تحالف الفساد «البلبوسي»!! السودانية , اخبار السودان
أشرف عبدالعزيز
هاهي مفاوضات جنيف تدخل يومها الثاني في غياب وفد الجيش السوداني في وقت تدفع فيه قياداته بشروط أفضل مكان لتنفيذها طاولة التفاوض وليس (الضجة في الرادي والخطب الحماسية).
من الواضح أن قيادات الجيش لم تعد مضغوطة من الحركة الإسلامية وإنما من أذرعها التي باتت تضيق ذرعاً من أي تحركات أو خطوات جادة من شأنها وقف نزيف الحرب ورفع المعاناة عن كاهل الشعب السودان، الذي فتكت به المدافع جواً وأرضاً ، ونهش الجوع أفئدته، ومن نجا يرزح تحت وطأة البوس في المنافي ومعسكرات النزوح واللجوء داخل وخارج البلاد.
التصريحات الأخيرة التي أطلقها وزير المالية د.جبريل إبراهيم وكذلك (الهرج) الذي ساد نتيجة (التغريدة) التي أطلقها وزير المعادن أبونمو قبل عودته من جدة ، أكدت إلى مدى باتت هذه الحركات مرتبطة من حيث المصالح باستمرار الحرب وتبذل قصارى جهدها متحالفة مع الحركة الإسلامية لوضع العراقيل أمام أي خطوة من شأنها تحقيق السلام.
تتخوف هذه الحركات ومن لف لفها في بورتسودان من كشف الحساب والمحاسبة ، فالفساد دائماً ما يجد مناخ في الحروب فرصة ملائمة للنمو، ووجد ضآلته عند قيادة الحركات التي تسيطر على كل خزائن السودان ، والأمر لا يحتاج لسبر أغوار لإكتشاف ولوغ هذه الحركات في الفساد جنباً إلى جنب مع الحركة الإسلامية (جناح الوطني) المحلول.
ربما لا يدرك الشعب السوداني حجم الفساد الذي حدث في هذه الحرب ، وتشير الاحصائيات الأولية إلى أنه يفوق الفساد الذي حدث في عهد الإنقاذ، وشواهد العدل على ذلك كثيرة ولعل التسريبات التي كشف عن الناشط مجاهد بشرى تؤكد فيما لا يدع للشك كيف سادت الفوضى وإلى أي مدى بلغ استغلال النفوذ مداه.
تحالف الفاسدين هو أكبر عقبة أمام تحقيق السلام ، وعلى المجتمع الدولي أن يفرض عقوبات على هذه العصابة المتمادية في تعذيب الشعب السوداني ، ولكي لا ننسى هناك كثير من التجار الذين يدعمون هذا الفساد وحققوا أرباحاً طائلة من خلال الاعفاءات التي يمنحها بنك السودان لهم لتصدير الذهب ومن خلال (سمسرتهم) في شراء السلاح وغيرها من الأنشطة التي لا يودون لها التوقف ما دام أنها تغدق عليهم بالنعم الجسام وترفع من أرصدتهم المالية وتزيد من إمتلاكهم للعقارات.
تحالف الفساد والمتهمين في قضايا جنائية من الإسلاميين سيظل هو العقبة الرئيسية ومن الواضح أنه ما زال مسيطراً على مفاصل ما تبقى من الدولة السودانية ويظهر ذلك من خلال التأرجح في مواقف الجيش من المفاوضات وسيطرة كتيبة البراء وأمثالها على العمل الميداني فضلاً عن الدفاع المستميت لـ(البلابسة) واصرارهم على إقناع المواطنين بضرورة مواصلة الحرب.
نقلاً عن صحيفة الجريدة
المصدر: صحيفة التغيير