فنانون ونقاد وأساتذة مسرح يناقشون الواقع والمأمول في مهرجان المسرح المصري
12:26 ص
الأربعاء 14 أغسطس 2024
كتبت منال الجيوشي
خصص مهرجان المسرح المصري مائدة مستديرة بعنوان “المهرجان القومي للمسرح المصري.. الواقع والمأمول”، ضمن سلسلة ندوات المحور الفكري للمهرجان الذي رفع شعار “المرأة المصرية والفنون الأدائية”، وشارك في تلك الندوة فنانون ونقاد وكتاب وأساتذة متخصصون في علوم المسرح بالإضافة لعدد من رؤساء ومديري المهرجانات المصرية، وأدار الجلسة الأستاذ الدكتور أحمد مجاهد، رئيس لجنة الندوات، وبحضور رئيس المهرجان الفنان محمد رياض.
استهل الدكتور أحمد مجاهد حديثه قائلا: المهرجان القومي للمسرح هو المهرجان الأبرز في مصر، ويعبر عن الحالة المسرحية المصرية، ولذلك أردنا من خلال المائدة المستديرة أن نستمع لكل من لديه أفكار لتطوير المهرجان واستعراض التحديات التي تواجهه ووضع تصور حول كيفية سير العملية المسرحية.
وبدأ الفنان محمد رياض حديثه قائلا: بشكر كل الحضور، وأتمنى أن نستعرض من خلال المائدة المستديرة كل التحديات وما نطمح له من تطور وكذلك السلبيات التي نتطلع لتجاوزها، لأن المسرح هو همنا كلنا كمسرحيين، وأعتبر أن أولى أحلامي التي أردت أن تتحقق خلال الدورة التي تشرفت برئاستها أن يصل المهرجان لرجل الشارع، والعام الماضي استطعنا تحقيق انتشار المهرجان، بداية من الورش الفنية التي تم تنفيذها قبل ميعاد الافتتاح بأكثر من شهر في مجالات المسرح المختلفة لعدد كبير من المتدربين، ونجحت في الاتفاق على تصوير عدد من العروض المشاركة لعرضها بقناة الحياة حتى تصل لأكبر شريحة من الجمهور، فالمهرجان يجب أن يحدث حراك مسرحي، وأتمنى للمهرجان الدورة القادمة أن يقام في المحافظات، ولا يصبح مجرد مسابقة وحفل افتتاح وتكريمات.
وقال الأستاذ الدكتور سامح مهران في كلمته: إن أي مهرجان هو وسيلة لتوضيح ما إذا نتقدم في المسرح أم لا، وعند الوقوف للتقييم نجد أننا يجب أن نضع في الاعتبار عدة نقاط: أولها النظر إلى الأبنية المعمارية، وهنا يثار عدة تساؤلات منها :هل ما زالت مناسبة لتنفيذ عروض عليها، وأين الفضاءات المخصصة لمهرجان المسرح المصري مؤقتة والمفتوحة التي نستطيع من خلالها تقديم أعمالا مختلفة، ولماذا لا توجد مسارح جديدة في المدن الجديدة، وكيف لا يتم النظر إلى تخلف خشبات المسارح التي تنتمي للقرن ١٨ ولم يتم تحديثها حتى الآن رغم كون كل العالم العربي يتحرك بسرعة الصاروخ.
ثانيا: بالنظر إلى قطاع الإنتاج الثقافي فنجد أنه عبارة عن بيوت فنية مستقلة، وكل منهم له سياسة خاصة، وبالتالي فهناك معاناة من غياب السياسة المسرحية لكل مسرح وغياب مفهوم الفرقة التي بها كل الأعمار مع تدني الأجور.
وأضاف: للأسف هناك غياب دراسات المتفرج، وتعد آخر دراسة قدمت في التسعينيات من نسرين بغدادي، مع انخفاض سقف الحريات، مع فرضية تساؤل حول النصوص والخطاب النصي، وتحدث د. جمال ياقوت في كلمته عن أهمية عمل بحث عن المسرح والجمهور قائلا: إن جهاز التعبئة العامة استعرض احصائيات اعتبر إن كثيرا منها خطأ، مقارنة لإحصائيات عالمية وضحت أن نسبة مرتادون المسارح ٣٨ ٪ على مستوى العالم والتي تقدم خلطة شيقة بين الفن والإثارة، فيما تكون نسبة مصر ٢٪ ويعد نصيب عدد الافراد بالنسبة للمسرح أن لكل ٣ مليون مواطن مسرح واحد فقط، وهنا يجب الوقوف أمام هذه النسبة هل هي بسبب عدم وجود مسارح أم لأن الناس هي العازفة عن المسار
واستكمل: من النماذج التي يجب الإشارة إليها أن تكلفة ترميم قصر ثقافة الأنفوشي كانت ٥٦ مليون جنيه، كان البديل أن يبنى عدة مسارح جديدة بنفس المبلغ ليشمل شرائح أكبر من الجمهور، هذا بخلاف أهمية دراسة مفهوم المواطنين عن المسرح وأسباب عزوف فئات عدة من المجتمع، وحتى إن كان المفهوم مغاير لابد من أن نخلق الاحتياج للثقافة وبالتالي نستقطب فئات أكثر؛ كحق التعلم بتوفير فنون المسرح في المدارس والجامعات التي لابد أن يتم استزادتها كإضافة تخصصات في كليات متخصصة ككلية الفنون الجميلة، وليس منطقي أن يكون تخصص إخراج وتمثيل في كلية آداب.
واستطرد قائلا: نتمنى وجود جهات تمويل ووحدات إنتاجية تتغلب على المسرح التجاري، وتطور من إمكانيات العاملين على المسرح، وتساعد على تطور الأجهزة مع توفير ميزانيات، وأخيرا أريد أن أؤكد لو المهرجان بدأ بدور تشجيعي في محافظات مصر المختلفة سيكون لها دور تثقيفي كبير.