اخبار العراق

| ريبوار طه إلى أهالي كركوك والقوى السياسية: سنبدأ مرحلة جديدة دون تمييز

وجه ريبوار طه المنتخب حديثا لمنصب محافظ كركوك، رسالة إلى أبناء المحافظة، القوى والأطراف السياسية، بأنه ستبدأ من اليوم مرحلة جديدة تكرس “السلام والوئام والإعمار وخدمة جميع المواطنين دون تمييز”.

وقال طه في بيان، ليلة السبت/ الأحد (11 آب 2024)، إنه “من هنا نعلن بأننا سنبذل قصارى جهدنا من أجل تعزيز الأمن والأمان والارتقاء بواقع الخدمات وتأهيل البنى التحتية والاهتمام بالقطاعات المختلفة وتفعيل الموارد الغنية في كركوك لتحسين معيشة وحياة مواطني كركوك الأعزاء”.

وأكد أنه سيجعل “هذا الموقع أداة لتحقيق السلم السياسي والاجتماعي وتعزيز مبدأ قبول الآخر والعمل المشترك وتعميق روح التآخي والتعايش المشترك بين جميع مكونات كركوك دون استثناء”.

وأشار إلى أن “محافظ كركوك المقبل، هو محافظ الكرد والعرب والتركمان والمسيحيين وجميع شرائح كركوك دون استثناء”.

وختم بتوجيه الشكر والتقدير “لصبر وتحمل أهالي كركوك، ولثقة أعضاء مجلس محافظة كركوك. كل الشكر والتقدير لدعم ومساندة الرئيس بافل جلال طالباني وقيادة الاتحاد الوطني الكردستاني، والشكر موصول ايضاً إلى الفريق الذي عملنا معا وتمكنا من النجاح”.

وختم قائلا، إن “بعون من الباري عز وجل، سنكون بمستوى الثقة الكبيرة التي حظينا بها، وسنكون باذن الله بمستوى المسؤولية الكبيرة الملقاة على عاتقنا”.

وفي الساعات الأخيرة من مساء السبت، صوت عدد من مجلس محافظة كركوك، على ريبوار طه لتولي منصب المحافظ، فيما تم اختيار محمد الحافظ رئيسا للمجلس، وإبراهيم التميم نائبا للمحافظ.

وأفضى اجتماع عقده 9 أعضاء من مجلس كركوك بفندق الرشيد وسط العاصمة بغداد، السبت (10 آب 2024)، إلى انتخاب طه عن حزب الاتحاد الوطني الكوردستاني محافظا، والحافظ عن المكون العربي رئيسا للمجلس، والتميم عن المكون العربي أيضا نائبا للمحافظ، فيما اختيرت انجيل زيل عن المكون المسيحي مقررة للمجلس.

وشارك في عملية الانتخاب، أعضاء حزب الاتحاد الوطني الكوردستاني البالغ عددهم 5، و3 أعضاء من أصل 6 عن المكون العربي، وعضو مسيحي واحد.

وجاء ذلك عقب أشهر من تعطل عملية تشكيل حكومة كركوك المحلية، إثر انقسام القوى السياسية حول منصب المحافظ.

وتم تشكيل حكومة كركوك المحلية، وسط غياب لأعضاء كتلة الحزب الديمقراطي الكوردستاني وعددهم 2، وأعضاء المكون التركماني البالغ عددهم 2 أيضا، وغياب جزئي للأعضاء العرب الذين لم يشارك 3 من منهم في الاجتماع.

وتحسبا لأي احتكاكات بين جماهير الأحزاب، دعا آسو مامند، المشرف على كركوك وصلاح الدين للاتحاد الوطني الكردستاني، إلى تأجيل أي احتفال أو تجمع بمناسبة انتخاب المحافظ الجديد لكركوك إلى إشعار آخر.

وذكر في بيان ليلة السبت/ الأحد (11 آب 2024)، أنه “من جل استقرار المحافظة، وحساسية الوضع، ندعوكم إلى تأجيل أي احتفال أو تجمع بمناسبة انتخاب محافظ جديد لكركوك إلى اشعار آخر”.

وأشار إلى أن ذلك من أجل “ألا تأخذ المكونات الأخرى في المحافظة الموضوع بحساسية”.

وعقب عملية الانتخاب، صرح آسو مامند مسؤول حزب الاتحاد الوطني الكوردستاني في كركوك، لشبكة رووداو الإعلامية، قائلا: “نتمنى أن يخدم المحافظ كافة مكونات كركوك”.

ولفت مامند، إلى أن “مناصب التركمان الذين لم يشاركوا في الاجتماع ستكون شاغرة لحين مشاركتهم في الحكومة المحلية”، مؤكدا أن “واجب المحافظ والإدارة المحلية خدمة المكونات بكل المجالات”.

وقبل ذلك، كانت المجموعة العربية في مجلس محافظة كركوك، قد أبدت رفضها لأي جلسة لمجلس المحافظة غير توافقية بين جميع الكتل الفائزة عن مكونات المحافظة قبل تشكيل الحكومة.

وأيضا كانت الجبهة التركمانية الموحدة، أعلنت في بيان السبت، أن “أي جلسة أو أتفاق بدون كتلة جبهة تركمان العراق الموحد غير مقبول”.

ويأتي تشكل حكومة كركوك، قبيل يوم واحد من نهاية المهلة التي حددها رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، لتقاسم السلطة بين مكونات كركوك.

ومنذ 21 كانون الثاني الماضي عندما صادقت مفوضية الانتخابات على النتائج النهائية لانتخابات المحافظات العراقية، استمر تعطل تشكيل حكومة كركوك المحلية، على خلفية تمسك كل طرف سياسي بمنصب المحافظ.

ودفعت الخلافات بين القوى الفائزة في انتخابات كركوك، رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، للتدخل وقيادة سلسلة حوارات بين القوى السياسية، أدت في نهاية المطاف لعقد أولى جلسات مجلس كركوك في 11 تموز الماضي.

وأفرزت أولى جلسات مجلس كركوك، عن اتفاق بحسب تصريحات لقادة سياسيين أن تشكيل حكومة كركوك لن يتم دون مشاركة جميع المكونات خلال مدة أقصاها 30 يوما وفقا للقانون، غير أن ذلك لم يتحقق.

في غضون ذلك، نجح الاتحاد الوطني الكوردستاني في حشد عدد النواب الذي مكنه من تمرير مرشحة لمنصب المحافظ.

ويتألف مجلس محافظة كركوك من 16 مقعدا، كان أعضاؤه في بداية الأمر منقسمون إلى جبهتين. التركمان والعرب لديهم 8 مقاعد، والكورد يدعمهم عضو مسيحي، بـ8 مقاعد أيضا.

وسعى كل مكون من الكورد والتركمان والعرب، لأن يكون منصب المحافظ من نصيبه، ولكن لعدم امتلاك أي من الأطراف للأغلبية، وبسبب الانقسامات الداخلية بين المكونات، بقي منصب المحافظ معلقا.

على الجانب الآخر، سبق وأعلنت القوى السياسية التي لم يتم إشراكها في تشكيل حكومة كركوك المحلية، بأن عقد أي جلسة لمجلس كركوك لتشكيل الحكومة المحلية من دون مشاركة الجميع، سيكون مخالفا للقانون، وسيتم الطعن بها قانونيا.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *