أولمبياد باريس.. رفع لوحة “العشاء الأخير مع أطفال فلسطين” أمام برج إيفل لفضح مجازر الاحتلال
شهدت الألعاب الأولمبية التي اختتمت فعالياتها، الأحد، بالعاصمة الفرنسية باريس، رفع نشطاء من أصل عربي لوحة تحمل عنوان “العشاء الأخير مع أطفال فلسطين”، بجوار برج إيفل، للتعبير عن تنديدهم بتجاهل فرنسا والمنتظم الدولي لمجازر الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل بحق الفلسطينيين بقطاع غزة.
يأتي ذلك بعدما أثار حفل افتتاح الأولمبياد الكثير من الجدل والانتقادات الواسعة، عقب تقديم فقرة صادمة للديانة المسيحية من خلال تجسيد لوحة “العشاء الأخير” لليوناردو دافينشي من قبل مجموعة من الممثلين الذين جسدوا النبي عيسى وحوارييه كمتحولين جنسيا.
وفي هذا الصدد، عبر نشطاء عرب رفعوا لوحة “العشاء الأخير مع أطفال فلسطين”، عن احتجاجهم على إهانة المقدسات المسيحية والمبادئ الأخلاقية والإنسانية في حفل افتتاح الأولمبياد، وهو الحدث الذي أثار أزمة بين رجال الدين المسيحيين وفرنسا، ودفع منظمي الأولمبياد إلى تقديم اعتذار رسمي.
ولوحة “العشاء الأخير مع أطفال فلسطين” أبدعها الفنان الإيراني محمد علي صنوبری، مدير مركز الدراسات الاستراتيجية في إيران، وتصور نبي الله عيسى عليه السلام على مائدة ويحيط به أطفال فلسطين، وهي اللوحة التي لقيت تفاعلا كبيرا على مواقع التواصل الاجتماعي كرد على الإهانة الفرنسية للسيد المسيح في افتتاح الأولمبياد.
كما شهدت فعاليات أولمبياد باريس عددا من مظاهر التضامن مع الشعب الفلسطيني والتنديد بمذابح الاحتلال، ورفع أعلام فلسطين ولافتات تدعو لمقاطعة الفریق الإسرائيلي في المباریات والألعاب الرياضية، تحت عنوان “اغسلوا أيديكم من الدماء قبل السباق”، خاصة خلال سباق الدراجات.
وكانت فقرة تمثيلية خلال حفل افتتاح أولمبياد باريس، تضمنت مجموعة من الممثلين والمتحولين جنسيا في عرض مطول جسدوا فيه الشخصيات المرسومة في لوحة العشاء الأخير، وضمنهم المسيح عيسى عليه السلام، قد فجرت انتقادات لاذعة.
وتضمن عرض “العشاء الأخير” قيام أحد الممثلين بتجسيد شخصية السيد المسيح بطريقة غير لائقة، حيث كان يرقص ويزحف ويتمايل ويقوم بإيحاءات جنسية، فيما ظهر تلاميذ المسيح وهم يرتدون أزياء نسائية.
وأثارت تلك المشاهد احتجاج الأسقفية الفرنسية التي نددت بشدة بـ”الاستهزاء والسخرية تجاه المسيحيين”، كما احتجت الكنيسة الكاثوليكية واليمين الديني في أمريكا، فيما اعتبرت الكنيسة الأرثوذكسية الروسية أن الحفل قام بازدراء الحضارة الأوروبية والمسيحية.
ودفعت تلك الانتقادات، مسؤولي اللجنة المنظمة للألعاب الأولمبية، إلى تقديم اعتذار للكاثوليك ولطوائف مسيحية أخرى عن تلك المشاهد، حيث قالت “آن ديكامبس”، مديرة الاتصالات باللجنة المنظمة للألعاب الأولمبية، إن اللجنة تعتذر عن المحاكاة الساخرة “للعشاء الأخير” في حفل الافتتاح.
وأوضحت ديكامبس، في مؤتمر صحفي، أن اللجنة المنظمة لم تكن تريد الإساءة إلى أي شخص أو إهانة مشاعر أحد، معتبرة أن المخرج لم يرغب في الإساءة لأي شخص بتلك المشاهد، فيما تم حذف الفيديو الذي يعرض اللحظات الرئيسية لحفل الافتتاح من موقع اللجنة الأولمبية الدولية وقناتها على اليوتيوب.
ولوحة “العشاء الأخير” تجسد مشهد العشاء الأخير للمسيح عيسى مع تلامذته الاثني عشر “الحواريين”، وهم يتشاركون وجبة أخيرة قبل الصلب، وفق الديانة المسيحية، وقد رسمها الفنان الإيطالي ليوناردو دا فينشي، حيث يرجع تاريخها إلى حوالي 14951498، وهي محفوظة في قاعة طعام كنيسة “سانتا ماريا ديلي غراسي” بميلانو.
المصدر: العمق المغربي