البرهان يكشف عن لقاء بين وفد سوداني «ورعاة إعلان جدة»
عبد الفتاح البرهان قائد الجيش السوداني، تمسك بالشروط المعلنة من أجل المشاركة في مباحثات جنيف.
التغيير: وكالات
كشف رئيس مجلس السيادة، قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان، عن موافقة الإدارة الأمريكية على أحد مطالبهم بعقد لقاء يجمعهما إلى جانب السعودية لمناقشة تنفيذ “إعلان جدة” الموقع بين الجيش وقوات الدعم السريع.
ووقع الجيش والدعم السريع اللذين يتقاتلان منذ منتصف ابريل 2023م في مايو من العام الماضي على “إعلان جدة” لحماية المدنيين والسماح بمرور المساعدات الإنسانية، برعاية الولايات المتحدة والسعودية، لكنهما لم يلتزما مما أدى لتعليق منبر جدة للمفاوضات.
تنفيذ إعلان جدة
وأوضح البرهان بحسب (الجزيرة.نت) أنه بعد ثلاثة اتصالات مع الجانب الأمريكي تمسكوا بعدم حضور مفاوضات جنيف إلا في حال تنفيذ “إعلان جدة”.
وذكر أن الإدارة الأمريكية وافقت عبر رسالة، السبت، على لقاء مع وفد يرأسه الجيش، وقال: “لكن سنبعث لهم وفداً من الحكومة للقائهم مع السعودية باعتبارهما رعاة (إعلان جدة) لمناقشة خطوات تنفيذ الإعلان بعدما سلمناهم رؤيتنا في هذا الشأن في وقت سابق”.
وأضاف البرهان خلال لقائه وفداً إعلامياً سودانياً مصرياً بمكتبه في بورتسودان، السبت، أن موقف الحكومة من أي مفاوضات معلوم من خلال الرؤية التي تم تقديمها للوسطاء.
وأوضح أن “إعلان جدة” يلزم قوات الدعم السريع بالخروج من منازل المواطنين والأعيان المدنية في ولايات الخرطوم والجزيرة وسنار ودارفور و”لا تراجع عن ذلك وفي حال رفضوا سنستمر في قتالهم لإخراجهم بالقوة”، وفق تعبيره.
وأكد أن الحكومة لن تذهب إلى جنيف لمناقشة التوصل إلى اتفاق جديد، وإذا كانت واشنطن جادة في مساعي السلام بالسودان فلتلزم “المليشيا المتمردة” بتنفيذ قرار مجلس الأمن بإنهاء حصار الفاشر عاصمة إقليم شمال دارفور ووقف قصف المدنيين وقتلهم وتدمير المستشفيات.
ووصف أن دعوة جنيف بأنها “لم تكن محترمة” وكانت موجهة له شخصياً وليس بصفته القائد العام ولا رئيس مجلس السيادة ولذلك رفضوها.
وقال البرهان إن المشاورات بشأن تشكيل الحكومة مستمرة ويجري مناقشة تعديل الوثيقة الدستورية وتقليص عدد الوزارات ووضع وزراء “شركاء السلام” ومجلس السيادة.
انتهاكات الدعم السريع
وأضاف أن الانتهاكات التي ارتكبتها المليشيا (الدعم السريع) في حق الشعب السوداني “غير مسبوقة في كل الحروب بالعالم.
وتابع: “مليشيا الدعم السريع إلى زوال وعازمون على إنهاء التمرد سلماً أو حرباً”.
وأكد أن الشعب السوداني لن يقبل بأي دور عسكري أو سياسي “للمليشيا المتمردة”. وقال: “عندما استلمنا السلطة بعد الثورة، كان عدد قوات الدعم السريع 106 ألف وأضافت لها القيادة العسكرية في النظام السابق 30 ألف جندي من حرس الحدود و30 ألف جندي من الترتيبات الأمنية”.
ووصف البرهان الاتفاق الإطاري بأنه القشة التي قصمت ظهر السودان، وقال: “الحرب لا علاقة لها بكيزان واخوان والدعم السريع هو من أشعلها واستعد لها بالحشود العسكرية قبل شهرين”.
وكشف بحسب ما نقله حضور اللقاء عن رصدهم مكالمة في شهر مارس قبل الحرب بين قائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو “حميدتي” وضباط إماراتيين كانوا في السودان يقول لهم: “ليه ما جيتوا ودعتوني قبل السفر”، فردوا عليه: “سنأتي إليك بعد أسابيع في القصر الجمهوري لنهنئك بالرئاسة” حسب قوله.
وقال إنهم ضبطوا وثائق في مبنى “قيادة المليشيا” تكشف أن عبد الرحيم دقلو كان يشرف على تنظيم “قوات العطاوة” للترتيب للحرب، ووثائق أخرى عن خطتهم لاستمرار الدعم السريع قوة موازية للجيش ثم بديلاً “له لذا كانوا يطالبون بدمجه بعد عشرين عاماً”.
وأكد البرهان أنه أبلغ رئيس الإمارات خلال الاتصال الهاتفي بحجم دعمهم “للمليشيا المتمردة” عسكرياً ودبلوماسياً وإعلامياً وقال له إن قرار وقف الحرب في يده بإصدار أوامر مباشرة “لقيادة التمرد” بوقف قتل السودانيين وستنتهي الحرب، ووعد بمعالجة الأمر ولكن لم يحدث شئ حسب تعبيره.
المصدر: صحيفة التغيير