صراع الإرادات السودانية وتحديات الحل الدولي”مأزق جنيف : مفاوضات على حافة الهاوية” ..!!؟؟
في خضم معاناة شعب يعاني جراح الحرب ، وقبل أن تشرق شمس الأمل ببدء مفاوضات جنيف المرتقبة ، أطل علينا مشهد جديد من صراع الإرادات السودانية ، فبينما علقت آمال الملايين على هذه المفاوضات ، فاجأتنا حكومة بورتسودان برفض ضمني للمشاركة فيها ، متذرعة بأسباب شكلية وقانونية هذا الرفض المفاجئ ، الذي يأتي في وقت حرج ، يضع مستقبل السودان على المحك ، ويفتح الباب أمام سيناريوهات كارثية ، فالحرب التي تلتهم الأخضر واليابس ، وتدمر البنية التحتية ، وتشرد الملايين ، لا يمكن أن تستمر إلى الأبد ، فإلى أين تسير بنا هذه الحرب؟ وما هي تداعيات هذا الرفض على مستقبل السودان؟ إن المجتمع الدولي ، الذي يتابع باهتمام تطورات الأحداث في السودان ، يجد نفسه أمام تحدٍ كبير. فمن جهة ، هناك إرادة دولية حقيقية لوقف هذه الحرب، وتقديم المساعدات الإنسانية للشعب السوداني ، ومن جهة أخرى ، هناك انقسامات عميقة داخل المجتمع الدولي ، وتحديات جيوسياسية معقدة تعيق اتخاذ إجراءات حاسمة ، إن رفض الجيش السوداني المشاركة في مفاوضات جنيف ، يضع المجتمع الدولي أمام خيارات صعبة ، فهل سيكتفي بفرض عقوبات على الطرف المتعنت؟ أم سيتدخل عسكريًا لفرض السلام؟ أم سيترك السودان يغرق في مستنقع الحرب؟ إن السيناريوهات المطروحة كثيرة ومتشعبة ، ولكن المؤكد أن الشعب السوداني هو الخاسر الأكبر في هذه الحرب ، فالمجاعة والمرض والتشريد هي الثمن الباهظ الذي يدفعه السودانيون مقابل هذا الصراع العبثي ، إننا ندعو جميع الأطراف السودانية إلى وضع مصلحة الوطن والشعب فوق كل اعتبار ، والجلوس إلى طاولة المفاوضات بحسن نية ، والعمل على التوصل إلى حل سلمي ينهي هذه الحرب ، ويفتح آفاقاً جديدة للسودان ، إننا ندعو المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته تجاه الشعب السوداني ، وتقديم الدعم اللازم لجهود السلام ، والضغط على الأطراف المتصارعة لوقف العنف والجلوس إلى طاولة المفاوضات ، إننا على ثقة بأن السودان يستحق مستقبلاً أفضل ، وأن الشعب السوداني سيتجاوز هذه المحنة ، وسيبني وطنه من جديد ، ختامًا : إن مصير السودان معلق بخيط رفيع ، وإن قرارات اليوم ستحدد شكل الغد ، فلتكن هذه القرارات حكيمة وعادلة ، تخدم مصلحة الشعب السوداني ، وتضمن مستقبلاً أفضل للأجيال القادمة .. هنا تحضرني طرفة فليسمح لي القارئ الحصيف بأن اوجزها في هذه المساحة وبهذه العجالة وهي: يا إلهي ، ما هذا الذي اشرق علينا؟ وصلتني فجراً رسالة من صديق عزيز ينبهني إلى بث مباشر لـ”الانصرافي”، ذلك الشخص الغامض الذي لطالما حيرني ، ترددت في البداية فمنذ اندلاع شرارة الثورة السودانية في ديسمبر 2018م ، وحتى سقوط البشير في أبريل 2019م ، كنت أعتبره شخصية مثيرة للشك ، أهدافها غامضة ومواقفها متناقضة ، لكن مع تفاقم الأزمة السودانية وتمدد نيران الحرب ، وجدت نفسي ألتفت إلى كل كلمة ينطق بها ، مهما اختلفت معه في الرأي، فما يجمعنا هو دعم الجيش السوداني وتطلعنا إلى مستقبل آمن ومستقر ، واليوم ، اختار “الانصرافي” يوماً بالغ الأهمية ليثير فيه الفتنة ، ففي الرابع عشر من أغسطس ، وهو عيد الجيش السوداني ، وهو اليوم الذي حددته الولايات المتحدة الأمريكية لبدء مفاوضات سلام بين الجيش والدعم السريع بالعاصمة السوسرية جنيف ، خرج علينا بدعوة غريبة ومثيرة للجدل ، لقد طالب الشعب السوداني باحتلال مقار الجيش ، زاعماً أنهم إن لم يحرزوا تقدماً في المعارك ، فإن الشعب يحق له أن يتخذ الأمر بيده ، يا للهول! ما الذي يدور في خلد هذا الرجل؟ لماذا اختار هذا التوقيت بالذات؟ أليس واضحاً أن هذا التوقيت يحمل في طياته الكثير من الدلالات؟ فالدعم السريع يسيطر على أغلب أرجاء السودان 15 ولاية من أصل 18، ونحن ننتظر بفارغ الصبر أن تتحرك قواتنا المسلحة لتحرير الأرض والشعب فهل من المعقول أن ندعو إلى مواجهة مسلحة في مثل هذه الظروف الحرجة؟ إنني أشعر بالغضب والحيرة في الوقت نفسه ، فمن الواضح أن هناك من يحرك هذه الأوراق ، ومن يحاول إشعال فتيل الفتنة في بلدنا ، وأنا على يقين أن “الانصرافي” ليس سوى واجهة لهذا المشروع المشؤوم ، يا وطني ، يا سودان ، إلى متى سنبقى نعاني من هذه المؤامرات؟ إلى متى سنظل أسرى لأجندات خارجية؟ Oh my country, Oh Sudan, how long will we continue to suffer from these conspiracies? How long will we remain prisoners of foreign agendas? وعلى قول جدتي: “دقي يا مزيكا !!”.
خروج: نداء استغاثة “كارثة إنسانية تهدد السودان” ففي خضم عاصفة من الأحداث الدامية التي يشهدها السودان منذ أبريل عام 2023م ، يطلق العالم صرخة استغاثة حذرة من كارثة إنسانية وشيكة ، فالصراع الدائر في هذا البلد العربي الأفريقي العريق لم يقتصر على دماء الأبرياء وتدمير البنية التحتية ، بل تجاوز ذلك ليصل إلى تهديد مباشر لحياة الملايين من المدنيين الأبرياء الذين باتوا يرزحون تحت وطأة الجوع والمرض والتشرد ، وفي ظل هذا المشهد المأساوي ، دعت المنظمة الدولية للهجرة المجتمع الدولي إلى التحرك العاجل والجاد لمواجهة هذه الأزمة الإنسانية التي تعد الأكبر من نوعها في العالم ، فبحسب إحصائيات المنظمة ، فقد نزح ما يقرب من شخص واحد من كل خمسة أشخاص داخل السودان ، أي ما يعادل 10.7 مليون نازح داخلي ، فيما فر أكثر من 2.3 مليون شخص إلى دول الجوار بحثاً عن الأمان والحياة ، ويحذر محمد رفعت ، قائد بعثة المنظمة في السودان ، من أن التقاعس عن تقديم المساعدات الإنسانية الضرورية للسودانيين قد يؤدي إلى وقوع عشرات الآلاف من الوفيات التي يمكن تجنبها ، فالصراع الدائر في السودان قد تسبب في انتشار العنف العرقي ، وخلق ظروف شبيهة بالمجاعة في العديد من المناطق ، مما يهدد حياة الأطفال والنساء وكبار السن بشكل خاص ، ومع ذلك ، فإن الاستجابة الدولية لهذه الأزمة لم تكن على مستوى التحدي ، حيث لم تتلق المنظمة الدولية للهجرة سوى 21% من التمويل المطلوب لتقديم المساعدات الإنسانية اللازمة للمتضررين ، وهذا يعني أن ملايين السودانيين لا يزالون يعانون من نقص الغذاء والدواء والمأوى ، ويعيشون في خوف ورعب من المستقبل ، إن هذه الأزمة الإنسانية في السودان تستدعي تكاتف الجهود الدولية وتقديم الدعم السخي للشعب السوداني ، فمن واجبنا جميعاً أن نساهم في إنقاذ حياة الأبرياء وتخفيف معاناتهم ، وأن نعمل سوياً على تحقيق السلام والاستقرار في هذا البلد الذي عانى الكثير ، وهذه رسالة مفتوحة : إلى قادة العالم ، إلى المنظمات الإنسانية ، وإلى كل فرد على وجه الأرض ، ندعوكم اليوم إلى التكاتف والعمل سوياً من أجل إنقاذ حياة ملايين السودانيين ، فالصراع في السودان ليس مجرد أزمة إنسانية ، بل هو تهديد للاستقرار الإقليمي والدولي ، لنسمع صرخات الاستغاثة الصادرة من السودان ، ولنمد يد العون إلى من هم في أمس الحاجة إليه..
#أوقفوا الحرب
ولأن أزيد ،، والسلام ختام.
المصدر: صحيفة الراكوبة