هل تحظى حرب السودان باهتمام العالم في ظل أزمة الجوع التي تهدد الشعب
تقرير: النعيم عبدالغني
التحذيرات التي أطلقتها الامم المتحدة بأن السودان سيواجه أكبر أزمة جوع في العالم، من جراء الحرب الدائرة بين الجيش والدعم السريع،و انتقاد منظمات دولية لصمت المجتمع عن هذه الكارثة الإنسانية المتمثلة في الأزمة الغذائية التي تطبق على البلاد، فإن الوضع في السودان لم يحظ بقدر معتبر من التدقيق الدولي مقارنة بالأزمات الإنسانية الأخرى في أماكن مثل أوكرانيا وقطاع غزة. ويطلق بعض المراقبين على الصراع في السودان وصف “الحرب المنسية.
في مقابلة لها مع وكالة فرانس برس قالت المديرة التنفيذية لبرنامج الغذاء العالمي سندي ما كين إن الوضع في السودان كارثي وهناك الكثير من الجوع
وقدّرت المسؤولة الأممية أن الأزمة في السودان “قد تكون أكبر أزمة غذائية على الإطلاق ولكن المجتمع الدولي لا يكترث لهذا الأمر
وأوضحت ما كين أن “غزّة موضع كل الاهتمام وهذا أمر مفهوم، لكن لا يمكننا أن ننسى دولاً مثل السودان”، مؤكدةً أن برنامج الأغذية العالمي “لا يمكنه إطعام الناس إذا لم تكن الحكومات والكيانات الخاصة مستعدة لتمويله وعلى الرغم من الأزمة
من خلال موقعها على الإنترنت، تصف المفوضية العليا للاجئين، التابعة للأمم المتحدة، الوضع في السودان قائلة بعيدا عن أعين العالم وعن عناوين الأخبار، يستمر الصراع في السودان بالتفاقم. وتتكشف فصول أزمة إنسانية تفوق التصور في مختلف أنحاء البلاد، بينما يدفع الصراع بعددٍ متزايد من الأشخاص إلى النزوح عن ديارهم إثر احتدام القتال”.
وكان لافتا خلال الأيام الأخيرة، الإعلان عن موت سودانيين من الجوع، بعد أكثر من عشرة أشهر، من الحرب الدائرة بين الجيش السوداني، وقوات الدعم السريع.
وقالت تشاسا لطيفي، كبيرة مستشاري برامج الصحة العالمية في منظمة الإغاثة بروجكت هوب، “أكبر تحد يواجهنا هو التمويل وقلة الاهتمام بالسودان.. هناك اهتمام كبير بكل الأحداث التي حدثت في العالم
لدرجة أنه لا توجد فرصة لدى أي أحد للتفكير في السودان أو حتى الاستماع لما يحدث هناك.
وقد عبر بعض السودانيين عبر وسائل التواصل الاجتماعي، أن العالم بات يغمض عينيه، عن المأساة الحاصلة في السودان، من فقر ومجاعة، وتدهور في الظروف المعيشية، على كل المستويات، بجانب مأساة أخرى موازية، تتكشف في مخيمات اللاجئين السودانيين، الذين فروا من الحرب الدائرة في البلاد، إلى الدول المجاورة مثل تشاد وجنوب السودان وإثيوبيا ، و هذا ما ذهب إليه الخبير الاقتصادي هيثم فتحي أن هناك تقارير تشير الي ان 16 الف شخص مدني قتلوا حتي الان .
وتسببت الحرب في أسوأ أزمة نزوح داخلي في العالم إذ تشرد قرابة عشرة ملايين شخص عن ديارهم بحثا عن الأمان مع اتساع وتيرة القتال وتزايد ضراوتها. وذهب فتحي الي 70 ٪ من الأشخاص الذين أًُجبروا على النزوح في السودان، يحاولون البقاء على قيد الحياة في أماكن معرضة لخطر المجاعة خاصة العراقيل التي تمنع وصول المساعدات الإنسانية لمناطق سيطرة مليشيا الدعم وبالرغم من كل الانتهاكات التي حدثت لم تحرك ساكنا لدى المجتمع الدولي
بطء الاستجابة العربية والدولية لما يحدث في السودان أمر لا يمكن فهمه أبدا، ورغم أن بعض الدول والمنظمات قدمت مساعدات إنسانية محدودة، فإن ذلك لا يكفي ولا يغطي ولو 1% من الحاجة الحقيقية في السودان
إن تجاهل الأزمة الإنسانية في الحرب الجارية في السودان يشكل تحديًا كبيرًا يتطلب تضافر الجهود على المستوى الدولي والمحلي للتصدي لهذه الأزمة وتحسين الوضع الإنساني للسكان المتضررين.
يجب على المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية العمل بجدية لإيجاد حلول فعالة ومستدامة لهذه الأزمة الإنسانية الخطيرة في السودان
الصحفي والمحلل السياسي محمد الاقرع يقول: دون شك ستظل أزمة السودان مثار إهتمام للدول الكبرى والإقليمية وذلك لعدة أسباب أولها حالة الفوضى التي يمكن أن تتمدد في عدد من دول الجوار وثانيها التخوف من تصدير مزيد من اللاجئين وحدوث كوارث إنسانية صعبة التدارك
ان ما يشغل العالم أو الدول الكبرى تحديد ودول الاقليم الفاعلة ليست أزمة الجوع أو التداعيات الانسانية التي أفرزتها الحرب وإنما تحقيق أكبر قدر من المصالح في ظل وضع الهشاشة العام الذي تشهده الدولة ودونك ما يحصل في قاعدة فلامنجو التي تسعى روسيا لتأسيس مركز دعم لوجستي بها في حين ترفض الولايات المتحدة وعدد من دول الجوار، الاهتمام بالحرب سيكون في كيفية تمرير المصالح المستديمة.
المصدر: صحيفة الراكوبة