اخبار العراق

| اضحت معبرا للنزاعات.. اجواء العراق تفتقد سيادتها

نفذت القوات الأمريكية في العراق ضربة جوية، الأربعاء الماضي، ضد مقاتلين حاولوا إطلاق طائرات بدون طيار جنوب بغداد، حسبما قال مسؤول دفاعي أمريكي لشبكة CNN، حيث تقع ناحية جرف الصخر على بعد حوالي 60 كم جنوب غرب العاصمة العراقية بغداد.

فيما كشفت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، في مطلع شهر اب الجاري، عن تفاصيل الضربة التي وجهتها لمقر تابع للحشد الشعبي في ناحية جرف الصخر شمالي محافظة بابل العراقية.

وقالت نائبة المتحدث باسم البنتاغون، سابرينا سينغ، خلال مؤتمر صحفي، إن “الضربة كانت دفاعية، وجرى تنفيذها بعد رصد هجوم على وشك الوقوع”.

وأضافت سينغ، أن “الولايات المتحدة لن تتردد في اتخاذ التدابير الدفاعية لضمان سلامة جنودها ومصالحها في العراق والمنطقة”.

وأشارت إلى أن “الوزير لويد أوستن كشف عن التغييرات الجارية والمستقبلية في القوات الأميركية بمنطقة الشرق الأوسط، ولكن لا يوجد قرار بعد بشأن القدرات الدفاعية المتوقع نشرها”.

وتُشكّل السيادة إحدى الأركان الجوهرية التي تُبنى عليها نظرية الدولة في الفكر السياسي، والقانوني كما تُعدُّ من المبادئ الأساسية التي يقوم عليها بنيان، وصرح القانون الدولي، والعلاقات الدولية المعاصرة، فالسيادة مفهوم قانوني سياسي يتعلق بالدولة لكونها تشكل أحد أهم خصائصها، وشروطها الأساسية كما أنها تُعدُّ من المُحدِّدات السياسية، والقانونية المركزية لمفهوم الدولة الوطنية، ومن خلالها يتجسَّد واقعيًا الوجود القانوني، والسياسي للدولة كعضو في المجتمع الدولي كما يتجسَّد أيضًا بموجبها الاستقلال الوطني للدولة، ومساواتها مع الوحدات، والكيانات السياسية الأخرى المشكّلة للنظام الدولي.

ايران واسرائيل وما بينهما

وتستعد إسرائيل لضربة متوقعة من إيران وحزب الله، ردا على اغتيال كل من رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، في طهران، والقيادي في حزب الله فؤاد شكر، في الضاحية الجنوبية.

واعترفت إسرائيل بمسؤوليتها عن اغتيال القيادي في حزب الله، فؤاد شكر. إلا أن إسرائيل لم تؤكد أو تنفِ اغتيال إسماعيل هنية، رغم اتهامها صراحة من طرف إيران.

وتداولت وسائل إعلامية عراقية محلية في نيسان الماضي انباء إسقاط صواريخ ومسيرات إيرانية في أماكن مختلفة في مدينة أربيل وسط أنباء عن اعتراض القوات الأمريكية صواريخ ومسيرات خلال هجومها صباح الأحد على إسرائيل.

وكانت قد أطلقت إيران نحو 300 طائرة مسيرة وصاروخ بالستي على مواقع إسرائيلية تمكن النظام الدفاعي الجوي الإسرائيلي وبمساعدة الحلفاء (القوات العسكرية الأميركية والبريطانية والفرنسية)، من تفادي 99 بالمئة من الصواريخ والطائرات المسيرة وفقا للجيش الإسرائيلي.

فيما كشفت لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي في نيسان الماضي، حقيقة تلقي الحكومة العراقية إخطار إيراني مسبق بشأن تنفيذ الهجوم بالطائرات المسيرة والصواريخ على إسرائيل.

وقال مقرر اللجنة علي نعمة، إن “الأنباء والمعلومات التي تحدثت عن قيام العراق بفتح كامل أجوائه لإيران لقصف إسرائيل ليلة امس وإيقاف حركة الطيران، غير صحيحة والعراق لم يكن يعلم أي شيء عن موعد الهجوم الإيراني”.

يذكر ان في مطلع عام 2024 قصف الحرس الثوري الإيراني بصواريخ باليستية ما سماها “مراكز تجسس وتجمعات لجماعات إرهابية مناهضة لإيران” في العراق وسوريا، بينما أعلنت سلطات إقليم كردستان مقتل 4 مدنيين، واستنكرت الولايات المتحدة الضربات.

وقال الحرس الثوري في بيان أوردته وكالة الأنباء الإيرانية (إرنا) إنه دمّر أحد المقرات التجسسية الرئيسية لجهاز الاستخبارات الإسرائيلية (الموساد) في إقليم كردستان العراق، بحسب البيان.

وأضاف البيان أن القصف دمر “تجمعا للمجموعات الإرهابية المعادية لإيران في أجزاء من المنطقة باستخدام صواريخ باليستية”.

توغل تركي

فيما سيطرت القوات التركية على عشرات من القرى في محافظة دهوك، التابعة لإقليم كردستان العراق، منذ مطلع يوليو/ تموز الماضي، مع تصاعد العملية العسكرية التي تشنها في المنطقة لتضييق الخناق على عناصر حزب العمال الكردستاني.

وأحرزت القوات التركية المتوغلة تقدما في مناطق باليتي وكاني ماسي وجبل متين ومحيط جبل غارا، بالتوازي مع قصف جوي ومدفعي لقواعد عسكرية ومستودعات أسلحة لحزب العمال الكردستاني في قنديل وهاكورك وغارا.

وبالرغم من ان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اعلن في تموز الماضي قرب نهاية العملية التي تنفذها القوات المسلحة التركية ضد مسلحي حزب العمال الكردستاني في كردستان العراق وسوريا، الا ان القوات التركية ما زالت تقم بعملياتها على الاراضي العراقية.

واستنكرت السلطات العراقية تجدد العمليات العسكرية التركية والتوغلات في شمال العراق، ودعت أنقرة للتعاون دبلوماسيا لحل القضايا الأمنية المشتركة. وفي اجتماع للمجلس الوزاري للأمن الوطني، أكد رئيس الوزراء محمد شياع السوداني رفض التوغلات التركية، مطالبا بالتنسيق الأمني واحترام السيادة العراقية. يأتي ذلك في ظل تصاعد الهجمات التركية ضد حزب العمال الكردستاني في إقليم كردستان، ما أدى إلى اندلاع حرائق وأضرار بالأراضي الزراعية وممتلكات المواطنين.

ويخوض الحزب نزاعا مسلحا مع السلطات التركية منذ 1984، وتصنفه أنقرة وحلفاؤها الغربيون، وخصوصا الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، منظمة “إرهابية”.

سيطرة

وأعلن العراق، في خطوة تعد الأولى من نوعها منذ عام 2003، عن افتتاح مركز عمليات قيادة الدفاع الجوي الجديد، الذي يهدف إلى استعادة السيطرة الكاملة على الأجواء العراقية.

أكدت لجنة الأمن والدفاع البرلمانية، اليوم الثلاثاء، وجود تحرك حكومي حقيقي لشراء منظومات دفاع جوي متطورة لحماية الأجواء العراقية من أي خروقات خلال المرحلة المقبلة.

وقال عضو اللجنة علي البنداوي، في تصريح صحفي، إن “العراق يتأثر بكل تأكيد بأي أحداث تحصل بالمنطقة لمكانته الجغرافية بالدرجة الأساس، خاصة ان تلك الاحداث لها تأثيرات على كل دول المنطقة والعالم، وليس العراق وحده، ولهذا الكل يعمل على التهدئة ومنع اتساع دائرة الحرب، حتى لا تصل اليها نيران تلك الحروب، التي يكون فيها الجميع خاسر”.

وأضاف البنداوي، أن “الحكومة العراقية لديها نية حقيقية من أجل شراء منظومات دفاع جوي متطورة وهي تتحرك بشكل سريع بهذا الملف ولديها حوارات مع بعض تلك الدول، فهناك إرادة حكومية لتأمين كامل الأجواء العراقية خلال المرحلة المقبلة، خاصة لمرحلة ما بعد انتهاء مهام التحالف الدولي، وكذلك في ظل التطورات الأمنية والعسكرية التي تشهدها عموم المنطقة”.

تحديات

وبالرغم الجهود الدبلوماسية تستمر الانتهاكات العسكرية الامريكية والتركية والإيرانية لسيادة العراق، فهل يغير إعلان قائد الدفاع الجوي العراقي إكمال التعاقد مع شركات عالمية لتطوير الدفاعات الجوية العراقية من الوضع الحالي؟ وما هي التحديات التي يواجهها العراق في تأمين حدوده مع دول الجوار؟

وكان المتحدث باسم القائد العام للقوات المسلحة اللواء يحيى رسول، قال إن “العراق تعاقد على رادارات فرنسية ووصلت دفعة منها، ونحن ماضون باستكمال منظومة الرادارات بشكل عام”، مبيناً أن “هناك رادارات واطئة ومتوسطة وعالية المدى”.

وكشف رسول عن توجه “لجان فنية وعسكرية إلى عدد من الدول، وقُدمت لها عروض مع الاطلاع على أسلحة مقاومة الطائرات”، لافتاً إلى أنه “سيتم الإعلان عن أي تعاقد على أسلحة أو منظومات متطورة”.

ووفقا لرسول، فإن “القيادة العسكرية وعلى رأسها القائد العام للقوات المسلحة، تؤكد الأولوية الأولى لمنظومات قيادة الدفاع الجوي”.

خروقات ولكن

رئيس مجلس الوزراء، والقائد العام للقوات المسلحة محمد شياع السوداني، أكد مواصلة تعزيز قدرات الدفاع الجوي ومراقبة الأجواء ضمن مرحلة إنهاء مهمة التحالف الدولي في العراق.

وأوضح المكتب الإعلامي لرئيس مجلس الوزراء، في بيان سابق أن “رئيس مجلس الوزراء، القائد العام للقوات المسلحة، محمد شياع السوداني، افتتح مركز عمليات قيادة الدفاع الجوي الجديد”.

وأشار البيان، إلى أن “رئيس الوزراء، استمع إلى إيجاز مفصل عن المركز قدمه قائد الدفاع الجوي، أكد فيه تجهيز المركز الجديد بمنظومة حديثة من رادارات الكشف العالي، وذلك في إطار جهود قيادة الدفاع الجوي بتطوير البنى التحتية الخاصة بمراقبة وتأمين سلامة الأجواء العراقية”.

وأكد رئيس الوزراء، على إستمرار الحكومة في دعم وتعزيز قدرات القيادة والسيطرة على الأجواء العراقية، وحمايتها من الخروقات ورفع مستوى الاستجابة الآنية.

وأشاد السوداني، ب”جهود القادة والضباط الذين اشتركوا في إتمام وتشغيل هذا المركز، الذي جرى إنشاؤه بالتعاون مع شركة تاليس الفرنسية المختصة بمعدات الدفاع، على مسار خطط تطوير تسليح قواتنا المسلحة بمختلف صنوفها، إذ رصدت الحكومة ما يقارب 5 تريليونات دينار لهذه الأهداف، منها 3 تريليونات في موازنة 2024، وضمن مشروع تعزيز القدرات التسليحية”.

وأشار القائد العام للقوات المسلحة، إلى أن “هدف الحفاظ على أمن وسيادة العراق على أرضه وأجوائه ومياهه محور رئيس ضمن مستهدفات البرنامج الحكومي في مجال الدفاع ومواجهة التحديات الأمنية، لاسيما في مرحلة ما بعد انتهاء مهام التحالف الدولي”، لافتا إلى، تواصل الجهود في ملاحقة جميع أشكال التهديدات الإرهابية أو الخروقات، وبناء قدرات الكشف والإنذار المبكر خاصة في مجال الكشف المنخفض، ومع تطور مستويات وتقنيات الدفاع الجوي في الدول المجاورة والمنطقة، إلى جانب التأكيد على تطوير توظيف المتصديات من أحدث الطائرات التخصصية لمواجهة جميع احتمالات الخرق أو العدوان.

ورغم امتلاك كل من امريكا وتركيا وايران والعراق “علاقات دبلوماسية وثيقة”، فإن الاعتداء على السيادة العراقية يمثل “جريمة حرب” لا يمكن السكوت عنها أو تجاهلها، حسبما يوضح مدير المركز العراقي للدراسات الاستراتيجية.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *