يوميات أولا بأول.. الحرب العدوانية على قطاع غزة مستمرة.. مجازر ونزوح متواصل
أمد/ غزة: تواصل دولة الاحتلال حربها العدوانية على قطاع غزة منذ 311 يوميا، خلفت أكثر من 150 ألفا بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، ونحو 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين، جراء إغلاق المعابر، ورغم اعتزام المحكمة الجنائية الدولية إصدار مذكرات اعتقال دولية بحق رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو ووزير جيشها يوآف غالانت، لمسؤوليتهما عن “جرائم حرب” و”جرائم ضد الإنسانية”.
مجازر متواصلة..
قالت وزارة الصحة، إن نحو 500 من كادر القطاع الصحي استشهدوا، وأصيب المئات منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في السابع من تشرين أول/ أكتوبر الماضي.
وأضافت الوزارة في بيان لها ليل السبت/ الأحد، أن جيش الاحتلال اعتقل أكثر من 310 آخرين، فيما دمرت 130 مركبة إسعاف في قطاع غزة، كما تعرضت المرافق الصحية والعاملين فيها في الضفة الغربية لأكثر من 340 اعتداء.
وأشارت إلى أن استهداف جيش الاحتلال المتعمد للبنية التحتية الطبية أدت إلى حرمان المواطنين من إمكانية الوصول إلى خدمات الرعاية الصحية الأساسية.
وتابعت الوزارة، أن ظروف المياه والصرف الصحي السيئة، إلى جانب الاكتظاظ، أدت إلى زيادة في الأمراض التي يمكن الوقاية منها، والوفاة المبكرة، لافتة إلى أن قطاع غزة يواجه كارثة صحية عامة بسبب موارد المياه غير الآمنة ونقص احتياجات النظافة الأساسية لأكثر من 1.7 مليون نازح قسراً.
وأردفت، أن النقص الحاد في العاملين والإمدادات الطبية، بما في ذلك التخدير والمضادات الحيوية، يجعل العاملين في الرعاية الصحية يكافحون من أجل إنقاذ الأرواح.
ودعت الوزارة، إلى دخول الإمدادات الإنسانية بلا شروط لمعالجة النقص الحاد، والمساعدة في إجلاء الجرحى لتلقي الرعاية الطبية المنقذة للحياة في الخارج.
وتواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي، عدوانها على قطاع غزة برا وبحرا وجوا منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، ما أسفر عن استشهاد 39790 مواطنا وإصابة 91702 آخرين، فيما لا يزال آلاف الضحايا تحت الركام وفي الطرقات ولا تستطيع طواقم الاسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.
استشهد خمسة مواطنين، يوم الأحد، في قصف الاحتلال الإسرائيلي منازل المواطنين في حي الشيخ رضوان شمال مدينة غزة، ومخيم النصيرات وسط القطاع، ورفح جنوبا.
وأفادت مصادر محلية، بأن طائرات الاحتلال الحربية قصفت منزلا في حي الشيخ رضوان شمال مدينة غزة، ما أدى لاستشهاد مواطن وإصابة آخرين، بالتزامن مع سماع أصوات انفجارات عنيفة بالحي.
وأضافت أن طيران الاحتلال الحربي استهدف أيضا منزلا يعود لعائلة حمدان غرب مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، ما أدى لاستشهاد مواطنين اثنين وإصابة آخرين.
وأشارت طواقم الإسعاف والإنقاذ إلى أنها انتشلت جثماني شهيدين من حي تل السلطان غرب مدينة رفح، جراء قصف الاحتلال مجموعة من المواطنين.
استشهد مواطنان وأصيب آخرون، يوم الأحد، في قصف لقوات الاحتلال الإسرائيلي، وسط خان يونس، جنوب قطاع غزة.
وقالت مصادر محلية إن مسعفين من الهلال الأحمر الفلسطيني، نقلوا شهيدين وعدد من الإصابات الى مستشفى ناصر، جراء قصف قوات الاحتلال مجموعة مواطنين وسط خان يونس.
استشهدت مواطنة وأصيب آخرون، يوم الأحد، في قصف للاحتلال الإسرائيل على مخيم النصيرات، وسط قطاع غزة.
وقال شهود عيان إن طائرات الاحتلال استهدفت منزلا غرب مخيم النصيرات، ما أدى إلى استشهاد مواطنة وإصابة آخرين بجروح.
كانت قوات الاحتلال ارتكبت، السبت، مجزرة جديدة في مدرسة “التابعين” التي تؤوي نازحين في حي الدرج بمدينة غزة، أسفرت عن استشهاد أكثر من 100 مواطن وإصابة المئات.
أصيب عشرات المواطنين، يوم الأحد، في قصف الاحتلال الإسرائيلي مناطق متفرقة من قطاع غزة، في عدوانه المتواصل لليوم الـ310.
وأفادت مصادر محلية، بأن طائرات الاحتلال الحربية قصفت برجين في مدينة حمد السكنية شمال خان يونس جنوب قطاع غزة، ما أدى لإصابة خمسة مواطنين، بالتزامن مع قصف بلدات القرارة، والزنة، وبني سهيلا.
وأضافت أن قوات الاحتلال الإسرائيلي نسفت مبان سكنية غرب مدينة رفح، بالتزامن مع قصف مدفعية الاحتلال المناطق الغربية والشمالية من المدينة.
وقالت مصادر محلية، إن مدفعية الاحتلال أطلقت قذائفها ونار أسلحتها الثقيلة على منازل المواطنين في حي الزيتون وتل الهوا بمدينة غزة، مع سماع دوي انفجارات وإطلاق نار قرب مفرق الشهداء محور “نتساريم” جنوبا.
وأطلقت زوارق الاحتلال الحربية عدة قذائف صوب منطقة ميناء الصيادين، وأطراف مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة.
وقصفت مدفعية الاحتلال شرق مخيم البريج، وشمال مخيم النصيرات وسط قطاع غزة.
وأفادت طواقم الإسعاف والإنقاذ، بأنه تم نقل فتاة مصابة بطلق ناري بالوجه من طائرة مسيرة “كواد كابتر” شرق مفرق المحطة في مدينة دير البلح وسط القطاع، إلى مستشفى شهداء الأقصى في المدينة.
أفاد الجهاز المركزي للإحصاء بأن 24% من شهداء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة هم من الشباب (26% ذكور، و22% إناث).
وقال الإحصاء في بيان صدر عنه، اليوم الأحد، لمناسبة اليوم العالمي للشباب الذي يصادف 12 آب/ أغسطس من كل عام، أن 75% من شهداء الضفة الغربية منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر دون سن 30 عاما.
وأضاف التقرير أن عدد الذين استشهدوا نتيجة المجاعة بلغ 34، وهناك حوالي 3,500 طفل معرضون للموت بسبب سوء التغذية ونقص الغذاء، في حين بلغ عدد الجرحى أكثر من 95 ألفا، 70% منهم من النساء والأطفال، إضافة إلى نحو 10 آلاف مفقود.
وأشار إلى أنه بناء على هذه المعطيات فإن معدل النمو المقدر في قطاع غزة لعام 2023 سينخفض من نحو 2.7% وفق تقديرات الجهاز لعام 2023 إلى نحو 1% فقط خلال عام 2024 وتحديدا بعد منتصف العام، إذ ستنخفض معدلات المواليد والانجاب بصورة كبيرة جدا نتيجة لتوجه الأزواج لعدم الانجاب نظرا للأوضاع السائدة، وخوفا على صحة الامهات والأطفال، وانخفاض عدد حالات الزواج الجديدة خلال عدوان الاحتلال إلى مستويات متدنية للغاية.
ويتوقع أن يتأثر التركيب العمري والنوعي للسكان مباشرة نتيجة لاستهداف جيش الاحتلال المتعمد لفئات محددة للسكان كالأطفال والشباب، ما يؤدي إلى تشوه في شكل الهرم السكاني خاصة في قاعدته، مع العلم أن هناك تأثير متوسط وبعيد المدى يتوقع أن يطال التركيب العمري للسكان يتمثل بانخفاض عدد المواليد للسنوات المقبلة والذين يمثلون القاعدة الأساسية للهرم السكاني، نتيجة لاستهداف فئة الشباب والتي تنجب أو التي يتوقع أن تساهم في إنجاب الاطفال خلال السنوات المقبلة.
ولفت التقرير إلى أنه عشية عدوان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، كان يقيم في دولة فلسطين نحو 5.6 مليون فلسطيني، منهم 1.2 مليون شاب وشابة (1829 عاما) يشكلون ما نسبته 22% من إجمالي السكان في فلسطين، ونهاية عام 2023 بلغت هذه النسبة في الضفة الغربية نحو 22% مقابل 21% في قطاع غزة.
وأوضح التقرير أن عدد الشهداء منذ بدء العدوان من الطلبة الملتحقين في مؤسسات التعليم العالي في فلسطين بلغ 653 طالب وطالبة، بواقع 619 طالب وطالبة في قطاع غزة، و34 طالب وطالبة في الضفة الغربية. في حين ارتقى 105 عامل وعاملة ممن يعملون في مؤسسات التعليم العالي في قطاع غزة، فيما بلغ عدد الجرحى من الطلبة الملتحقين في مؤسسات التعليم العالي في غزة 1,406 جريح وجريحة، بواقع 1,283 جريح وجريحة في قطاع غزة و123 في الضفة الغربية. كما تم اعتقال ما يزيد عن 197 طالبا وطالبة ملتحقين في جامعات الضفة الغربية.
وأشارت بيانات المسح الأسري لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، الذي انتهى جمع بياناته عشية بدء العدوان على القطاع من عام 2023، إلى أن غالبية الشباب يستخدمون الإنترنت ويمتلكون هاتفا ذكيا، حيث أن حوالي 97% من الشباب في الفئة العمرية 18 29 سنة يستخدمون الإنترنت من أي مكان؛ 99% في الضفة الغربية و92% في قطاع غزة. كما أظهرت البيانات أن 93% من الشباب كانوا يمتلكون هاتفًا ذكيًا، بمعدل 99% في الضفة الغربية و83% في قطاع غزة.
نسب مرتفعة للشباب الحاصلين على شهادات دراسية عليا
يعد التعليم الاستثمار الحقيقي للفلسطينيين؛ نظرا لأهميته على الصعيدين الفردي والاجتماعي، فبيانات عام 2023 تشير إلى أنه من بين كل 100 شاب/شابة في العمر 1829 عاما هناك 18 شاب/شابة حاصلون على درجة البكالوريوس فأعلى، ولعل الشابات الأوفر حظا، إذ أن 23 شابة من بين كل 100 شابة حاصلة على درجة البكالوريوس فأعلى مقابل 14 شاب من الذكور. بالمقابل فإن معدلات البطالة تشكل التحدي الاكبر أمام الشباب في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة، إذ بلغت هذه المعدلات عام 2023 في الضفة الغربية 56% بين الإناث و34% بين الذكور، وأعلى معدلات للبطالة بين الشباب في الضفة الغربية في العمر 1829 عاما سجلت بين الخريجين منهم من حملة الدبلوم المتوسط فأعلى بواقع 48% بفرق واضح بين الشباب الذكور والإناث، 34% للذكور و61% للإناث.
أما في قطاع غزة، فتشير التقديرات إلى أن معدلات البطالة في الربع الرابع 2023 وصلت الى 75%، حيث أن أعلى معدلات للبطالة كانت بين الشباب 1829 بواقع 95% كما تشير التقديرات إلى أن معدلات البطالة بين الشباب الحاصلين على مؤهل علمي دبلوم متوسط فأعلى بلغت حوالي 91%.
حوالي 152 ألف شاب يعملون في القطاع غير المنظم
بلغ عدد الشباب (1829 سنة) العاملين في القطاع غير المنظم لعام 2023 في الضفة الغربية 152,000 منهم 140,200 من الذكور مقابل 11,800 من الإناث، وتمثل نسبة الشباب العاملين في هذا القطاع نحو 44% من إجمالي الشباب العاملين في فلسطين.
نصف الشباب ليسوا في دائرة العمل أو التعليم/التدريب
وأشار التقرير إلى أن 47% من الشباب (1829 سنة) خارج سوق العمل والتعليم/التدريب (الشباب غير المنخرطين في عمل أو ملتحقين في التعليم/التدريب) في الضفة الغربية عام 2023؛ وكانت الأعلى بين الإناث منها بين الذكور، اذ بلغت 61% للإناث مقابل 34% للذكور.
قال مفوض وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” فيليب لازاريني، اليوم الأحد، إن الأيام القليلة الماضية شهدت نزوح أكثر من 75 ألف مواطن في جنوب غربي قطاع غزة.
وأوضح لازاريني في منشور على منصة “إكس” أن “النزوح الجماعي للشعب الفلسطيني لا يزال مستمرا بلا نهاية”.
وأضاف “في الأيام القليلة الماضية فقط، نزح أكثر من 75 ألف شخص في جنوب غرب غزة، وأصدرت السلطات الإسرائيلية، الليلة الماضية، أوامر إضافية لإجبار المزيد من الناس على النزوح مرات أخرى”.
وبين مفوض الأونروا أن بعض النازحين “قادرون فقط على حمل أطفالهم معهم، وبعضهم يحملون حياتهم كلها في حقيبة صغيرة واحدة”.
وقال إن النازحين الجدد “ذاهبون إلى ملاجئ مكتظة بالعائلات، دون تحديد مكان معين، وأنهم فقدوا كل شيء ويحتاجون إلى كل شيء”.
ووسعت قوات الاحتلال، صباح اليوم أوامر الإخلاء القسري في مناطق بمدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة، وطالبت، المواطنين والنازحين المتواجدين في حي الجلاء المعروف بمدينة حمد شمال مدينة خان يونس بالإخلاء فورا، كما جدد مطالبة المواطنين في أحياء جديدة في مركز مدينة خان يونس بإخلائها قسرا، وهذه المرة كان الأمر موجها في الساعة الواحدة صباحاً.