حنان.. سلاوية ترعى مئات الكلاب والقطط وتنفق 700 درهم يوميا لإطعامهم (فيديو)
كرست حنان فلير حياتها لرعاية الكلاب والقطط الضالة في شوارع سلا. فمنذ أكثر من 11 عاماً، اختارت هذه السيدة العطوفة أن تجعل من رعاية الحيوانات مهمتها الأولى، متنازلة عن الكثير من حياتها الشخصية والعائلية.
بدأت رحلتها عندما لاحظت معاناة الحيوانات المشردة، فلم تستطع تجاهل عيونها المتوسلة. احتضنتها في منزلها ووفرت لها الرعاية والحب، ومع مرور الوقت، تحول منزلها إلى ملاذ آمن لعشرات الحيوانات.
وأوضحت حنان في تصريح لـ”العمق” أنها ترعى حالياً 94 كلباً، إلى جانب 9 جراء حديثة الولادة وحوالي 600 قطة، مشيرة إلى أنها تتكفل بجميع نفقات هذه الحيوانات من ميزانيتها الخاصة، حيث تصل مصاريف رعايتهم إلى 700 درهم يومياً. لتمويل احتياجاتهم، تلجأ لبيع المتلاشيات، مما يضعها تحت ضغط مالي كبير، خاصة في ظل غياب أي دعم مادي من الجهات الرسمية أو المجتمع المدني.
وأضافت حنان أنها تواجه ضغوطاً كبيرة من عائلتها التي تطالبها بالتخلي عن رعاية الحيوانات والتركيز على حياتها الشخصية. ومع ذلك، اختارت البقاء مع “أطفالها” كما تسميهم، معبرة عن استيائها من الاعتداءات التي يتعرض لها هؤلاء الكائنات الضعيفة. وشددت على أن الكلاب بطبيعتها مسالمة ولا تلجأ إلى العنف إلا للدفاع عن نفسها، وأكدت حرصها على توفير بيئة آمنة لهم بعيداً عن الأذى من خلال إيوائهم في مكان مخصص.
ورغم كل الجهود التي تبذلها حنان، فإن المكان الذي تؤوي فيه الحيوانات يفتقر إلى أبسط الخدمات، مثل الصرف الصحي. وعندما حاولت ربط هذا المكان بالمياه والكهرباء، طلبت منها الشركة دفع تكاليف باهظة وهو ما يتجاوز قدرتها المادية.
عبرت عن حلمها بتأسيس جمعية لرعاية الحيوانات الضالة، لكنها تواجه عقبات قانونية ومالية، حيث يتطلب تأسيس الجمعية توفر مقر رسمي، وهو ما لا تستطيع توفيره حالياً. أوضحت أنه بالرغم من أنها خصصت جزءاً من منزلها ومكاناً مستأجراً لاستقبال الحيوانات، إلا أن العدد المتزايد للحيوانات التي ترعاها يتطلب مساحات أكبر وأكثر تجهيزاً.
وأكدت أنها تتلقى اتصالات يومية بشأن كلاب معرضة للخطر، وتجد نفسها مضطرة دائماً لإنقاذهم رغم تزايد الأعباء عليها. وفي ظل غياب الدعم المادي، تعيش تحت ضغط متزايد، حيث لم يعد بإمكانها تحمل النفقات اللازمة لرعاية هذا العدد الكبير من الحيوانات.
وأوضحت حنان أنها في ظل تزايد حالات الاعتداء على الحيوانات الضالة وجدت نفسها في مواجهة تحديات كبيرة بعد أن كرست أكثر من 11 عاماً من حياتها لرعاية هذه الحيوانات وحمايتها من الإهمال والاعتداءات. أكدت أنه رغم الصعوبات المالية واللوجستية التي تواجهها، ستظل مستمرة في مهمتها الإنسانية بمفردها.
المصدر: العمق المغربي