإن قوات الدعم السريع تواصل تمددها على حساب المواطنين، وترتكب في حقهم أبشع الانتهاكات وأجبرت مواطني أكثر من 20 قرية على النزوح بعد أن قامت بترويعهم وسلب ممتلكاتهم.
القطينة: التغيير
يعيش نازحو قرى جنوب القطينة بولاية النيل الأبيض أوضاعاً إنسانية كارثية، بسبب الانتهاكات المتكررة التي ترتكبها قوات الدعم السريع ضد المواطنين من عمليات سلب ونهب، واجبار على الفرار من منازلهم بقوة السلاح”.
وبحسب شهود عيان فإن قوات الدعم السريع تواصل تمددها على حساب المواطنين، وترتكب في حقهم أبشع الانتهاكات وأجبرت مواطني أكثر من 20 قرية على النزوح بعد أن قامت بترويعهم وسلب ممتلكاتهم.
ومنذ أن سيطرت قوات الدعم السريع على مدينة القطينة 40 كليو جنوب الخرطوم، في أواخر ديسمبر تمددت القوات وسيطرت على عدد من المناطق، بهدف الوصول إلى جسر الدويم الذي يربط غرب البلاد وشرقها”.
وقال عضو في غرف طوارئ الهشابة البحر فضل حجب إسمه لدواعي أمنية، إن قرى الهشابة تعاني من أبسط مقومات الحياة بعد أن أجبرتهم قوات الدعم السريع على الخروج من منازلهم بقوة السلاح”.
وأوضح العضو، أن أغلب المواطنين موجودين في العراء وتحت الأشجار وعلى ضفاف النيل، ولا توجد لديهم خيام تحميهم من العقارب والثعابين من الأمطار التي تتساقط بغزارة هذه الأيام”.
وأكد أن بعض الأسر لم تتناول وجبة الطعام لأكثر من ثلاثة أيام ولا يعرفون من أين يحصلون على الغذاء، في ظل عدم وجود جهات خيرية تقوم بتوزيع الطعام لهم”.
ورسم عضو غرفة الطوارئ، صورة قاتمة لأوضاع النازحين بمحلية القطينة، وقال إن الأطفال وكبار السن يعانون من نقص الغذاء والدواء بعد أن خرجت جميع المشافي عن الخدمة”.
ومنذ سقوط مدينة القطينة خرجت عشرات المشافي في محلية القطينة عن الخدمة ونتج عنها وفيات نساء وأطفال وكبار سن بسبب انقطاع العلاج خاصة لأصحاب الأمراض المزمنة”.
إلى ذلك، يعاني سكان قرى جنوب القطينة من نقص كبير في الغذاء بسبب ارتفاع الأسعار وصعوبة الحصول عليه بعد نهب سوق الهشابة وخروجه عن الخدمة”.
وارتفعت أسعار السلع بشكل جنوني وباتت كثير من الأسر لا تستطيع شراء احتياجاتهم اليومية بعد أن فقدوا مصادر دخلهم وجميع ممتلكاتهم”.
ويقول التاجر إبراهيم يوسف لـ(التغيير) إن سعر جوال العيش ارتفع من(150 200)، وجوال السكر 50 كيلو من (200 240) والبصل من (110 150)، والزيت 36 رطل من (80 100).
وقالت غرفة طوارئ الهشابة حاج علي، إن القرية تمت استباحتها بشكل كامل من قبل الدعم السريع، حيث قامت القوات بالهجوم على القرية الجمعة الماضي ونهبها بالكامل بما في ذلك الأثاث المنزلي والمحاصيل الزراعية والمواد التموينية من البقالات مما أدى إلى نزوح الاهالي.
وحسب شهود عيان فإن الاقتحامات شملت قرى ود الزاكي، اللعوتة، اركز، المنجرة، زندية، المليح، الدبلاب، الهشابة حاج علي، الهشابة البحر (المحمدية)، جنوب مدينة القطينة حيث قامت عناصر الدعم السريع بضرب المواطنين وسلب الممتلكات ما أجبر السكان على مغادرة قراهم.
وقال مواطنون لـ(التغيير)، إن قوات الدعم السريع أمس السبت اعتدت بالضرب على الشاب (حريكة) الذي عاد لتفقد منزل أسرته وجيرانه، وتم القبض عليه بواسطة أفراد من القوات كانوا متواجدين داخل أحد المنازل وتناوبوا في ضربه حتى كاد أن يفقد حياته، وطلبوا منه بعد إطلاق سراحه إبلاغ المواطنين بأن لا يعودوا مرة أخرى لمنازلهم”.
حكومة الولاية
وظلت حكومة ولاية النيل الأبيض على أوضاع النازحين دون أن تكلف نفسها بإرسال وفد يقوم بحصر عدد النازحين توطئه لتقديم المساعدات لهم، وتتعل بأن حجم النازحين بولاية أكبر من إمكانياتها”.
فيما أكد عضو غرفة الطوارئ، مئات الأسر من النازحين لهم أكثر من شهر يقطنون في العراء ولم تتدخل حكومة الولاية والمنظمات المحلية لتقديم يد العون لهم”.
وطالب المنظمات المحلية والعالمية بضرورة تقديم يد العون للمواطنين في تلك القرى الذين اتخذوا من الأشجار أماكن لمسكنهم، حتى لا يتحول الوضع إلى كارثي بسبب انتشار الاسهالات وسط المواطنين خاصة وأنهم يشربون المياه من النيل مباشرة”.
وبحسب مفوض العون الإنساني بالنيل الأبيض فإن الولاية استقبلت أكثر من مليون نازح جراء الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في الخرطوم وولايات دارفور وكردفان.
وتشير (التغيير) إلى أن قوات الدعم السريع تنشط في قرى جنوب القطينة في محاولة للوصول إلى جسر الدويم على نهر النيل الأبيض لتضيق الخناق على ولاية مدينة المناقل والمحلية الوحيدة التي تبقت من ولاية الجزيرة، ومحاصر ولاية النيل الأبيض من جميع الاتجاهات بعد سيطرتها على منطقة جبل موية الاستراتيجية”.
ومنذ 15 أبريل 2023 يشهد السودان حرب بين الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان، و”قوات الدعم السريع” بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي) خلفت نحو 15 ألف قتيل وحوالي 8.5 ملايين نازح ولاجئ، كأكبر حالة نزوح يشهدها العالم وفق الأمم المتحدة.
المصدر: صحيفة التغيير