اخبار المغرب

مناورات عسكرية مغربية قبالة السواحل الجنوبية.. كيف تعزز القدرة الدفاعية للقوات المسلحة الملكية؟

في إطار سعيها المتواصل لتعزيز الأمن القومي للمملكة، تنظم القوات المسلحة المغربية سلسلة من المناورات العسكرية المتقدمة على مستوى السواحل الأطلسية، وهو ما يهدف إلى رفع جاهزيتها، وتجربة أحدث الأسلحة والتكتيكات العسكرية، خاصة وأنها تشمل مجموعة واسعة من السيناريوهات التدريبية.

هذا، وقد أصدرت السلطات المختصة إشعارًا رسميًا بمنع الصيد البحري في مناطق محددة قبالة سواحل العيون ابتداءً من فاتح شتنبر الجاري وحتى نهاية العام. يأتي هذا القرار نتيجة لإجراء مناورات عسكرية للقوات المسلحة الملكية تتضمن استخدام الذخيرة الحية في هذه المناطق.

في هذا السياق أوضح هشام معتضد الخبير في الشؤون الاستراتيجية، أن المناورات والتدريبات العسكرية التي يجريها المغرب قبالة سواحله الأطلسية تكتسي أهمية استراتيجية كبرى نظرًا لموقع المغرب الجغرافي الحيوي على المحيط الأطلسي.

وأوضح المتحدث أن هذه التداريب العسكرية تتيح للقوات المسلحة المغربية الفرصة لتعزيز سيطرتها على حدودها البحرية وحماية مصالحها الاقتصادية، بما في ذلك خطوط التجارة البحرية الهامة وموارد الصيد.

واعتبر معتضد أن هذه الخطوة مهمة بشكل خاص في ضوء التحديات الأمنية والتهديدات البحرية المحتملة، مثل القرصنة والهجرة غير الشرعية والتهريب.

وحسب المصدر ذاته فإن هذه المناورات تلعب دورًا رئيسيًا في تعزيز القدرات الدفاعية للمغرب في مجال الأمن البحري، من خلال تحسين مهارات وتكتيكات القوات البحرية والجوية في عمليات المراقبة والاستجابة السريعة للتهديدات البحرية، كما تمنح القوات المسلحة القدرة على اختبار وتطوير التكتيكات المتقدمة للتعامل مع مختلف السيناريوهات الأمنية، سواء كانت هجومية أو دفاعية.

وأشار الخبير في الشؤون الاستراتيجية إلى أن هذه المناورات تساعد في تعزيز التماسك والتنسيق بين مختلف فروع القوات المسلحة المغربية، بما في ذلك القوات البحرية والجوية والبرية، كما أنه ومن خلال التدريب على التكتيكات المشتركة في بيئة بحرية، يتمكن الجيش من تعزيز التنسيق والانسجام بين الفروع المختلفة، ما يضمن استجابة فعالة ومتكاملة لأي تهديدات محتملة في المنطقة.

وأضاف: “تساهم هذه التدريبات أيضًا في تعزيز قدرة القوات المغربية على الابتكار والتكيف مع التغيرات في البيئة الأمنية، وذك من خلال تجربة التقنيات والمعدات الجديدة في بيئة واقعية، يمكن للقوات المسلحة المغربية تحسين استراتيجياتها الدفاعية وتطوير تكتيكات جديدة تلائم التحديات المتجددة، مما يعزز من قدراتها في مواجهة الأزمات الأمنية بكفاءة وفعالية.

وشدد معتضد على أن هذه المناورات العسكرية قبالة السواحل الأطلسية تسعى إلى تعزيز التكتيكات الميدانية للقوات المسلحة المغربية بشكل كبير، كما أنه ومن خلال هذه التدريبات، تكتسب القوات البحرية والجوية والبرية خبرة عملية في التعامل مع سيناريوهات متعددة، بما في ذلك الدفاع عن الشواطئ وعمليات الإنزال البحري والجوي، ومكافحة التهديدات غير التقليدية مثل القرصنة والتهريب.

وحسب المتحدث، فإن هذه الخطوة ستمكن من تحسين قدرات الاستطلاع والرد السريع للقوات المغربية، حيث يتم التركيز على تطوير التكتيكات التي تتيح للقوات اكتشاف ومعالجة التهديدات البحرية والجوية بكفاءة عالية، ناهيك عن التداريب المتعلقة باستخدام التكنولوجيا المتقدمة في المراقبة والاتصالات ما يعزز من قدرة الجيش على اتخاذ القرارات السريعة والحاسمة في الميدان.

واستطرد المتحدث: “تعزز هذه المناورات من التكامل بين مختلف فروع القوات المسلحة، حيث يتم التدرب على التنسيق المشترك بين القوات البحرية والجوية والبرية في بيئة عمليات معقدة، هذا التكامل يضمن قدرة القوات على تنفيذ عمليات مشتركة بفعالية، مما يعزز من كفاءتها في التعامل مع التحديات الأمنية المتنوعة”.

وخلص  هشام معتضد بالتأكيد على أن هذه التدريبات، تطور مهارات الجنود والضباط الفردية والجماعية، ويتعلمون كيفية التعامل مع التحديات الجديدة والظروف المتغيرة في ساحة المعركة. ما يعزز من جاهزية القوات المغربية، ويجعلها أكثر استعدادًا لمواجهة أي تحديات مستقبلية بكفاءة وفعالية.ر

هذا، وقد باشرت القوات البحرية الملكية المغربية، يوم الجمعة 29 مارس الماضي، مناورات بحرية استمرت لمدة ثلاثة أشهر متتالية بالمناطق الجنوبية للمملكة، وعلى بعد حوالي 125 كيلومترا فقط من سواحل قبالة جزر الكناري المحتلة، وقد اختتمت هذه المناورات في نهاية شهر يونيو الماضي.

المصدر: العمق المغربي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *