تقرير: رئيس إيران يعارض توجيه “ضربة مباشرة” لإسرائيل ردا على اغتيال هنية
أمد/ قالت مصادر مطلعة إن الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان يعارض توجه الحرس الثوري للرد بشكل مباشر على إسرائيل بعد اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران، وذلك سعياً لتجنب اندلاع حرب شاملة مع إسرائيل، حسبما ذكرت صحيفة “تليغراف” البريطانية.
وأشارت الصحيفة إلى انقسام في طهران حول كيفية الرد على اغتيال هنية، حيث يصر كبار قادة الحرس الثوري على توجيه ضربة مباشرة إلى تل أبيب وغيرها من المدن الإسرائيلية، مع التركيز على القواعد العسكرية لتجنب وقوع إصابات بين المدنيين.
وأضافت الصحيفة أن بزشكيان، الرئيس المنتخب حديثاً، اقترح استهداف قواعد إسرائيلية “سرية” في دول مجاورة لإيران، مشيرة إلى أن إيران استهدفت في السابق ما وصفتها “قواعد تجسس” تابعة للموساد الإسرائيلي في كردستان العراق.
وقال مساعد للرئيس الإيراني للصحيفة إن بزشكيان يخشى أن “يكون لأي هجوم مباشر على إسرائيل عواقب وخيمة”.
وأضاف: “لقد قال إنه لحسن حظنا لم تدخل إيران في حرب شاملة مع إسرائيل في المرة الماضية، لكن الحظ قد لا يحالفنا هذه المرة”، في إشارة إلى هجوم في 13 أبريل عندما أطلقت إيران أكثر من 300 طائرة مسيرة وصاروخ على إسرائيل، بعدما اتهمتها طهران بقصف القنصلية الإيرانية في دمشق في وقت سابق من الشهر نفسه.
وتسنيم تنفي
من ناحية أخرى، نفى مصدر مطّلع لوكالة “تسنيم” الإيرانية، وجود أي خلافات بين كبار المسؤولين في إيران، بشأن مسألة الانتقام لدماء إسماعيل هنية، من إسرائيل.
ووصفت الوكالة الإيرانية، الحديث عن وجود خلاف بين القادة الإيرانيين بأنها “عملية نفسية كاذبة تقوم بها وسائل الإعلام الإسرائيلية”، مشيرة إلى أن “مسؤولا أمنيا مطّلع نفى أي خلاف في هذا الأمر (الانتقام لدماء هنية) على المستوى الاستراتيجي للنظام فحسب، بل هناك إرادة وإجماع وتوافق في وجهات النظر، غير مسبوق، بين مسؤولي البلاد خلال السنوات الماضية على تنفيذ هذا الإجراء”.
وأوضح المسؤول الإيراني المطّلع أن “طريقة تنفيذ هذا العمل يتم اتخاذها على أعلى المستويات وفي المجلس الأعلى للأمن القومي، الذي يرأسه الرئيس أيضا”.
البعثة الإيرانية
وفي وقت سابق، أكدت بعثة إيران الدائمة لدى الأمم المتحدة، مساء يوم الجمعة، أن إيران تأمل بأن يكون الرد على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الفلسطينية، إسماعيل هنية، “محددًا بإطار زمني وأن يتم بطريقة لا تضر بوقف إطلاق النار المحتمل” في قطاع غزة.
وقالت البعثة في بيان لها: “أولويتنا هي التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار في غزة، وأي اتفاق تقبله “حماس” سنعترف به. لقد انتهك النظام الإسرائيلي أمننا القومي وسيادتنا بهجومه الإرهابي الأخير”، في إشارة إلى مقتل هنية.
وأضافت: “لدينا حق مشروع في الدفاع عن النفس. هذه مسألة لا علاقة لها على الإطلاق بوقف إطلاق النار في غزة، لكننا نأمل أن يكون ردنا في الوقت المناسب ويتم تنفيذه بطريقة لا تضر بوقف إطلاق النار المحتمل”.