لماذا يلتزم محمد السادس الصمت إزاء جرائم الاحتلال في غزة؟
طالما يقدم النظام المغربي نفسه كمناصر للقضية الفلسطينية، ولا ينفك عن الإشادة بـ “جهود” الملك محمد السادس من خلال ترأسه للجنة القدس في الدفاع عن القضية الفلسطينية والمقدسات الإسلامية، لكن نفس المغرب لا يحرك ساكنا ولم يصدر عنه أي بيان إدانة لمجازر الكيان الصهيوني في غزة، وآخرها مجزرة مدرسة “التابعين”، وقبلها اغتيال الشهيد إسماعيل هنية رئيس حركة “حماس”، وهو الموقف الذي تبرأت منه شخصيات ومنظمات مغربية واعتبرته “مبتورا عن إرادة الشعب المغربي الأصيل”.
استنكرت الهيئات والشخصيات في بلاغ حمل عشرات التوقيعات، الصمت الرسمي المغربي حتى عن مجرد تقديم التعزية الواجبة للشعب الفلسطيني في اغتيال رئيس وزرائه السابق المنتخب ديمقراطيا ولا لأسرته الكريمة أو لحركته المقاومة.
وقال الموقعون في بيانهم “نحن الهيآت والشخصيات المغربية الممثلة للجماهير العريضة من الشعب المغربي، إذ نرفع التحيات الزكية للشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة وشهدائه العظام، وعلى رأسهم شهيد الأمة القائد إسماعيل هنية، فإننا نعبر عن الغضب والسخط الشديدين إزاء الموقف الرسمي للسلطات المغربية”.
وأضافوا “باسم الشعب المغربي، وباسم المغرب التاريخ والحضارة والهوية والأمجاد في الدفاع دوما عن فلسطين، فإننا، كحركات وهيآت وفعاليات، إذ نجدد إدانة جريمة الاغتيال الغادرة، كما نجدد التعازي للشعب الفلسطيني وأسرة المقاومة ولأسرة الشهيد الكريمة، فإننا نتبرأ من الموقف الرسمي المبتور عن إرادة الشعب المغربي الأصيل”.
ومن بين الموقعين على البيان النقيب عبد الرحمن بنعمر، وخالد السفياني منسق المؤتمر القومي الإسلامي، ومحمد غفري منسق الجبهة المغربية من أجل فلسطين وضد التطبيع، وعبد الصمد فتحي رئيس الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة، وعلي بوطوالة، نائب رئيس فيدرالية اليسار، وأحمد ويحمان رئيس المرصد المغربي لمناهضة التطبيع، وخديجة رياضي الرئيسة السابقة للجمعية المغربية لحقوق الإنسان، والحسن بن علي الكتاني رئيس رابطة علماء المغرب العربي وعضو الأمانة العامة لرابطة علماء المسلمين، ومحمد حمداوي نائب رئيس الدائرة السياسية لجماعة العدل والإحسان، وعبد الإله بن عبد السلام منسق الائتلاف المغربي لهيآت حقوق الإنسان، ومحمد النويني رئيس الفضاء المغربي لحقوق الإنسان، والسعدية الوالوس رئيسة الفدرالية المغربية لحقوق الإنسان، ونشطاء حقوقيون ومحامون وسياسيون وأكاديميون من مختلف التوجهات.
ما ذهب إليه الموقعون على البيان الرافض المندد بالموقف الرسمي المغربي، يأتي امتدادا لمواقف شخصيات مغربية عبرت في أكثر من مناسبة عن تنديدها بموقف النظام المغربي، الذي لم يفضل فقط الصمت إزاء ما يقترفه حليفه القديم الجديد من مجازر ومن إبادة جماعية في حق الشعب الفلسطيني الأعزل؛ بل أكثر من ذلك نظام المخزن متورط ومتواطئ مع الكيان الصهيوني في الإبادة، على غرار سماحه برسو سفينة حربية إسرائيلية تحمل اسم “INS Komemiut” في ميناء طنجة المتوسط، شمال المغرب، للتزود بالمئونة والوقود. ونددت عدة فعاليات مغربية يومها بالخطوة ووصفتها بـ”الخطيرة والمخزية والجبانة”، وأنها “تفريط في السيادة الوطنية، وانتهاك للدستور، واحتقار لمشاعر المغاربة، واعتداء صارخ على ميراثهم الحضاري والثقافي”.
وأكثر من ذلك؛ لم يرد المغربي الرسمي على تقارير تواجد أكثر من 4 آلاف جندي مغربي يقاتلون في غزة إلى جانب الاحتلال الصهيوني، كما فتحت أجواءها للطائرات من دون طيار الإسرائيلية للاختبار قبل تحويلها إلى فلسطين المحتلة لقتل الفلسطينيين.