اخبار

رحلةٌ في دهاليز الذاكرة والنسيان

الخرف عند كبار السن: رحلةٌ في دهاليز الذاكرة والنسيان

يُعدّ الخرف من أمراض كبار السنّ، النفسية وتتميّز بفقدانٍ تدريجيٍّ للوظائف الإدراكية، مثل الذاكرة والتفكير والتركيز وحلّ المشكلات. يُصيب الخرف ملايين الأشخاص حول العالم، ويزداد مع تقدّم العمر.

أنواع الخرف:

  • مرض الزهايمر: هو أكثر أنواع الخرف شيوعًا، حيث يُصيب ما يقارب 6080% من حالات الخرف.

  • الخرف الوعائي: ينتج عن انسدادٍ أو تلفٍّ في الأوعية الدموية التي تُزوّد الدماغ بالدم.

  • الخرف الضموري الجبهي الصدغي: ينتج عن ضمورٍ في الفصوص الأمامية والصدغية في الدماغ.

  • الخرف ذو الأجسام المتكدّسة: ينتج عن تراكمٍ لبروتيناتٍ شاذةٍ في خلايا الدماغ.

أعراض الخرف:

  • فقدان الذاكرة: نسيان الأحداث أو الأشخاص أو المعلومات المهمة.

  • صعوبة التركيز: صعوبة التركيز على المهام أو اتباع التعليمات.

  • صعوبة حلّ المشكلات: صعوبة اتخاذ القرارات أو حلّ المشكلات اليومية.

  • الارتباك: الشعور بالارتباك في الوقت أو المكان أو الأشخاص.

  • تغييرات في المزاج والسلوك: الشعور بالقلق أو الاكتئاب أو الغضب أو العدوانية أو التغيرات في الشخصية.

  • صعوبة التواصل: صعوبة التحدث أو الكتابة أو فهم اللغة.

  • فقدان المهارات الحركية: صعوبة المشي أو التنسيق أو القيام بالمهام اليومية.

أسباب الخرف:

لا يوجد سببٌ واحدٌ محددٌ للخرف، ولكن يُعتقد أنّ مزيجًا من العوامل الجينية والبيئية يلعب دورًا في الإصابة به. تشمل هذه العوامل:

  • العوامل الجينية: وجود تاريخٍ عائليٍّ للإصابة بالخرف.

  • العوامل البيولوجية: خللٌ في وظائف الدماغ، مثل تراكم لويحاتٍ متكدّسةٍ في الدماغ أو خيوطٍ مشبّكةٍ.

  • العوامل البيئية: التعرض لإصابات الرأس أو السكتات الدماغية أو ارتفاع ضغط الدم أو مرض السكري.

التشخيص والعلاج:

لا يوجد علاجٌ شافٍّ للخرف، ولكن يمكن علاج الأعراض وتحسين نوعية حياة الشخص المصاب. يتمّ تشخيص الخرف من خلال تقييم الأعراض وتاريخها الشخصي والعائلي وفحوصاتٍ طبيةٍ واختباراتٍ نفسيةٍ. قد تُستخدم الأدوية المضادة للاكتئاب أو مضادات الذهان أو مثبطات أستيل كولين إستراز لعلاج بعض الأعراض.

تأثير الخرف على الحياة:

يُمكن أن يُؤثّر الخرف بشكلٍ كبيرٍ على حياة الشخص المصاب، بما في ذلك:

  • العلاقات الشخصية: قد تُؤدّي الأعراض إلى توترٍ في العلاقات مع العائلة والأصدقاء.

  • الاستقلالية: قد يفقد الشخص المصاب قدرته على العيش بشكلٍ مستقلٍّ ويحتاج إلى مساعدةٍ في المهام اليومية.

  • الصحة الجسدية: قد تُؤدّي الأعراض إلى مشاكلٍ في النوم أو مشاكلٍ في الجهاز الهضمي أو مشاكلٍ في القلب أو مشاكلٍ في الجهاز المناعي.

نصائح للتعامل مع الخرف:

  • طلب المساعدة المهنية: من المهمّ طلب المساعدة من طبيبٍ نفسيٍّ مختصّ لتلقي العلاج المناسب.

  • توفير بيئةٍ آمنةٍ وداعمةٍ: يجب توفير بيئةٍ آمنةٍ وداعمةٍ للشخص المصاب لتقليل خطر الإصابات أو السقوط.

  • المشاركة في الأنشطة: تشجيع الشخص المصاب على المشاركة في الأنشطة التي يُحبّها، مثل الرياضة أو القراءة أو التواصل مع العائلة والأصدقاء.

  • الانضمام إلى مجموعات الدعم: تُساعد مجموعات الدعم على مشاركة التجارب مع أشخاصٍ آخرين يُعانون من نفس الحالة.

رعاية الأشخاص المصابين بالخرف:

  • توفير رعايةٍ منزليةٍ أو مؤسسيةٍ: قد يحتاج الشخص المصاب بالخرف إلى رعايةٍ منزليةٍ أو مؤسسيةٍ، مثل مركزٍ للرعاية المُقدّمة لكبار السنّ أو مستشفىً للرعاية المُطلقة.

  • التعليم والتوعية: من المهمّ تعليم العائلة والأصدقاء عن الخرف وكيفية التعامل مع الشخص المصاب.

  • الدعم النفسي: قد يحتاج أفراد أسرة الشخص المصاب إلى دعمٍ نفسيٍّ للتعامل مع مشاعر الحزن والقلق والغضب.

الوقاية من الخرف:

لا توجد طريقةٌ مؤكّدةٌ لمنع الإصابة بالخرف، ولكن يمكن اتّخاذ بعض الخطوات لتقليل خطر الإصابة به، مثل:

  • الحفاظ على نمط حياةٍ صحيٍّ: اتّباع نظامٍ غذائيٍّ صحيٍّ وممارسة الرياضة بانتظام والحفاظ على وزنٍ صحيٍّ.

  • التحكم في الأمراض المزمنة: التحكم في أمراضٍ مثل ارتفاع ضغط الدم ومرض السكري.

  • الحفاظ على النشاط الذهني: المشاركة في الأنشطة التي تُحفّز الدماغ، مثل القراءة أو حلّ الألغاز أو تعلّم مهاراتٍ جديدةٍ.

  • الإقلاع عن التدخين: يُعدّ التدخين من عوامل خطر الإصابة بالخرف.

  • شرب الكحول باعتدال: يُمكن أن يؤدّي شرب الكحول بكثرةٍ إلى زيادة خطر الإصابة بالخرف.

 

يُعدّ الخرف ظاهرةً طبيعيةً تصيب كبار السنّ، ولكن يمكن اتّخاذ خطواتٍ لتقليل خطر الإصابة به وتحسين نوعية حياة الأشخاص المصابين به. مع الرعاية والدعم المناسبين، يمكن للأشخاص المصابين بالخرف أن يعيشوا حياةً سعيدةً وذات معنى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *